أحيت، أمس، سفارة جمهورية مصر بالجزائر، حفلاً بمناسبة الذكـرى الـ70 للعيد الوطنـي المصـادف لـ23 جويلية/يوليو من كل عام، وذلك بحضور وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد ممثلاً عن الحكومة.

وفي كلمة إفتتاح له بهذه المناسبة قال السفير المصري مختار جميل توفيق وريدة، إن الاحتفالات بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو عام 2013، والتي أكدت إرادة الشعب المصري وتمسكه بهويته الوطنية، تأتي أيضا تزامنا مع احتفالات الجزائر بالذكرى الستين لعيد الاستقلال، وعقب نجاحها في تنظيم الدورة التاسعة عشر لألعاب البحر المتوسط، التي شهدت استقبال الشعب الجزائري لأشقائه المصريين بكل ترحيب ومودة، مثلما قام الشعب المصري من قبل بتشجيع أشقائه الجزائريين في كأس الأمم الأفريقية التي عقدت عام 2019 وصولا للفوز بكأس البطولة.

وتابع السفير المصري قائلًا إن هذا التمازج في الاحتفالات بين البلدين يعكس حقيقةً هامة وراسخة وهي قوة ومتانة العلاقات المصرية الجزائرية وكونها علاقات تاريخية ممتدة ضاربة بجذورها في عمق الزمن.

استمرار العمل لتدشين خط ملاحي منتظم بين البلدين

وأكد ممثل الدبلوماسية المصرية ان الفترة القادمة ستشهد استمرارًا للجهود المصرية والجزائرية المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك المساعي نحو تدشين خط ملاحي منتظم بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجال الغذاء، والدواء والطاقة، والثقافة، وتقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين انطلاقًا من أهمية دور القطاع الخاص في إقامة شراكات اقتصادية وصناعية وتنموية واعدة بين البلدين.

وأشار الدبلوماسي المصري، إلى أن الشعبين امتزجت دماؤهما في حروب التحرير، ونيل الاستقلال الوطني، حيث ساندت مصر ثورة الجزائر بكل غالي ونفيس، وصدر البيان الأول للثورة الجزائرية في نوفمبر 1954 من إذاعة “صوت العرب” بالقاهرة، وكانت هذه الثورة مصدر إلهام كبير للفنانين والمبدعين المصريين؛ فلحن الموسيقار محمد فوزي النشيد الوطني الجزائري، وتغنى عبد الحليم حافظ لأرض الثوار، وأخرج يوسف شاهين فيلم “المجاهدة” جميلة بوحيرد وغيرها من الأمثلة، منوهاً في الوقت ذاته، أنه في مواجهة المتغيرات والتحولات الاستراتيجية التي يشهدها العالم عموماً، والشرق الأوسط خصوصاً، تخوض مصر الجديدة والجزائر الجديدة معركة البناء والتنمية بكل ثقة وعزيمة وإصرار.

وأشار ذات السفير، إلى أن مصر الجديدة أنجزت مشروعات قومية عملاقة مثل العاصمة الإدارية ومشروع قناة السويس الجديدة، ومشروعات المدن الجديدة ومشروعات النقل، والموانئ، والمطارات، والإسكان الاجتماعي، والتنمية الزراعية، ومبادرة 100 مليون صحة، ومبادرة حياة كريمة، وغيرها من مشروعات النهضة، والتنمية الشاملة التي تشهدها كل ربوع بلاده حاليا.

الدفع بأطر التعاون الثنائي على كافة المستويات

أكد السفير المصري، أن هذه الروح الجديدة للعلاقات المصرية-الجزائرية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس عبد المجيد تبون خلال القمة الهامة، التي جمعتهما في القاهرة يناير 2022، وذلك بعد أن كانت الجزائر الوجهة الخارجية الأولى للرئيس السيسي عقب توليه الحكم في عام 2014، حيث أكد الرئيسان، خلال هذه القمة، على الطابع الاستراتيجي والمتميز للعلاقات المصرية الجزائرية، واتفقا على دفع أطر التعاون الثنائي على كافة المستويات.

وأوضح السفير المصري، أنه عقب هذه القمة الهامة، انطلقت مسيرة التعاون لتشهد انعقاد الدورة الثامنة من اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في 29 و30 يونيو/ جوان الماضي برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، وأسفرت أعمال هذه اللجنة عن توقيع 12 وثيقة لدفع التعاون الثنائي، والارتقاء بالعلاقات إلى شراكة استراتيجية تشهد تعاونا أكبر على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لاسيما الأمن المائي، ومكافحة تغير المناخ تزامنا مع استضافة مصر، كأول دولة عربية وأفريقية، لقمة قادة العالم والدورة الـ27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ في شرم الشيخ خلال نوفمبر القادم.

وأشار السفير المصري إلى أن هناك انجازات تحققت خلال الفترة الماضية، وأعادت للعلاقات المصرية – الجزائرية حيويتها ونشاطها المعهود، من بينها عودة الطيران المباشر بين البلدين في يناير الماضي، وزيادة معدلات التدفق السياحي للأشقاء الجزائرىين.

تأسيس مجلس رجال أعمال مصري – جزائري

أما إقتصاديا، فقد تم تأسيس مجلس رجال أعمال مصري – جزائري، ثم انعقد منتدى الأعمال المصري – الجزائري بمشاركة العديد من الشركات المصرية.

يشار إلى أن الحفل الذي أقيم بفندق الشيراتون، شاركت فيه أوركسترا دار الأوبرا الجزائر، وشهد حضور عدد من الشخصيات البارزة منها كعضو مجلس الأمة والوزير الأسبق كمال بوشامة، والدبلوماسية الجزائرية ليلى زروقي، بالإضافة إلى السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الجزائر، وعدد من وسياسيين والفنانين وممثلي وسائل الإعلام، والجالية المصرية المقيمة بالجزائر، وثلة من الشباب الجزائري المشارك في منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وممثلي البرلمان ورجال الأعمال.

الطاهر سهايلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *