بقلم: محمد طيب
كاتبة وروائية جزائرية، تعتبر أشهر روائيات الجزائر وفي شمال أفريقيا، ولدت باسم فاطمة الزهراء في 30 جوان 1936 بشرشال، تلقت هناك دراستها الأولى في المدرسة القرآنية قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في موزايا، ثم البليدة، فالعاصمة، شجعها والدها الذي تقول عنه بأنه “رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية”، تابعت دراستها في فرنسا أين شاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية وإستقلال الجزائر، وهي خريجة مدرسة العليا للأساتذة، خاضت الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي بنجاح، فنشرت أول أعمالها الروائية وكانت بعنوان “العطش” (1953)، ولم تتجاوز العشرين من العمر، ثم رواية “نافذة الصبر” (1957)، وبعد الاستقلال توزعت بين تدريس مادة التاريخ في جامعة الجزائر، والعمل في جريدة “المجاهد”، مع اهتمامها السينمائي والمسرحي، ثم هاجرت إلى فرنسا عام 1980 حيث بدأت بكتابة رباعيتها الروائية المعروفة، التي تجلى فيها فنها الروائي وفرضها كصوت من أبرز الكتاب الفرنكوفونيين، واختارت شخصيات رواياتها تلك من العالم النسائي فمزجت بين الذاكرة والتاريخ في التسلسل التالي “نساء الجزائر”، “ظل السلطانة”، “الحب والفنتازيا” و”بعيداً عن المدينة”، وفي أوج العشرية السوداء كتبت عن الموت أعمالاً روائية أخرى منها: “الجزائر البيضاء” و”وهران.. لغة ميتة”، وبعيداً من مناخات الحرب، بل ومن أجواء الحبّ المتخيّل، وكتبت رواية “ليالي ستراسبورغ”. وهي لم تكتبها هرباً من وجع ما شهدته الجزائر، وإنما كعلاج نفسي داوت به غربتها وآلامها، بحسب تعبيرها، ومعظم أعمالها تناقش المعضلات والمصاعب التي تواجه النساء، كما عرف عنها الكتابة بحس أنثوي الطابع، كانت أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين بباريس في 1955، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بـجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا، الولايات المتحدة وبلجيكا، وفي 16 جوان 2005 انتخبت بين أعضاء الأكاديمية الفرنسية لتصبح أول عربية وخامس امرأة تدخل الأكاديمية، كانت أستاذة الأدب الفرانكوفوني في جامعة نيويورك، وقد رشحت لنيل جائزة نوبل في الآداب عام 2009، واصلت النشاط حتى وفاتها يوم السبت 7 فيفري 2015 بمستشفى بباريس ودفنت في مسقط رأسها بشرشال تنفيذا لوصيتها، عن عمر يناهز 79 سنة، يرحمها الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *