تقرير: علي سمودي
لا تفارق مخيلة الوالدة نجوى أبو غوش ، صور لحظة اعتقال الإحتلال الإسرائيلي لكريمتها الطالبة في جامعة بيرزيت ميس محمد حسين ابو غوش ، واثار الضرب التي شاهدتها على ملامح وجهها عندما استدعتها المخابرات مع والدها للتحقيق والضغط على ميس للإدلاء بالاعترافات التي تعتبرها مفبركة وهدفها انتزاع حريتها وزجها خلف القضبان ، وتقول فور اعتقال ابنتي ، نقلوها الى زنازين التحقيق في مركز المسكوبية الذي احتجزت فيه على مدار 33 يوماً على التوالي، مابين عزل وشبح ، وقد تعرضت للضرب وضغوط نفسية وجسدية ، وتضيف ، مارست المخابرات كل أشكال التحقيق بحق ميس ، تناوبت السجانات على ضربها خاصة على الرأس وتمزيق شعرها ، بل كانت المحققة تمددها مقيدة اليدين والقدمين وتجلس على بطنها وسط العزل والحرمان من ابسط حقوقها الإنسانية ، وتكمل أصعب واقسى اللحظات ، عندما استدعتنا المخابرات أنا ووالدها للتحقيق في المسكوبية ، شاهدنا علامات واثار الضرب على وجهها وهددونا بالاعتقال للضغط عليها بتهمة نشاطها في الجامعة والحديث عن شقيقها الشهيد حسين الذي اعتبروه عمل تحريضي ويمس الأمن الاسرائيلي ، فاعتبروها مخربة ، وهي تهم باطلة وليس لها أساس قانوني.
من حياتها ..
من مخيم قلنديا ، تنحدر الأسيرة ميس التي أبصرت النور قبل 22 عاماً في الأردن ، لتكون باكورة أبناء عائلتها المكونة من 5 أنفار ، وتقول والدتها أم حسين : نشأت وتربت وعاشت في المخيم ، تتميز بأخلاقها العالية وروحها الجميلة وبر الوالدين ، طيبة القلب ومعطاءة ، وصاحب إحساس كبير وطموحه ومحبة للعلم كما كانت رياضية ولاعبة كرة السلة ، وتضيف : تمتعت ميس بحب المطالعة والكتابة والرسم ، وبرزت موهبتها في فن الرسم كثيراً خاصة عن فلسطين والوطن والأسرى وشاركت في عدة معارض متخصصة بالأسرى ، وتكمل ، تلقت تعليمها في مدارس وكالة الغوث الدولية في المخيم حتى أنهت الثانوية العامة بنجاح وحققت حلم عمرها بدراسة تخصص الصحافة والإعلام في جامعة بيرزيت ، لكن الإحتلال الإسرائيلي قطع عليها الطريق باعتقالها خلال عامها الدراسي الثالث.
الاعتقال ..
تروي الوالدة أم حسين ، أن قوات الإحتلال الإسرائيلي حاصرت منزل العائلة في مخيم قلنديا فجر تاريخ 29/8/2019 ، وانتزعت ميس من بين أسرتها ، وتقول ، لم نتنبه لوجود الإحتلال الإسرائيلي وحصاره لمنزلنا حتى داهموا بعد تكسير البوابة الرئيسية ، توزع العشرات من الجنود ترافقهم المجندات والكلاب البوليسية في كل ركن وزاوية بعدما جمعونا وعزلونا في غرفة واحدة ، وتضيف : عاث الجنود فساداً وخراباً في أرجاء المنزل ، ثم داهموا غرفة ميس ، ومزقوا كتبها ورواياتها ولوحاتها التي رسمتها عن الأسرى ، كما صادروا أجهزة لاب توب وأيباد والهواتف الخلوية والتي لم يعيدوها حتى اليوم ، وتكمل لم يكتفي الجنود بذلك ، فقاموا بتكسير صور ابني الشهيد حسين ابو غوش 17عاماً والذي استشهد مع زميلة الشهيد إبراهيم علام في عملية فدائية بتاريخ 25/1/2016 بمستوطنة بيت حورون القريبة من بيت عور ، ثم اعتقلوها.
هدم المنزل ..
في منزل مستأجر تعيش عائلة أبو غوش ، منذ عاقبها الإحتلال الإسرائيلي بهدم منزلها بعد شهرين من استشهاد ابنها حسين ، وتقول الوالدة : منذ استشهاد ابني لم يتوقف الإحتلال الإسرائيلي عن عقابنا والانتقام منا ، وبتاريخ 21/4/2016 ، حاصروا منزلنا المكون من طابق واحد ومساحته 120 متر ودمروه ، وتضيف ، صبرنا وتحملنا والحمد لله على كل شيء ، وما زلنا نسكن في منزل مستأجر تتزين جدرانه بصور شهيدنا حسين وأسيرتنا ميس التي نتمنى حريتها قريباً وخلاصها من الإحتلال الإسرائيلي وسجونه.
خلف القضبان ..
بعد رحلة التحقيق والعزل ، مددت محكمة الإحتلال الإسرائيلي توقيف الطالبة ميس التي نقلت لقسم الأسيرات الأمنيات في سجن الدامون ،وتقول والدتها ، ما زالت تعاني الألم والأوجاع من آثار التحقيق وترفض إدارة السجون علاجها ، لكنها تتمتع بإرادة وعزيمة قوية ، تعيش حياتها الطبيعية خلف القضبان لكسر شوكة الإحتلال الإسرائيلي مستمرة في الثبات والصمود ، وتضيف :عرضها الإحتلال الإسرائيلي على المحاكم العسكرية عدة مرات ، وما زالوا يمددون توقيفها ومن المقرر عقد جلسة جديدة في 22/3/2020 ، ونتمنى ان تكون الأخيرة ونعانقها حرة ، وتكمل ميس ، تحرص على استثمار كل لحظة في الدراسة والمشاركة في الدورات الثقافية والفكرية والسياسية وغيرها ، فرغم كل ما تعرضت لها مثابرة ومبادرة وتتمسك بطموحها وأحلامها.
تجدر الإشارة انه ثم الحكم على الأسيرة ميس أبو غوش بالسجن لمدة 16 شهراً ودفع غرامة مالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *