بقلم : إبراهيم قارعلي

شاء القدر العجيب بل الموت الرهيب أن يخطف الإعلامي المكافح يعقوب بوقريط ويواريه الثرى في الوقت الذي كانت الأسرة الإعلامية في الجزائر مثل بقية رجال الصحافة في العالم ، تستعد للاحتفال بالعيد العالمي لحرية الصحافة ، فأية حرية وأية صحافة عندما يتوقف القلب النازف للصحفي ولم يعد يخفق وهو في ربيع الزهور !.

أعتقد ، يا صديقي الراحل ؛ أن الموت لم يخترك ، بل أنت الذي تكون قد اخترت الموت عشية عيد حرية الصحافة ، لتفضحنا جميعا وتفضح معنا أكذوبة الحرية وخرافة الصحافة التي أصبح حالها يشبه حال القطة البرية المتوحشة في الغابة ، حيث لم تعد هذه القطة تكشر عن أنيابها وتبرز مخالبها من أجل أن تدافع عن نفسها وعن أبنائها أو من أجل أن تدفع الظلم والظالمين . بل إن هذه القطة البرية المتوحشة قد أصبحت ، وا أسفاه ، تكشر عن أنيابها الحادة وتبرز مخالبها السامة من أجل أن تأكل أولادها الصغار !!..

نعم ، ها هو الموت يا صديقي الإعلامي المقاوم يقطفنا زهرة زهرة وينثرنا مثل الخريف مثل الأوراق البالية الصفراء ونحن في الربيع ربيع العمر ، بل في عز أيام الربيع ، وأي ربيع هذا الربيع الذي يدوس بأرجله على الزهور الذابلة فيدكها دكا ثم يسحقها سحقا ويدسها في التراب !!!…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *