لا تكاد أي عائلة معوزة في ولاية بومرداس وبالأخص دائرة برج برج منايل بحاجة إلى مواد غذائية أو أية مستلزمات أخرى منذ تسجيل أول حالة بفيروس كورونا في الولاية، بفضل الشباب المتطوع الذي عكف على ترك منزله تضامنا و العائلات المعوزة من جهة ، و تلبية لنداء التكافل الاجتماعي الذي يفرضه نداء الوطن من جهة أخرى.
روبورتاج :سارة العيبي
ومنذ أن شهدت الجزائر أول إصابة بفيروس كورونا ، هب شباب ولاية بومرداس المنخرط في جمعيات المجتمع المدني بصفة خاصة إلى توعية سكان الولاية بمخاطر الفيروس المستجد و بطرق انتقاله ،كما وزعوا ملصقات على المواطنين تضم طرق التنظيف مع الإلحاح على ضرورة تعقيم اليدين وغسلهم باستمرار لتفادي انتقال عدوى فيروس كورونا.


توزيع أزيد من 120 قفة مواد غذائية وأزيد من 6000 منشور توعوي
و بما أن مخلفات أضرار الحجر الصحي مست العديد من العائلات خاصة أصحاب الحرف و الأعمال ذات المدخول اليومي ، فإن الحس المجتمعي أوقع مسؤولية هذه العائلات على عاتق الشباب المتطوع الذي سارع إلى توفير أزيد من 120 قفة تم توزيعها على العائلات المتضررة والمعوزة على مستوى دائرة برج منايل، تحمل كافة المواد الأساسية من زيت ودقيق وغيرها من المواد خاصة التي يتم الاحتفاظ بها لمدة طويلة ،إلى جانب أن هذه المبادرة ستكون بصفة دورية.


ولم يقتصر عمل هؤلاء الشباب عند حد توفير المواد الغذائية فقط ،بل حمل نفسه نشر الوعي في أوساط المواطنين من نهيهم عن التجمع إلى توزيع أزيد من 6000 منشور توعوي حول هذا الفيروس سريع الانتشار ،بداء من طريقة انتقاله وصولا إلى طريقة التنظيف والتعقيم .


كما قام أصحاب المبادرة التضامنية بتوزيع أزيد من 500 لتر من ماء جافيل لاستخدامه في عمليات التعقيم خاصة في الأماكن الحساسة.
وعن مصدر تمويل هذه العمليات التضامنية ،قال ممثل الشباب المتطوع أن المحسنين قاموا باستمرار بالتبرع من أجل عدم ترك أي محتاج بدون مساعدة وكل ذلك في إطار التضامن الوطني.
من توزيع حصص المواد الغذائية إلى توفير جهاز تنفس اصطناعي للمستشفى
بعدما ساهم الشباب المتطوع في توفير المواد الغذائية للأسر المعوزة أو المتضررة من فيروس كورونا ،تحول نشاط الشباب إلى تعقيم الأحياء و المستشفيات ،وفي هذا الصدد ،يقول مراد سيار ممثل مكتب شبكة حقوق الإنسان ببرج منايل،وأحد الشباب المتفاني في خدمة الصالح العام ،ان اول انطلاقة كانت بالاجتماع بين الشباب حيث قرروا بداية تعقيم المستشفى لأنه المكان الحساس في المدينة،أما مؤسسات الصحة الجوارية قررنا جلب لهم مواد التنظيف للقيام بعمليات التنظيف بأنفسهم نضرا لضيق المكان،ثم انتقلنا إلى تعقيم الاحياء ،ثم تدعيم المؤسسة الجوارية بمواد التنظيف كماء جافيل معقم اليدين،كما قمنا في بداية عملنا التطوعي بتوزيع حوالي 6000 الف منشور توعوي وتحسيسي،إلى جانب تحديد مسافة الامان بالطلاء في المحلات التجارية للمواد الغذائية،مراكز البريد، ليتطور العمل التضامني إلى توزيع قفة المواد الغذائية على العائلات المعوزة و المتضررة من الحجر المنزلي يضيف ممثل شبكة حقوق الإنسان مكتب برج منايل.
ومن جهة أخرى ،قال مراد سيار أن آخر ما قام به الشباب المتطوع هو تقديم جهاز تنفس اصطناعي تبرع به أحد المحسنين ،لمستشفى العقيد اوعمران ببرج منايل ،الذي قال عنه مراد أنهم احضروه للمستشفى عسى أن ينتفع به المرضى المصابين بفيروس كورونا ،في انتظار رد المسؤول الأول عن المستشفى على فاعلية هذا الجهاز ،ليبقى عمل مراد وأقرانه شهادة يحتفظ بها التاريخ على المجهود الذي بذلوه في سبيل الوطن والمواطنين .
عمل تطوعي حتى في ساعات حظر التجوال
رغم أن حظر التجوال في ولاية بومرداس يبدأ من الساعة السابعة مساء ،الا أن الشباب المتطوع بالولاية ذاتها ،يواصل عمله إلى غاية ساعات متأخرة من الليل ،اذ وبمجرد تحديد ساعات الحظر ،سارع مراد وزملاؤه إلى السلطات المختصة لطلب تسريح بمواصلة العمل في أوقات الحظر ،وهو ما حدث ،نظرا لتعدد المهام التي تقوم به هذه القافلة التضامنية .
فبعد دخول سكان برج منايل منازلهم ،يسارع مراد ورفاقه إلى تعقيم الحي ،وحتى السيارات إذ يعتبرها مراد سيار الوقت المناسب لتعقيم كل ما تدور حوله الشكوك ،خاصة الأماكن التي تتعرض للمس المتكرر من المواطنين ، خاصة ابواب المؤسسات العمومية والخدماتية كمراكز البريد و المستشفيات، وغيرها من الأماكن التي يتردد عليها المواطنون بكثرة .

” مصلحة المواطن والوطن اجبرتنا على ان نكون في الصفوف الأولى”
بالرغم من المخاطر التي يخلفها انتشار فيروس كورونا ،إلا أن الشباب المتطوع ببومرداس أجمع على أن مصلحة المواطن والوطن أجربتهم على أن يكونوا في الصفوف الأولى، رغم قلة الإمكانيات ،اذ يقول مراد سيار ممثل الشباب المتطوع ،ان وسائل الحماية لا تكاد تتجاوز القفازات و الكمامات والتعقيم المستمر لليدين ،لكن ذلك لم يمنعهم من أن يكونوا في الصفوف الأولى إذ يحضرون بشكل يومي ،صباحا ومساء للمستشفى ،ولمؤسسات الصحة الجوارية من أجل تعقيمها.

ليعود الشباب المتطوع كل مساء لعائلاتهم وكلهم على حذر في التعامل خشية أن يكونوا حاملين للفيروس ،داعين الله السلامة لهم ولأهاليهم وكلهم على يقين أن العمل التطوعي الذي يقومون به سيقيمهم من كل شر و سيكون حافظا لهم- إلى جانب الاحتياطات التي يعملون بها – من هذا الفيروس، يؤكد المتحدث ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *