أكد السفير اليمني بالجزائر علي محمد علوي اليزيدي، في استقباله للصباح الجديد في مكتبه، أن الوديعة السعودية المقدرة ب 2 مليار و مئتان مليون دولار ساهمت في الحد من تدهور الريال اليمني ، كما أن سعي السلطة الشرعية في اليمن تحاول العودة لتصدير النفط والغاز لدعم الاقتصاد اليمني.

كيف يعالج اليمن  الأزمة الاقتصادية في ظل  انخفاض عملة الدولة؟

يعيش اليمن العديد من  المآسي في كل جوانب الحياة. فقد سيطرت الميليشيات على مقدرات الدولة واستولت على الاحتياطي الأجنبي والنقد الوطني، وأرصدة المؤسسات في الدولة، وسخرتها لمصلحتها وحربها ضد الشعب اليمني وحرمت موظفي الدولة من رواتبهم المستحقة، كما أنها فرضت على الشركات ضرائب وأتاوات غير قانونية، وقيدت التجار في نشاطهم مما أدى إلى تسريح الألاف من الموظفين في تلك الأنشطة. وبهذا تفاقمت الأزمة الاقتصادية في البلاد إضافة إلى توقف تصدير النفط والغاز مما أدى إلى انخفاض سعر العملة الوطنية.

وحيال تلك الأوضاع قامت الحكومة الشرعية والبنك المركزي في اليمن بجهود كبيرة للحد من ذلك التدهور بوضع ضوابط لتداول العملة الأجنبية مقابل الريال بالاستعانة بالوديعة السعودية التي تقدر بإثنين مليار ومائتان مليون دولار، كما حددت مع المستوردين ضوابط الاستيراد وحدت من تلاعب الصرافين بسعر العملة. وتسعى الحكومة إلى البدء بتصدير النفط والغاز بقدر الإمكان لدعم الاقتصاد اليمني.

كيف يسعى اليوم اليمن من الحد من الازمة الانسانية؟

اليمن يعيش حالة كارثية، وكما وصفت الحالة في العديد من التقارير الدولية بأن البلد يعيش أكبر مأساة إنسانية في التاريخ الحديث، إلا أننا مع الأسف لم نسمع من قِبل من أعد تلك التقارير ذكراً للمتسبب الأول في هذه المأساة وهي الميليشيات الانقلابية. فأطفال اليمن يتعرضون بالملايين للأمراض الفتاكة والموت بسبب نقص التغذية، ومعظم سكان اليمن مهددين بالمجاعة، ولكن هل الدعم الدولي كان بحجم المأساة؟! لا لم يكن كذلك، فالمساعدات التي تقدم لليمن أقل بكثير مما يجب أن يقدم لمعالجة هذه الكارثة، ومعظم تلك المساعدات قدمت من قبل دول التحالف العربي يضاف إلى ذلك أن تلك المساعدات التي تتولى إدارتها المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة تتعرض للنهب من قبل الانقلابيين وتحتجز الكثير منها في البحر لأشهر حتى يتلف بعضها ولم نلمس ضغطاً أو نسمع إدانة من قبل المنظمات الدولية والأمم المتحدة حيال هذه الممارسات .

وعلى الصعيد الاجتماعي ،قال السفير ذاته أن الانقلابيون يسعون الى تفكيك المجتمع اليمني وجعله طوائف ومذاهب متعددة، وذلك من خلال العبث بالمناهج التعليمية وخاصة المجال الديني، حيث استبدلوا الكتب الدينية بملازم كتبها سادتهم تخدم مذهبهم الطائفي وأصبحوا يدرسونها في المدارس التي تخضع لسيطرتهم، كما عملوا على بث الفرقة بين فئات المجتمع فجعلوا أنفسهم سادة على الآخرين والولاية لهم فقط، وجعلوا من يواليهم مواطن ومن لم ينظم إليهم عميل وخائن، كما أن حالة البؤس التي وصل إليها أفراد المجتمع من فقر ومرض وخوف من بطش الميليشيات ساهم في تفكيك المجتمع فلم يعد الفرد ينظر أبعد من بقائه على قيد الحياة. يضاف إلى ذلك هدم الأعراف والقيم التي يتميز بها المجتمع اليمني وخاصةً احترام المرأة وعدم الاعتداء عليها تحت أي ظرف .

تحت اي اطار يندرج  لقاءكم مع السفير السعودي الجديد بالجزائر “عبد العزير بن إبراهيم العميريني” و ماهي القضايا التي ناقشتموها؟

كان لقائي مع السفير السعودي من ضمن تبادل الزيارات فيما بيننا، تناولنا أثناء اللقاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين الشقيقين وخاصة فيما يدور في بلادنا من حرب سببتها الميليشيات الانقلابية لشعبنا اليمني وكيفية مواجهة ذلك باعتبار أن الشعبين الشقيقين في خندق واحد اتجاه التهديدات الإقليمي.

اليمن بين التاريخ والثقافة

تاريخ اليمن القديم ينقسم إلى ثلاث مراحل، الأولى مرحلة مملكة سبأ التي ذكرت في القران الكريم بقصة الملكة بلقيس والملك سليمان وحكمت أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية حيث قام السبئيون ببناء سد مأرب الشهير الذي كان سببا في ازدهار وقوة المملكة حيث كان يعتبر معجزة هندسية في تاريخ الجزيرة العربية لضخامة حجمه وتأثيره على المنطقة بأسرها حيث سميت اليمن بأرض الجنتين وبلاد العرب السعيدة. أما المرحلة الثانية حكمت اليمن دول مستقلة وهي مملكة حضرموت ومملكة معين ومملكة قتبان. والمرحلة الثالثة مملكة حمير وهي آخر الممالك في تاريخ اليمن وقد اشتهرت هذه الدول في تجارة البن والبخور واللبان.

وعلى رغم من كل مظاهر التحديث التي دخلت على المجتمع اليمني خاصة بعد قيام الثورات في شمال اليمن وجنوبه سابقاً فإن القبيلة لا تزال تمثل الظاهرة الاجتماعية الأبرز في البلاد، وهي تنقسم إلى ثلاثة مستويات، الأول هو النظم التي تتوزع فيها القوى السياسية وفقاً لمعايير السن والمكانة، وهي نظم شبه أبوية يميل بناء القوة فيها نحو المساواة. والثاني يتعلق بالنظم التي يقوم بناء القوة فيها على معايير عسكرية قتالية كالقبائل النائية عن العمران، الموغلة في البدائية. أما الثالث فيتمثل في النظم التي يقوم بناء القوة فيها على معايير الوضع الاقتصادي والعصبية والمكانة الاجتماعية والسياسية. وتتوزع هذه النظم الاجتماعية الثلاثة على نمطين أساسيين، فهي إما أن تكون نظم سياسية قبلية منعزلة ومغلقة على نفسها، يختفي أثرها في بناء القوة الرسمي للدولة المركزية، وإما أن تكون نظماً سياسية قبلية منفتحة نسبياً تفرض نفسها على بناء القوة الرسمي، عبر وجهائها ومشايخها، ولكنها لا تفقد صلتها بالعصبية، ولا تخرج عن الصيغة التقليدية للتركيب الاجتماعي، القائم على تراتب فئوي أو شرائحي. وللقبيلة في اليمن دور فعال فهي تحل محل سلطة الدولة في حال غيابها.

* الشعب اليمني يولي اهتمامًا كبيرًا للشعر.

اما ثقافياً فاليمن متعدد الثقافات وتختلف الثقافة من منطقة إلى أخرى حيث تتعدد الرقصات الشعبية ومن أشهرها رقصة البرع فهناك البرعة الهمدانية واليافعية والتهامية والمأربية وغيرها كلها تتميز عن الأخرى بالموسيقى الصاخبة وسرعة الحركة إلا أنها كلها رقصات حرب وقتال ضاربة في القدم ويتم استخدام الخناجر التي تسمى (الجنبية) للتلويح بالقوة. وتختلف الأمور إلى حد ما في بعض المناطق الجنوبية فالبرع ليس منتشراً في حضرموت وعدن التي تشتهر بالشرح، الزفين، الشبواني.

نظمة اليونيسكو الغناء الصنعاني من التراث الثقافي اللامادي للإنسانية الذي ينبغي المحافظة عليه وصيانته وتدور الأغاني الصنعانية حول الحب والغزل وتنتهي غالباً بصلاة على النبي محمد. أغلب كلماته من مدرسة الشعر الحميني التي لا تلتزم بقواعد اللغة العربية الفصحى وهو مزيج بين اللهجة المحلية والفصحى.

ومن الفنون الغنائية المهمة في اليمن الفن الحضرمي وأبرز شعراءه حسين المحضار وأشهر فناني الغناء أبو بكر سالم بلفقيه وهو فن مشهور في اليمن وانتشر في الجزيرة العربية ووصل إلى جنوب شرق آسيا ومحمد جمعة خان الهندي الأصل الذي أدخل ألحاناً وإيقاعات هندية على الموسيقى في حضر موت.
وللشعر أيضاً أهمية كبيرة عند اليمنيين لطبيعة الشعب القبلية وافتخار القبائل بشعرائها قديماً وحديثاً ومن أبرز الشعراء الحداثيين في اليمن الشاعر عبد الله البردوني وعبد الله عبد الوهاب نعمان وعبد العزيز المقالح وحسن عبد الله الشرفي وعلي بن علي صبرة وغيرهم الكثير. كما يوجد لون منتشر في اليمن يسمى الزامل وهو نوع من “الإنشاد” يختص به أبناء القبائل وهو فن يمني قديم متعلق بالحرب وغرضه إخافة الأعداء ويعود إلى عصور قديمة. وقد تطور الزامل عبر العصور وظهرت زوامل مثل زامل الترحيب والرثاء والأعراس والهجاء والتربيع وغيرها. وهو موجود بصورته هذه في المناطق الشمالية للبلاد ومنطقة يافع في الجنوب.

*اليمن كان متعدد الديانات.

أما دينيًا فقد تعددت الديانات في اليمن حيث كان لكل مملكة إله خاص بها، فقد كان اليمنيون قديما يعبدون العديد من الآلهة والشمس والقمر وكوكب الزهرة حتى وحد الحميريون الآلهة واعتبروا (رحمن) إلهاً واحداً إلى أن دخلت اليهودية والمسيحية إلى اليمن، ثم أتى الدين الإسلامي في عهد الرسول محمد (ص) حينما أرسل علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل إلى اليمن لدعوة أهله إلى الإسلام فاستجاب أهل اليمن لدعوتهما بدون تردد أو مقاومة ثم ترسخ الإسلام في اليمن أكثر ودخل أهله في الجيش الإسلامي الذي فتح بلاد الشام وغيره من البلدان الإسلامية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *