العيد يوم فرحٍ، وسرورٍ، وتجمُّلٍ فتتصافى النفوس المُتشاحنة، وتثبت على طاعة الله -تعالى-، والسَّعي في سبيل نَيْل رضاه ومَحبّته.

مكانة عيد الفِطْر في نفوس الجزائريين يجسد أرقى المعاني والصفات الحميدة ؛ إذ يظهر فيه التكافل الاجتماعيّ بين الأسر الجزائرية ، والتآخي فيما بينهم، وتسمو رُوح الجِوار؛ ليصبحوا وكأنّهم أهل بيتٍ واحدٍ يغمرهم الإخاء بشكله العمليّ ، وتظهر بشكلٍ واضحٍ قيمة الإخلاص، ويتبادلون التهاني فيما بينهم،
والعيد يوم فرحٍ، وسرورٍ، وتجمُّلٍ يحرص الجزائريون فيه على إطعام الفقراء، وسَدّ حاجاتهم، فلا يشعرون بالنقص أحد، كما أنّ العيد يحرص على صِلة الرَّحِم، والأصدقاء، فتتصافى النفوس المُتشاحنة، وتثبت على طاعة الله -تعالى-، والسَّعي في سبيل نَيْل رضاه ومَحبّته؛ فكما أنّ العيد استقبل بالطاعة، فإنّه يجدر به العَزم وعَقْد الإرادة علىلثبات والاستمرار عليها.
يقوم الجزائريون بهذه الفضائل بقلوبهم بمحبة وصدق
تُصلّى صلاة العيد ركعتَين في المساجد،ويقرأ الإمام فيهما سورة الأعلى وفي الثانية الغاشية كما في صحيح مسلم عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ. بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ.

أداب العيد 
وتبقى معاني العيد وأدابه “أذكر إخواني بجملة من آداب وسنن العيد التهنئة بالعيد بقولنا تقبل الله من ومنكم ، وعيدكم مبارك الخ
ـ الحرص على إخراج زكاة الفطر ـ التي جعلها الله عز وجل طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين ـ قبل صلاة العيد.
ـ التكبير يوم العيد ويبتدأ من ثبوت العيد وينتهي بصلاة العيد ، وقد قال الله تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى
مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة الآية185) ويكون بصوت يسمع الإنسان نفسه ومن معه
الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب لذلك ،الأكل قبل صلاة العيد وإشراك النساء والأطفال والصبيان دون استثناء أي جميع العائلة في هذه الشعيرة و التهنئة بالعيد فهي ثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم ،فعن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض : “تقبل الله منا ومنك”  .
تبادل التهاني والمعايدة بوسائل التواصل الإجتماعي وأن يشكر المسلم ربه في هذا اليوم ويتمم فرحه بالطاعات والقربات والتواصي بالحق والتواصي بالصبر . والبذل والعطاء للفقراء والمحتاجين وما أكثرهم وما أحوجهم !

وأفرحوا بعيد الفطر وحق لكم أن تفرحوا ورسولكم صلى الله عليه وسلم قال:((لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ))
ففرحنا اليوم بما وفقنا الله من إكمال صيام الشهر، وغداً نفرح الفرح الأكبر برضا الرحمن عندما ندخل من باب الريان الذي لا يدخله إلا الصائمون المؤمنون. وحق لنا أن نفرح﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )
لقد عشنا أياماً معدودات وليالي مباركات صيام وقيام وتلاوة قرآن وبذل وإحسان وصلة رحم وبر وغفران وإطعام طعام وزكاة وحسن أدب وكلام.
وكلنا يطمع في رضا الرحمن أن نكون يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، مع منهم في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية، و يقال لهم ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة:24].
كيف يتحقق هذا الفرح؟ 
العيد هو للفرح يتحقق ذلك الفرح لمن سلك أبواب الخير ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
أيها الجزائر الصائم في رمضان والقائم في التهجد والتراويح في المساجد والمكثر من تلاوة القرآن والمتصدق ومطعم الطعام. المتقرب إلى الله عز وجل والمحافظة على عائلتة ومساهما بوعيك في نصرة مجتمعك أنت مطالب بفعل الخيرات والتزود منها ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَالزَّادِ التَّقْوَى ﴾ البقرة: 197.وفي هذه الأيام أعمال البر كثيرة وهي درجات ومقامات أعلاها توحيد الله وإخلاص العبادة له، وأدنها
إماطة الأذى عن الطريق، ولا تحقرن من المعروف شيئاً والتمسوا الأجر في عيدكم بإدخال السرور على أنفسكم وأهليكم وإخوانكم ، التمسوا الأجر في صلة الأرحام
بالسؤال عليهم بزيارتهم و عبر وسائل التواصل الاجتماعية وإشاعة الفرح وإدخال السرورعلى قلب كل مسلم ومسلمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفقهه ودرجاته،
العيد يوم التسامح والعفو، يوم التراحم والتعاطف يوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها وتتصافى من أحقادها تتقارب القلوب وتعلو الأرواح وتسمو. وندعوا الله عز وجل بأن ينصر اخواننا في فلسطين هو نعم المولى ونعم النصير

بقلم الأستاذ/قسول جلول

باحث وإمام مسجد القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *