تشهد الجزائر منذ شهر ديسمبر 2019 تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تطورا كبيرا وتحولات جذرية.

من خلال متابعتنا على أرض الواقع للإنجازات والمكاسب التي تحققت في مختلف المجالات الحيوية، رغم الظروف الدولية العسيرة والتقلبات العالمية المتسارعة والاضطراب الذي شهده العالم منذ أربع سنوات صحيا وسياسيا واقتصاديا ومناخيا.

أربع سنوات تخبط فيها العالم أجمع في أزمات حادة عصفت بدول كبرى وسحقت دولا أخرى، وانقلبت موازين القوى حتى كاد يتغير وجه العالم وتنبئ ببدء مرحلة تاريخية جديدة يعاد فيها توزيع الفرص والثروة والقوة والمكانة الدولية.
الا أنها مرّت على الجزائر بردا وسلاما واستقرارا ونماء، توسعت فيها الخيارات وتواصلت ورشات العمل الإصلاحي الجبار والبناء المؤسساتي تحت إشراف رئيس الجمهورية بكل عزم وحزم، ورفعت خلالها بنجاح أكبر الرهانات السياسية والاجتماعية وفق إستراتيجيات وطنية رشيدة أساسها الطابع الاجتماعي للدولة وحوكمة شديدة قوامها الممارسة الكاملة للحقوق والحريات وسياسة خارجية مهيبة أعادت الجزائر إلى مصاف القوى الكبرى وأنعشت مجدها الدبلوماسي وصيتها العالمي وكرست قدسية السيادة واستقلالية القرار السياسي والاقتصادي.
أربع سنوات، نهضت خلالها الدولة الجزائرية كالعنقاء من تحت الرماد، إستجابة لانتفاضة الشعب في حراكه الأصيل المبارك، لملمت جراحها ورأبت تصدعاتها الناتجة عن سنوات من الفوضى والتسيب والانحراف، وذلك رغم تكالب الأعداء وتزايد مظاهر الإستعداء رغم الظرف العالمي الخاص، ورغم الحاقدين والجاحدين ومتصيدي الأخطاء والمصطادين في كل ماء، نجح رهان الجزائر الجديدة بحرص رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وتوجيهاته للحكومة للمحافظة على الطابع الاجتماعي للدولة تحت كل الظروف والعمل على تجنب المواطنين تداعيات الركود الاقتصادي العالمي الذي أدى في الكثير من مناطق العالم إلى سحق المواطن البسيط والتخلي عنه في دائرة العوز والانحدار المالي المفاجئ، وقد تجلى ذلك من خلال الرفع المتكرر للأجور وتفادي ضرائب جديدة تثقل جيب المواطن، وتخفيض الضريبة على الدخل الإجمالي وزيادة المعاشات التقاعدية وإقرار منحة البطالة، فالجزائر هي أول دولة افريقية تطبق برنامجا مستدامة لفائدة الشباب البطال بالإضافة إلى إجراءات إدارية عديدة واصلاحات عميقة تهدف إلى محاربة المضاربة وتعزيز القدرة الشرائية للمواطن ومواصلة دعم المواد ذات الاستهلاك الواسع.

أربع سنوات من الحملات المنتشرة لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، البريء منها والمشبوه والتي تدس سم الفتنة في عسل التعاطف والتضامن مع الفئات الهشة من خلال تضخيم كل تذبذب طارئ يمس توزيع أسعار بعض المواد الاستهلاكية وتحويلها إلى مأساة وطنية وتضمينها مغالطة تحميل مسؤولية الممارسات اللاأخلاقية للانتهازيين على مؤسسات الدولة، هذه المؤسسات التي تجندت بقوة استجابة لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لمكافحة المضاربة غير المشروعة بكل حزم وصرامة وردع ومعاقبة جشع الوصوليين من أجل حماية المواد المدعمة من الإستغلال التجاري والسياسوي والحفاظ على الأمن الغذائي الدائم والمستقر في كافة ولايات الوطن.

أربع سنوات لم تهدأ الأبواق المأجورة وهي تتابع بقلق نهضة الجزائر بعد طول سبات ولم تتوقف عن محولاتها البائسة والفاشلة لعرقلة مسارها الصاعد ومنه وصم بلادنا بعار الجوع، ويا للمفارقة العجيبة فهي نفسها الجزائر التي تم تصنيفها الدولة الوحيدة في افريقيا لا مكان فيها للمجاعة بأي شكل من الأشكال، الجزائر المستقلة التي تعتبر أمنها الغذائي من مقومات السيادة الوطنية لم ولا ولن تعرف الجوع أبدا بفضل خيراتها وثرواتها وشموخ شعبها والتزام قيادتها وكفاءة حوكمتها ونجاعة سياستها واستراتيجيتها التنموية التي حققت نجاحات يصدقها الواقع والأرقام فالنتائج الموجودة على الواقع شهدنا لأول مرة ارتفاع صادرات الجزائر بعد أن كانت بلادنا سوقا مفتوحة للإستهلاك والإستراد العشوائي غير المدروس فانتعشت الصناعة المحلية و وجد المنتوج الوطني الأصيل مكانته في الأسواق بعد غياب طويل كل هذا دون الاستعانة بالمديونة الخارجية التي ترهن حرية القرار السياسي والاقتصادي لبلادنا.

أربع سنوات من حكم رئيس الجمهورية ترسخت دولة القانون في الجزائر الجديدة بكل ما تحمله من مهابة ورحمة وعدالة وتطبيق صارم للقوانين وتكريس لحقوق الانسان وحماية حقوق وحريات وكرامة المواطن وتعزيز الانسجام بين فئات المجتمع بعيدا عن الاقصاء والتمييز وخطابات الفتن والكراهية فتهززت مؤسسات الدولة بصرح دستوري جديد وحضن ديمقراطي مهيب.

وفي سياق الحديث عن تكنولوجيات الإعلام والاتصال نستذكر الدور الهام الذي يقوم به الإعلام الحر المسؤول في بناء الجزائر الجديدة إذ لا يكتمل أي تحول ديمقراطي دون وجود إعلام قوي ومهني ومحترف وعالي المصداقية يوازن بين الحرية والمسؤولية فقد شاركت المؤسسات الإعلامية في كافة التغيرات بقوة تأثيرها على الجماهير في توجيه دفة التغيير والإصلاح نحو وجهتها الصحيحة.

وعلى هذا الأساس كرس دستور 2020 الذي بادر به السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حرية التعبير وحرية الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والالكترونية من أجل خلق بيئة اتصالية جديدة تقدم خدمة إعلامية راقية تليق بأهداف وطموحات ومكانة الجزائر الجديدة، وذلك في إطار منظومة إعلامية تحترم القيم والحقوق والحدود والعهود، ولا تستغل الصورة والقلم للهدم بدل التعمير، وزرع الفرقة والكراهية بدلا من نشر الوحدة والمحبة والإنسجام.

أربع سنوات حرص فيها رئيس الجمهورية على مخاطبة الشعب من خلال المؤسسات الإعلامية لثقته في احترافيتها وقربها من المواطن لا سيما مع الثورة الرقمية، خاطب الشعب بلغة شعبية بسيطة دون تقعر في اللغة ولا مبالغة في تجميل الكلمات ولا مصطلحات معقدة، لغة الرئيس هي لغة المواطن البسيط، فرسالته موجهة إليه أولا ولقاءاته مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية تأكيد على احترامه للسلطة الرابعة وايمانه بحيوية دورها كجسر متين بين المواطن ورئيسه ومؤسساته.

أربع سنوات من تعهدات رئيس الجمهورية ال54 حول إطلاق القناة البرلمانية بهدف تكريس الممارسة الديمقراطية وتعزيز العلاقة بين المواطن وممثلين في الهيئة التشريعية وأطلقت قناة الذاكرة لحفظ تاريخ ثورة نوفمبر الخالدة وثقل إنجازات ومآثر الحركة الوطنية عبر مادة تاريخية مناسبة للأجيال الجديدة.

أيها المجاهد أيها الشاهد على التاريخ لقد عاد الشهداء في الجزائر النوفمبرية الجديدة وحضرت ذكراهم العطرة من خلال رمزية نوفمبر التي حرص رئيس الجمهورية على استحضارها في كافة المحطات الدستورية والسياسية الكبرى من أجل المحافظة على حلقة الوصل مع مبادئ نوفمبر واستلهام القوة والشجاعة والثبات والثقة الكاملة في الشعب والأمة من نفحاته المباركة عدد التزاماته (54) وتاريخ مصادقة الشعب على الدستور وانعقاد القمة العربية في أجواء تاريخية مهيبة فكانت أول نوفمبر تبركا وتيمنا.

نحن اليوم في جزائر آمنة ومستقرة تنعم بالسلام والطمأنينة تجسد أهدافها بهدوء وتمضي بثقة نحو المزيد من التقدم والتنمية في ضل ثقة كاملة أن البلاد مصانة في أمنها ومصالحها الحيوية، وفي حدودها البرية ومجالها الجوي في ضل سياق إقليمي خاص وخطير، وتفاقم لآفات الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والجريمة العابرة للحدود.
نحن آمنون بفضل رعاية الله ويقظة وجاهزية واحترافية جيشنا الباسل المغوار وتطور عصرنة منظومته الدفاعية وكفاءة ووطنية قيادتها.
جيشنا البطل حامل أمانة الشهداء وسليل جيش التحرير الوطني عن حق وجدارة، الجيش العصري الذي يحظى بتقدير الشعب وباهتمام رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون الحريص على اعداد العدة واكتساب القوة الرادعة للدفاع عن السيادة الوطنية.

هل كان لهذه الجزائر الجديدة أن ترى النور وتواجه التحديات وتحقق كل هذه الإنجازات لولا وجود رجالات دولة من المستوى الرفيع يلتفون حول برنامج الرئيس ويؤمنون بنجاعته ويثقون في قدراتهم على تجسيد رغم كل التحديات والمسلسلات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إنهم رجال الجزائر الجديدة من أبنائها البررة الأكفاء المخلصين ركيزة الوطن وحصنه المنيع، العاكفين في الميدان على خدمة مصلحة الوطن وتحقيق تطلعات الشعب واحترام القيم بالمقابل وعليهم واجب التحفظ واحترام أخلاق المجالس، فالمجالس أمانات يدرك قدرها الرجال وليست تسريبات تتم عن جهل بأبجديات العمل السياسي والإعلامي النزيه وعن انحراف أخلاقي مؤسف.

ولا ننسى الظرف العصيب الذي يمرّ به أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية والمنعطف المأساوي والخطير الذي تمر به القضية الفلسطينية العادلة في مواجهة السعار الذي أصاب الكيان الصهيوني الإجرامي المحتل وحرب الإبادة الجماعية والتهجير القصري الذي يريد من خلال هذا الكيان الهمجي عبثا إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء المجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي بالتنديد بهذا التصعيد والإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة المحتلة، فالشعب الجزائري يدرك أن الظلم والاستبداد وعد إلاهي وهزيمة الاستعمار حتمية تاريخية لا يتحداها الا جاهل مخبول ودعمنا ومساندتنا اللامشروطة للشعب الفلسطيني الصامد وإيماننا الذي لا يخالجه الشك في نصر قريب.

بقلم : ساعد عروس
رئيس المجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي
بمجلس الأمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *