أكد الإمام المعتمد لدى وزارة الشؤون الدينية جلول قسول خلال زيارته لموقع الصباح الجديد أنه لا يمكن إنكار الانجازات التي جاء بها عبد العزيز بوتفليقة خاصة في المجال الديني ، منوها إلى أن الحل السياسي الذي جاء به خلال العشرية السوداء انتهت صلاحيته ، وهو السبب في الأزمة التي تعيشها الجزائر في الوقت الراهن.

ي.جنادي/س.العايبي

و في الصدد ذاته، قال جلول قسول أنه ليس من المبادئ و الأخلاق أن يتنصل الجميع من الفشل الذي دخلت فيه الجزائر ، فمعظم من ركبوا اليوم موجة الحراك الشعبي ، أيدوا بوتفليقة لعقدين.

الإمام والحراك

وعن دور الأئمة في الحراك قال جلول قسول أن الإمام جزء من الشعب و المسجد مؤسسة اجتماعية ،وباعتبار أن المسيرات كانت تنطلق بعد صلاة الجمعة فإن الإمام فرض عليه المشاركة من خلال تأطير المظاهرات وتوعية المتظاهرين، كما أن معظم أئمة العاصمة شاركوا وعليه فسلمية المظاهرات جاءت من المسااجد من خلال الدعوة للحيطة والحذر عبر خطب الجمعة التي لم تكن خارج هذا الاطار، كما كانت فرصة لابراز مطالب الأئمة التي لم تخرج عن الإطار العام للمطالب الشعبية منها تحسين الوضع المعيشي ، المساواة العدالة، تفادي الشوة وغيرها.

لا وجود لتعليمة وزارية تجبر الأئمة في عدم الخوض في موضوع ما

بعد تناول صفحات الفايسبوك في الأيام الأولى لتعليمة نسبت لوزارة الشؤون الدينية تمنع فيها الأئمة الحديث عن الحراك و تحدد الإطار الذي لا ينبغي الخروج عنه، قال الإمام المعتمد بالوزارة ذاتها،  أن هذا غير صحيح ، فالإمام لا يوظف نفسه لنصرة أشخاص اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ،الذي جاء في معظم أحاديثه ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا فلم يكن يشخص ،فالدعوة المسجدية لا تضبطها الإدارة بل يضبطها الدين،فالظلم منبوذ من طرف جميع الديانات ،كما ل نستخدم الدين لنصرة أي كان باسم الإسلام.

ليضيف المتحدث ذاته، حتى لو كانت التعليمة موجودة فهي من باب النصيحة كون الأوضاع كانت خطيرة ،فهي تدخل في إطار تنظيم العمل  ،لكن لم تلزمنا الوزارة بمواضيع محددة كما انها لم تدع إلى تحليل حرام أو تحريم حلال.

الإمام لا ينبغي له تصدر المشهد في الحراك

وعن حضور الإمام في المسيرات أو في النقاشات الدائرة حول مصير الجزائر في ظل الأزمة الحالية قال قسول : لا ينبغي للإمام تصدر المشهد اليوم كونه مسؤول عن محاربة الظلم طيلة أيام السنة ، كما أن المسجد يحضره جميع أطياف المجتمع و بالتالي فخطاب الإمام يلقى صدى دون الانحياز لأي طرف ، كما أن الوضع الراهن لا يسمح لنا كأئمة بالخوض فيما يحدث لأن ذلك سيقسم المسجد.

المادة 102 …الأئمة يدعون إلى تفعيل الآية 46 من سورة الأنفال

طالب إمام مسجد حيدرة لدى نزوله ضيفا على موقع الصباح الجديد بتفعيل الآية 46 من سورة الأنفال التي جاء فيها : “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” وعليه فالناس تتكلم عن الدستور أما نحن كأئمة ندعو إلى تفعيل القرآن ، نظرا إلى أن الوقت الراهن يتطلب منا أن لا نتنازع و أن نتعامل مع الوضع بحكمة، كما أن ما تعلمناه في المسيرات لا يمكن أن نتعلمه في الجامعات و لا في المدارس،يقول قسول.

الأئمة طالبوا بوتفليقة بالاستقالة حفاظا على أمن البلاد

من جهتهم ، تقدم بعض الأئمة بعارضة يطالبون فيها بوتفليقة بالاستقالة حفاظا على أمن البلاد ، وفي جوابه على سؤال ما إذا كانت هذه العارضة  متأخرة ، قال جلول قسول ، نحن كأئمة قدمنا العارضة من باب الدين النصيحة ،و قبل أن يدعو قائد اركان الجيش إلى تفعيل المادة 102،  فطالبنا بوتفليقة بالاستقالة مع الدعاء برفع هذا البلاء و عدم التفاهم لتفويت الفرصة على الأعداء.

تعدد الرايات في المسيرات …فتنة نائمة أم اختلاف رحمة؟

وحول تعدد الرايات في المسيرات قال جلول قسول أن المشهد السياسي حاليا و الحراك الشعبي مفتوح على كل شيء ، لكل الآراء و المشاعر و بالتالي لا يمكن التحكم فيها ، فمن له مشكل أو عادة أو انتماء يطرحه في الحراك لانه منح حرية مطلقة و غير مضبوطة لا بقوانين لكن يمكن أن تكون لها منحى آخر،لانها يمكن أن تصبح في إطار غير الحرية بفرض هذه الانتماءات على الآخر، فالله تعالى يقول”… إِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ …” و باعتبار الحياة المدنية يحكمها الدستور فلا بد لهذا التعدد أن ينعكس في الانتخابات .

أفضل سيناريو لحل الأزمة …

قال جلول قسول أن سبب تزوير الانتخابات حسب ما يدعيه بعض الشباب هو عزوف هذه الفئة التي تمثل أزيد من 60 بالمائة من المجتمع الجزائري ، فالتزوير لا يكون في ظل وجود عدد كبير من المنتخبين فاللوم كل اللوم على الشعب الجزائري الذي تسامح مع مصيره ، بل وصل الحد بعضهم إلى تحريم الانتخابات ،فالشعب الذي خرج في المسيرات وغير الإيديولوجيات والمواقع بإمكانه أن يغير في الصناديق.

و عن الأزمة التي تعيشها الجزائر، قال جلول أن الحل السياسي الذي قدم في التسعينات والغير مبني على الدستور هو الذي قدم لنا هذا الوضع ،حيث انتقلنا من جيلين جيل يعرف الإرهاب و جيل لا يعرفه، وبالتالي انتقلنا إلى اتهامات أخرى يقول فيها الجيل الحالي  بأنه لم يكن يعرف الإرهاب فكيف لهذا الشخص أن يحكمه ، ولهذا وجدنا انفسنا في حلقة مفرغة ، و عليه يجب أن لا يترك بوتفليقة البلاد في فراغ دستوري ومنه ضرورة تنظيم انتخابات لا يجب أن يقاطعها شباب الحراك لتفويت الفرصة على النفس و الأعداء.

الزوايا و السياسة

في رده على سؤال حول العلاقة بين الزوايا والسلطة ،قال جلول قسول ، أنه لا يمكن نكران ما قدمه بوتفليقة للمجال الديني في الجزائر ، كالمسجد الأعظم ،مسجد كتشاوة ، مسجد وهران، الجائزة الدولية لحفظ القران طيلة 20 سنة فنحن نقول اليوم لا تبخسوا الناس أشياءهم.

أما الزاوية فلها جذورها في التاريخ في الدفاع عن الوطن وعن اللغة العربية و هي بمثابة خزان الأئمة كما أنها مرجع ديني لتأطير المسجد ،أما من الناحية السياسية فهذا شيء عادي لان السياسة ليست حكرا لا على أشخاص معينين أو مؤسسات بحذ ذاتها، كما أن المسجد لم يحرم من ممارسة السياسة إلا لأن العشرية السوداء تروي كيف تم استغلال المسجد باسم السياسة و الإسلام.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *