العلاقات الإنسانية في حقيقتها علاقات جمالها في بساطتها ، ونعيمها في سر بساطتها، وهو المودة والرحمة، سر جوهري تنبني عليه منظومة العلاقات الإنسانية برمتها، إذ تسقط في حضرته الحسابات، والتخطيطات، والمؤامرات، فيكون الحب والشفافية والتضحية والعطاء عن طيب خاطر وبتلقائية، غير أن تبدل الأحوال الاقتصادية في عصرنا، اغتالت النبل والمروءة والطهر في علاقاتنا، فأمست المحاكم تعج بقضايا الطلاق والخلع …، وإن لم يبلغ الأمر أبواب المحاكم تكرس صراعا متوحشا وحياة ضنكي خلف الجدر، وأخص بحديثي هنا العلاقة الأسرية والمتمثلة في عماد البناء المجتمعي وخلية المجتمع وركيزته الأساس، والواقع يصدح بالقصص المشحونة بالأحداث المفزعة تصل مواصيلها أحيانا للقتل، والأسباب والمسوغات عديدة ومتعددة.

بقلم : سماح أمل

ولكن حديثنا سيكون في ضوء معطى هذه الصورة التي توحي في ظاهرها عن سخرية وتهكم عابر، لكن في طياتها ألم موجع وكرامة مهدورة، فالمرأة أمست –راتب-والرجل أمسى-رصيد- ، وتقصد البيوت لا بنية الصلاح بل وللأسف بنية التجارة، فتهدر كرامة الشاب الذي ارتضى لنفسه الارتباط بالراتب الشهري لا برفيقة درب طيبة وصالحة ، وتهان وتمتهن كرامة الفتاة التي ترضى بشاب تعلم في أعماقها المكابرة أنه لا يهمه شخصيتها ولا صلاحها ولا مشاعرها بل كل ما يهمه راتبها، …وللأسف هذه ثقافة من ينتظر منه أن يبني أسرة تكون ذخرا للأمة، ولبنة من لبنات القوة والدعم فيها، …سيقال الشرع لم يمنع القصد بنية المال، صحيح ولكن ليس أن يصبح الأمر ظاهرة وسلوكا متفشيا وطاغيا بالمجتمع وديدن الغالبية، ولسيما إذا كان أول تابعاته الاتكال والتواكل والتكاسل، ويحضرني هنا سمعة سردتها لي أحد الأخوات عن زوجها بوقت ليس بعيد، وأصدقكم القول لقد ضحكت ضحكة التحسر، رغما عني وفي حضرتها واستسمحتها لغلبة صدمتي بماقالته لي، ….كنت أعلم أنها مجتهدة من قبل الزواج في السعي لكسب عمل فيما كان يسمى وقتها عقود تشغيل الشباب ، المهم زرت المؤسسة التي تعمل فيها لشأن ما، وكان لنا هامش من الوقت والتقيناها ضمن مجموعة من الأخوات، وكنا نتبادل السؤال عن أحوال بعضنا ونحوه، فسألتها ما يعمل زوجك فأجابت أنه مريض ، وحالته صعبة جدا ولولا دعم والدها له والمحسنين لماتت وأطفالها جوعا، فأسفت لحالتها ولم أسال عن مرض زوجها، لكن ونحن نغادر رافقتنا وهي تكرر شكوتها وتفطر قلوبنا ، فسألتها أمرض زوجك يمنعه من مزاولة أي عمل ولو بمتجر، لكون المتاجر في مدينتنا دائمة الطلب لليد العاملة، فأجابت أنه لا يمكنه مزاولة أي عمل فسألتها ما مرضه ، فأجابت مرض نفسي صار لا يحب العمل ولا يجد راحته في أي عمل، ويكون بخير عندما يمكث بالبيت ولا يعمل، فضحكت وأخبرتها بمودة هو تواكل وتكاسل واستغناء عن العمل لكون راتبك هو البديل، والتعود على حسنة أهل البر والإحسان هو أصل مرضه النفسي، فليراجع طبيبا نفسانيا في أقرب وقت، عساه يستفيق ويكد على لقمة عيشه بكرامة ويكفي زوجته وأطفاله هوان السؤال بلا مبرر، فأجابت لا فهو لا يحبذ الأطباء لكننا نأخذه إلى الرقاة… يعني مصاريف زائدة –أجرة سيارة و….إلخ، ونموذج أخر أخت خلعت زوجها والسبب اتهامه لها بالغش كونها يوم تقدم لخطبتها لم تخبره أنه غير مثبتة في عملها وأنها في إطار الاستخلاف، ورغم ذلك باعت صيغتها وفتحت له متجرا ليفلس ولا يفلح فيه، ويعنفها تعنيف الهمج مرغما إياها أن تسأل والدها أن يكتب لها شيء من ممتلكاته باسمها وهو على قيد الحياة ولينتهي بها المطاف بالخلع ، والنماذج والضحايا كثر في هذا النطاق.
ولا تعجبوا هذا واقعنا غابت مفاهيم الرجولة في ثقافة شبابنا لفزعه وخوفه وتوجسه من شبح المسؤولية، واستنفرت النساء خوفا من غدر الرجل مع الأيام فتسلحت بالوظيفة والراتب، وخالتهم هم الضمان والأمان، وتناست أن إيمانها هو القوة الحقيقية وأن الضامن هو الله، وتناسى كلاهما أن العلاقة بينهما أساسها*المودة والرحمة* وليس *الصراع والحرب*، وحتى في حالة الخلاف *فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان*، فلا مجال للكراهية والتباغض والتصادم…، والذي يقصد الفتاة لراتبها غبي لا يدرك حقيقة الحياة ، فالحياة بطبيعتها مشاركة وتفاهم ، فالمرأة الأصيلة من تلقاء نفسها ستساعد زوجها وستدعمه بمالها وقوتها كما فعلت سيدة العالمين *أمنا خديجة- رضي الله عنها مع نبي الله الأكرم عليه الصلاة والسلام، وكما فعلت كل امرأة أصيلة على مر الزمان، يعني لا داعي ليكون الدعم المالي أو الاجتماعي مطلبه الأول في قصده لبناء أسرة، لأنه تحصيل حاصل مع الأيام، و لأنه إذا كان هو العنوان الأول والمصرح به علنا في بداية الأمر وسنامه، فإن الكرامة والاحترام ستصادر من البداية بين الطرفين، فلن تكون ثقة ولن يكون استقرار، ودائما سيعم الشك والحسابات ستتصدر المقدمة وخاصة بداية كل شهر لحظة نزول الراتب، ومع مرور الوقت الراتب يقل فيبحث عن راتب أعلى، أو المرأة تثور وتطالب باستقلالية راتبها فتثور القائمة، أو تستغني المرأة على الزوج المتكاسل وتطالب بالطلاق وحضانة الأولاد بما أنها منذ البداية قائمة بالمسؤولية بمفردها، وهناك من يرضى أن تكون حياته جحيما مع زوجة متسلطة ولكنه يرضى بالجحيم ولا يرضى بتطليق راتبها.
في النهاية الكمال ليس سمة أحد من بني البشر، لكن حسن النوايا ممكن ومتاح لكل البشر، فلنصفي نوايانا في كل شيء ولسيما في علاقتنا الإنسانية، فالقوامة شرعا وعرفا منوطة بالرجل وملقاة على عاتقه، والمرأة الأصيلة لا يعيبها مساعدة زوجها ولا دعمه، ولكن المزايدات والحسابات والمؤامرات تفقد العلاقات روحها ورونقها والروح إذا شوهت أو اغتيلت … يكبر عليها دون رجعة وتقبر معها المودة والرحمة والاحترام والاستقرار والثقة…-سماح أمل-

ولكن حديثنا سيكون في ضوء معطى هذه الصورة التي توحي في ظاهرها عن سخرية وتهكم عابر، لكن في طياتها ألم موجع وكرامة مهدورة، فالمرأة أمست –راتب-والرجل أمسى-رصيد- ، وتقصد البيوت لا بنية الصلاح بل وللأسف بنية التجارة، فتهدر كرامة الشاب الذي ارتضى لنفسه الارتباط بالراتب الشهري لا برفيقة درب طيبة وصالحة ، وتهان وتمتهن كرامة الفتاة التي ترضى بشاب تعلم في أعماقها المكابرة أنه لا يهمه شخصيتها ولا صلاحها ولا مشاعرها بل كل ما يهمه راتبها، …وللأسف هذه ثقافة من ينتظر منه أن يبني أسرة تكون ذخرا للأمة، ولبنة من لبنات القوة والدعم فيها، …سيقال الشرع لم يمنع القصد بنية المال، صحيح ولكن ليس أن يصبح الأمر ظاهرة وسلوكا متفشيا وطاغيا بالمجتمع وديدن الغالبية، ولسيما إذا كان أول تابعاته الاتكال والتواكل والتكاسل، ويحضرني هنا سمعة سردتها لي أحد الأخوات عن زوجها بوقت ليس بعيد، وأصدقكم القول لقد ضحكت ضحكة التحسر، رغما عني وفي حضرتها واستسمحتها لغلبة صدمتي بماقالته لي، ….كنت أعلم أنها مجتهدة من قبل الزواج في السعي لكسب عمل فيما كان يسمى وقتها عقود تشغيل الشباب ، المهم زرت المؤسسة التي تعمل فيها لشأن ما، وكان لنا هامش من الوقت والتقيناها ضمن مجموعة من الأخوات، وكنا نتبادل السؤال عن أحوال بعضنا ونحوه، فسألتها ما يعمل زوجك فأجابت أنه مريض ، وحالته صعبة جدا ولولا دعم والدها له والمحسنين لماتت وأطفالها جوعا، فأسفت لحالتها ولم أسال عن مرض زوجها، لكن ونحن نغادر رافقتنا وهي تكرر شكوتها وتفطر قلوبنا ، فسألتها أمرض زوجك يمنعه من مزاولة أي عمل ولو بمتجر، لكون المتاجر في مدينتنا دائمة الطلب لليد العاملة، فأجابت أنه لا يمكنه مزاولة أي عمل فسألتها ما مرضه ، فأجابت مرض نفسي صار لا يحب العمل ولا يجد راحته في أي عمل، ويكون بخير عندما يمكث بالبيت ولا يعمل، فضحكت وأخبرتها بمودة هو تواكل وتكاسل واستغناء عن العمل لكون راتبك هو البديل، والتعود على حسنة أهل البر والإحسان هو أصل مرضه النفسي، فليراجع طبيبا نفسانيا في أقرب وقت، عساه يستفيق ويكد على لقمة عيشه بكرامة ويكفي زوجته وأطفاله هوان السؤال بلا مبرر، فأجابت لا فهو لا يحبذ الأطباء لكننا نأخذه إلى الرقاة… يعني مصاريف زائدة –أجرة سيارة و….إلخ، ونموذج أخر أخت خلعت زوجها والسبب اتهامه لها بالغش كونها يوم تقدم لخطبتها لم تخبره أنه غير مثبتة في عملها وأنها في إطار الاستخلاف، ورغم ذلك باعت صيغتها وفتحت له متجرا ليفلس ولا يفلح فيه، ويعنفها تعنيف الهمج مرغما إياها أن تسأل والدها أن يكتب لها شيء من ممتلكاته باسمها وهو على قيد الحياة ولينتهي بها المطاف بالخلع ، والنماذج والضحايا كثر في هذا النطاق.
ولا تعجبوا هذا واقعنا غابت مفاهيم الرجولة في ثقافة شبابنا لفزعه وخوفه وتوجسه من شبح المسؤولية، واستنفرت النساء خوفا من غدر الرجل مع الأيام فتسلحت بالوظيفة والراتب، وخالتهم هم الضمان والأمان، وتناست أن إيمانها هو القوة الحقيقية وأن الضامن هو الله، وتناسى كلاهما أن العلاقة بينهما أساسها*المودة والرحمة* وليس *الصراع والحرب*، وحتى في حالة الخلاف *فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان*، فلا مجال للكراهية والتباغض والتصادم…، والذي يقصد الفتاة لراتبها غبي لا يدرك حقيقة الحياة ، فالحياة بطبيعتها مشاركة وتفاهم ، فالمرأة الأصيلة من تلقاء نفسها ستساعد زوجها وستدعمه بمالها وقوتها كما فعلت سيدة العالمين *أمنا خديجة- رضي الله عنها مع نبي الله الأكرم عليه الصلاة والسلام، وكما فعلت كل امرأة أصيلة على مر الزمان، يعني لا داعي ليكون الدعم المالي أو الاجتماعي مطلبه الأول في قصده لبناء أسرة، لأنه تحصيل حاصل مع الأيام، و لأنه إذا كان هو العنوان الأول والمصرح به علنا في بداية الأمر وسنامه، فإن الكرامة والاحترام ستصادر من البداية بين الطرفين، فلن تكون ثقة ولن يكون استقرار، ودائما سيعم الشك والحسابات ستتصدر المقدمة وخاصة بداية كل شهر لحظة نزول الراتب، ومع مرور الوقت الراتب يقل فيبحث عن راتب أعلى، أو المرأة تثور وتطالب باستقلالية راتبها فتثور القائمة، أو تستغني المرأة على الزوج المتكاسل وتطالب بالطلاق وحضانة الأولاد بما أنها منذ البداية قائمة بالمسؤولية بمفردها، وهناك من يرضى أن تكون حياته جحيما مع زوجة متسلطة ولكنه يرضى بالجحيم ولا يرضى بتطليق راتبها.
في النهاية الكمال ليس سمة أحد من بني البشر، لكن حسن النوايا ممكن ومتاح لكل البشر، فلنصفي نوايانا في كل شيء ولسيما في علاقتنا الإنسانية، فالقوامة شرعا وعرفا منوطة بالرجل وملقاة على عاتقه، والمرأة الأصيلة لا يعيبها مساعدة زوجها ولا دعمه، ولكن المزايدات والحسابات والمؤامرات تفقد العلاقات روحها ورونقها والروح إذا شوهت أو اغتيلت … يكبر عليها دون رجعة وتقبر معها المودة والرحمة والاحترام والاستقرار والثقة…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *