لماذا الختان في السابع والعشرين من رمضان واين سنة وليمة الختان ؛ صحيح أن شهر رمضان شهر القرآن ، لكن عند الجزائريين جعلوه شهر الختان .
هي اعتقادات خاطئة لعائلات تصرعلى ختان أبنائها يوم السابع والعشرين من رمضان، رغم عدم وجود دليل للختان في شهر رمضان .
في مجتمعنا بعض الناس يفسدون باسم الدين ولا يصلحون ويربطون الختان بمناسبة دينية عظيمة ، ويعتبرون أن فيها بركة على أولادهم ، فكل سنة في العشر الأواخر من رمضان يبدأ الختان جماعات جمعات وسيصبح هذه العملية من السنن التي تكون في العشر الأواخر من رمضان ؛ ولو كانت كل المناسبات تقام في رمضان كالخطبة ، والزواج لقلنا أن
رمضان لا تتوقف عنده حركة المجتمع !!ولكن تخصيص رمضان بسنة الختان هذا ما يجب علينا الوقوف عنده ؛ هذه العملية دينيا وإداريا تشبه إلى حد ما قفة رمضان .
فإذا كانت قفة رمضان يشترط فيها الفقر فإن عملية الختان لا فرق بين أبناء الأغنياء والفقراء والأغنياء وكل الأبناء سواسية طبعا من ميزانية الدولة ، وسيأتي يوم والشؤون الإجتماعية للبلديات تجعل قائمة لتزويج الشباب (إن شاء الله)وتربطها أيضا بمناسبة دينية !
فعندنا وفي مجتمعنا يسكتون على المجازر التي ترتكب بإسم الدين في شهر الرحمة والغفران ، في حق الأطفال أثناء عمليات الختان ، في شهر رمضان وخاصة ليلة السابع والعشرين، نظرا للضغط الذي تشهده المصالح الاستشفائية
خلال العشر الأواخر من شهر رمضان للعائلات التي ترغب في ختان أبنائها ما يولد حالة من الفوضى قد تكون سببا مباشرا في دفع الأطباء الجراحين إلى ارتكاب العديد من الأخطاء التي يمكن أن ينجم عنها خطر كبير فآلاف الأطفال يخضعون للختان في هذا اليوم كما نسمع كل سنة .
فهذه اعتقادات خاطئة لعائلات تصرعلى ختان أبنائها يوم السابع والعشرين من رمضان. لماذا لا تكون عملية الإختان طول السنة ؟ لا ترتبط بمناسبة دينية كما هو الآن شهر رمضان شهر القرآن ، فعند الجزائريين أصبح شهر الختان !
هل هذا من الدين , ومن هدي سيدي المرسلين !!؟؟ طبعا لادليل يستأنس به على ذلك وضيقنا واسعا ونسينا الجانب التعبدي في سنة الختان،والوليمة التي تقام له يأكل
منها الفقير والمحتاج و عابر السبيل طوال السنة .
شعار الإسلام الختان
فسنة الإختتان هي سنة الأنبياء والمرسلين فقد اختتن إبراهيم عليه السلام فكان من شريعته، وقد أمرنا باتباع ملته – عليه الصلاة والسلام – كما في قوله – تعالى -: ﴿ ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا))
الختان سنة؛ لأنه من شعار الدين، وبه يعرف المسلم من الكافر، والختان فيه عدة منافع كمزيد الطهارة والنظافة، ، وكان للختان عند العرب قدر ومكانة وله وليمة خاصة به.
فكنا نحن الجزائريين إلى وقت قريب تقام وليمة لختان الصبي وهذا للأغنياء أما الفقراء فلا بأس أن تتكفل بهم البلدية لختانهم .
فالأغنياءلاحرج بعمل وليمة بمناسبة ختان الولد؛ شكرا لله وإظهارا للفرح والسرور ، واعترافا بنعمة الله تعالى وفضله . قال ابن قدامة رحمه الله فيالمغني لابن قدامة ” حُكْمُ الدَّعْوَةِ لِلْخِتَانِ وَسَائِرِ
الدَّعَوَاتِ غَيْرِ الْوَلِيمَةِ : أَنَّهَا مُسْتَحَبَّةٌ ؛ لِمَا
فِيهَا مِنْ إطْعَامِ الطَّعَامِ ، وَالْإِجَابَةُ إلَيْهَا
مُسْتَحَبَّةٌ غَيْرُ وَاجِبَةٍ . وَهَذَا قَوْلُ مَالِكٍ
،وَالشَّافِعِيِّ ، وَلِأَنَّ فِيهِ جَبْرَ قَلْبِ الدَّاعِي ،
وَتَطْيِيبَ قَلْبِهِ ، وَقَدْ دُعِيَ أَحْمَدُ إلَى خِتَانٍ ،
فَأَجَابَوَأَكَلَ .أَجْرُ ذَلِكَ ، إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فالفرح بالختان والسرور به مطلوب شرعا؛ لأن الختان من الأمور المشروعة
وقد قال الله سبحانه : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) والختان من فضل الله سبحانه ورحمته ، ولا حرج في صنع الطعام بهذه المناسبة شكرا لله على ذلك.
فالختان من سنن الفطرة ومن شعار المسلمين لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط))،
فبدأ صلى الله عليه وسلم بالختان وأخبر أنه من سنن الفطرة
أما التجمع رجالا ونساء العيادات في يوم معلوم لحضور ، و الاختلاط بين الرجال والنساء بهذه المناسبة لا يجوز لما فيه من الفتنة ومخالفة الشرع الحنيف وحكم الختان سنة، وهو مذهب الحنفية، والمالكية، فالتقوا الله عباد الله في أبنائكم .
بقلم الأستاذ/قسول جلول
إمام مسجد القدس حيدرة