الكاتب :عبد العزيز بوباكير

تداعيات

حين تسود الرداءة يستنسر بأرض الجزائر المسكينة البُغاث ويسْتَنْوق الجَمَل ، وينسى أهل الرداءة أن حبل الكذب قصير…
وهذا هو حال عبد العزيز بلخادم الذي يحاول بعض أنصاره تقديمه اليوم في صورة منقذ الجزائر من ظلالها وتيهها. وفي تصريحات أخيرة له تحدث بلخادم عن سان ايجيديو وعن أشباه الرجال، كما يسمّيهم، الذين حاولوا تخوين مهري قائلا “نحن نخجل مما قيل في حقّ رجال صنعوا تاريخ الجزائر، وجاء اليوم من يخوّنهم.. فمن غير المعقول أن يكون الراحل، الذي هو في الأصل ابن إمام وحافظ لكتاب الله، أن يذهب إلى صليب”. ويقصد بلخادم بأشباه الرجال أصدقاءه في الحزب الذين دبّروا ما يسمى ب”الانقلاب العلمي”، وينسى أنه كان من الذين كانوا ذاهبين إلى الصليب في سات ايجيديو، ثم تراجع في الربع ساعة الأخير لسبب لا يعرفه إلا هو ومن كلّمه بالتليفون، وهرب بجلده من المطار، مدعيّا أنه نسي جواز سفره الديبلوماسي، وربّ عذر أقبح من ذنب. ويتحدث بلخادم عن وقائع “المؤامرة العلمية” في سنة 1996، قائلا: “عشت سحب الثقة مرتين.. مرّة مع مهري ومرّة في 2013″، مضيفا أن الأشخاص الذين وثق بهم مهري حينها هم الذين خانوه، مصرّحا: “قبل اجتماع اللجنة المركزية سنة 1996 كان لدينا خبر بتحركات بعض الأطراف، واطلعنا حينها على نسخ من الرسائل التي كانت تبعث وتتداول بين الأطراف.. مهري لم يخش سحب الثقة منه، بل من الفراغ الذي سيحدثه”. وينسى بلخادم أنه كان من الناس الذين وثق فيهم مهري قبل أن يخيب ظنّه فيه، وأنه كان من الذين سعوا لدى الرئيس لمين رزوال مع “المتآمرين العلميين” للتنديد بمهري وتخوينه وحرمانه من أبسط حقوقه المدنية والسياسية. وهذا ما أكدّه لي الشاذلي.
لقد كان بلخادم من الذين تورّطوا في “الانقلاب العلمي” وكأن “العلم عندنا، كما قال الشاذلي، لا يصلح إلاّ للانقلابات”.
وأذكر هذه الحادثة التي رواها لي الشاذلي أنه التقى في مناسبة ما ببلخادم، وهو في الامانة العامة للحزب، وحدّثه عن سوء أحوال مهري الماديّة، وعن مرض زوجته، وعن عجزه في التكفل بمصاريف علاجها، وطلب منه مساعدته، ووعد بلخادم بحلّ المشكلة مع زروال…
لكنه لم يفعل أيّ شيء، كما يضيف الشاذلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *