السنديانة سميحة صياد

لم يكن يدور في خلدها أنها ستحلق بعيدا وتترك تربتها وبيئتها وموطن أشواقها وحنينها لكنها الأقدار شاءت وهي من تقود الإنسان الى حيث لايعلم وهي من تتحكم في مصيره .
إمرأة فارعة وقامة صفصافية أخذت من الأوراس صلابته ومن أرز الشيلية هامته ومن نسائم البيضاء رقتها ، شبت على السمو وعلى الإباء ، من أسرة محافظة راقية وكريمة كل مافيها يوحي لك بالمودة والتسامح .
حين تتحدث يقطر الشهد من شفتيها وما أن تحل بمكان ينتشر أريج عطرها ، في نبرات صوتها الحان الخلود وفي كلماتها جداول رقراقة غزيرة الثقافة لها خيال الكاتب وإحساس الشاعر دقيقة في إختياراتها ، متعددة اللغات كتاباتها لوحات فنية جميلة إنسانية في معاملاتها صبورة حليمة عند الغضب لها حضور إذاعي مميز.
تجربتها الإعلامية أكسبتها مهارة في التحرير والتحليل طموحها أكبر من أن يسعه عمل ترى أنه روتيني ولايتيح لها تفجير طاقتها والتعبير عن قدراتها.

 

حين تجلس إليها وتتحدث معها تحس بأنفاسها المعطرة بشذى العبير وبالياسمين تغار من محياها الحسان ويخجل الصبح من وجنتيها ينام الليل على خصلات شعرها الذهبي لعل شعاعه يحي فيه الأمل ويبعث فيه الحياة كلما تحدثت إلا وتناثرت الدرر من فمها وسكبت من شفتيها اللؤلؤ والياقوت ، إمرأة ليست كباقي النساء جمالا ورقة وأناقة على وقع خطاها تتوالد الأنغام وترقص الألحان وتنتشي الجداول وتحتفل البلابل .
إمرأة إستثنائية مسكونة بجمال الطبيعة بسحر الخلجان بأجراس الكنائس بنواقيس المعابد ببخور الناسكين تهوى الغوص في أعماق البحار تستحم بنور الشمس غلالتها من عبير الفجر ومن نسائم الصبح قصرها من البلور ووسادتها من الزمرد
هذه القادمة من الخمائل ومن جزر الفتنة تختزل اللحظة في قبلات ملتهبة تحيلك الى نور مذاب تأسر مشاعرك وعواطفك تتملكك تعطيك من شهدها تحملك على أجنحة شعاعية ترحل بك بعيدا تسكنك في قصرها وحين تصحو من حلمك لاتلمح إلا طيفها .
توقيع: برهوم بوجمعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *