هكذا اعتزلت كرة القدم و ولجت عالم التمثيل

عاد  الممثل الشاب شمس الدين داري في حوار مع الصباح الجديد  إلى حادث المرور الذي   تخلى على إثره  عالم كرة القدم وولوجه  عالم الفن بعد شفائه إذ  كانت أولى تجاربه في التمثيل المسرحي بالجزائر  لينتقل بعدها إلى مصر ليكمل مشواره الفني هناك، مشيرا الى مشاركته  في فيلم بعنوان الوداع الأخير الذي سيبث ضمن شبكة البرامج الرمضانية للتلفزيون الجزائري.
حاورته:شافية سعدي
بداية من هو شمس الدين داري؟
شمس الدين داري فنان ممثل 25 سنة من مواليد06 أوت 1992 بلدية قسنطينة ولاية قسنطينة.
كيف كانت بدايتك في التمثيل,حدثنا عنها قليلا؟
قبل اقتحامي عالم التمثيل كنت لاعب كرة قدم في سنوات الألفينيات باحدى المدارس الكروية العريقة حيث بدأت اللعب مع اتحاد الخروب بقسنطينة أين تعلمت كرة القدم وأكتسبت جميع أبجدياتها وهنا كنت ألعب وسط ميدان ثم انتقلت بعدها للعب مع مولودية قسنطينة,وكما أذكر في 07جوان 2009 كانت يومها مباراةالمنتخب الوطني الجزائري ضد مصر في ملعب مصطفى تشاكار بالبليدة أين انتقلت مع مجموعة من أصدقائي اللاعبين باتجاه الملعب بسيارتنا لنساند المنتخب الوطني وفي طريقنا  تعرضنا لحادث مرور أين تعرضت لإصابة خطيرة على مستوى رجلي التي ألزمتني الفراش وقد أجريت عمليتين جراحيتين وهو الحادث الذي أبعدني نهائيا عن عالم كرة القدم.
وبعد شفائي قررت دخول عالم الثميثيل وقد كانت أولى خطواتي مع تعاونية المسيل بقسنطينة أواخر سنة 2010 حيث تعلمت الكثير عن المسرح  فكانت انطلاقتي من أرض الوطن ,ثم بعد مدة اعتزلت المسرح لظروف خاصة  لأقرر العودة التي لم تكن من الجزائر بل كانت من مصر أين درست المسرح والتمثيل السينمائي من جديد وتعلمت كل مايتعلق بالفن والتمثيل معا وكما أذكر آخر عمل لي في مصر لمسرحية كانت تحت عنوان “المخطوطة” للكاتب المصري حسن الجندي والحمد لله  شرفت الجزائر أحسن تشريف هناك ومثلتها بامتياز.
ماهو الانطباع الذي تشكل لديك  عن مصر والمصريين  بعد زيارتك لهم؟
مصر وبدون مجاملة بلد ذو طبيعة جميلة جدا وتكثر فيها المناطق الأثرية منها الأهرامات التاريخية المهمة جدا وشعبها يتمتع بالطيبة والكرم والضيافة أين استقبلوني بكل فرح وسرور وفيه ميزات كثيرة تشبه الشعب الجزائري,وهم أهل الفن بدون منازع,كما أن الشعب المصري يحترم الضيف ويكرمه ويفرح به كثيرا وكأنني كنت في بيتنا في الجزائر.
نعود للفن ،من دفعك للمسرح وما هي الشخصية التي تاثرت بها؟
لم يدفعني أحد للمسرح وإنما أنا  أحببت المسرح والسينما معا لكنني صراحة أحب السينما أكثر من المسرح,فبعدما تعرضت لتلك الإصابة على مستوى رجلي كان قدري أن أكون مسرحيا وممثلا,فأنا صعدت على  خشبة مسرح قسنطينة مع تعاونية المسيل في سنة 2010 كما ذكرت  سابقا وقد كان عمري آنذاك حوالي سبعة عشر سنة ومنذ ذلك الحين وإلى هذه اللحظة لم افارق خشبة المسرح و التمثيل بصفة عامة أي خبرة مسرح حوالي عشرة سنوات ,أمّا عن تأثري بشخصية مسرحية معينة فأنا لم أتأثر بأي شخصية لحد الساعة صحيح أنا أشاهد الكثير من المسرحيات والمسلسلات والأفلام السينمائية ولهذا أحاول ان أخلق شخصية خاصة بي في التمثيل ربما تكون قدوة لجيل صاعد.
كيف تعلمت أصول التمثيل المسرحي؟هل من الدراسة الأكاديمية في مصر أم من خلال الخبرة والممارسة في الجزائر ؟
أنا لم أدرس أكاديميا في الجزائر ووقتها كنت أقرأ كثيرا عن المسرح وبعد انتقالي للدراسة أكاديميا اكتسبت أكثر خبرة وهنا يمكنني أن أجيبك عن سؤالك بدون مبالغة الإثنين معا تلقيت منهم الخبرة ومما لاشك فيه أن الخبرة والممارسة الدائمة هي خبرة أكاديمية لصنع الفنان .
لماذا اخترت الدراسة أكاديميا في  مصر بدلا عن وطنك الجزائر؟
اختياري لمصر لم يكن استصغارا لوطني الجزائر وانمّا هدفي من ذلك تكوين علاقاتي مع مخرجين وفنانين في العالم العربي حتى تكون لي أدوارا مستقبلا أشرف بها الجزائر .

ماهي   أبرز اعمالك الفنية؟
لقد كانت لدي الكثير من الأعمال الفنية منها العمل المسرحي للطفل سنة 2011وقد كان أول عرض فني لمسرح الطفل اذكر أنه كان العرض رائعا بقي كذكرى خالدة في ذهني,أيضا كانت لي العديد من الأعمال المسرحية مع تعاونية الأسيل بقسنطينة وأبرز عمل مسرحي في مصر ” المخطوطة” للكاتب أحمد الجندي كما ذكرت وأهم عرض مسرحي لمهرجان الفنون إلهام شاهين بالقاهرة.
أصبحنا نرى أن الدراما التليفزيونية طغت على السينما والمسرح فألقتهما  في الظل مارأيك؟
هذا الكلام صحيح وحقيقي لكن من وجهة نظري كفننان وممثل مسرحي وخبرتي لمدة حوالي عشرة سنوات في المسرح يبقى دائما المسرح هو أبا الفنون في مقولتنا الشهيرة أما بالنسبة للجمهور المتابع قد بدء يعود لمتابعة المسرح من جديد وأنا أرى أن هذه الظاهرة آنية ومؤقتة قريبا أما بنسبة لظاهرة الدراما التي طغت على المسرح والسينما هي لاتقتصر فقط على الجزائر وإنما في العالم العربي والعالم .
كيف ترى  مستوى التمثيل في الجزائر بصفة عامّة؟
المستوى هنا ينقسم إلى فئتين لو نتحدث عن السينما ونعمل لها مقارنة في سنوات الستينيات والسبعينيات وبداية الثمانينيات نجدها أنها قد حققت نجاحا متميزا مقارنة بالسنوات الأخيرة بدأت تتراجع كليا رغم تواجد الكثير من المواهب وقد ابتعد الجمهور نهائيا عن مشاهدة الأفلام السينمائية فكل منا أصبح يشاهد الأفلام إلا أقرباء المخرجين وأصدقائهم وأفراد قليلة من الجمهور والسؤال يبقى دائما مطروح في نفسي ماهو السبب الحقيقي في هذا التراجع؟
أما بالنسبة للدراما التلفزيونية أراها في تحسن خاصة الآونة الأخيرة فقد بدأت ثقافة الجزائر تنتشر في الدول العربية وتركيا ولما لا عبر العالم .
سمعنا أخبار تؤكد أنك بصدد تصويرمسلسل ستؤدي فيه دور البطولة حدثنا عنه ؟
نعم هذا صحيح أنا حاليا في تصوير مسلسل درامي بامتياز لهذا الرمضان القادم تحت عنوان “الوداع الأخير” للمخرج حسين ناصف والذي بدأنا تصويره بقسنطينة رفقة المخرج وطاقمه الفني والتقني وهذا المسلسل هو اجتماعي درامي جديد بدأنا تصويرة بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة الذي سيبث ضمن الشبكة البرامجية الرمضانية للتلفزيون الجزائري وهذا المسلسل يضم 29 حلقة حيث كتبت السيناريو الخاص به زهرة عجايمي أما بخصوص الممثلين الذين يتقمصون شخصيات الادوار الأساسية للعمل الذي ينتجه التلفزيون الجزائري هم كل من ريم تاكوشت وكمال رويني ومحمد الطاهرزاوي إلى جانب فتيحة سلطان مع أم الشاشة الفنانة شافية بوذراع وطبعا أنا أيضا.
ماهو الدّور الذي تحصلت عليه في مسلسل الوداع الأخير وكيف تقمصت هذه الشخصية؟
تحصلت على دور قيس وهذا قيس يعاني من مرض نفسي حيث هذا المرض النفسي ينتج عنه هوس لإجراء عمليات جراحية غير شرعية بحكم أنه لم يكمل دراسته ولم يتخرج ويتم استغلاله من طرف جماعة “عصابة مافيا “ليجد نفسه معرض لخطر التهديد ولا يمكنه التراجع أخيرا لأنه مهدد وفي النهاية يندم ويحاول الإنتحار,لكنه يفقد الذاكرة لمحاولته الفاشلة في الإنتحار.
كلمة أخيرة لك؟
شكرا لموقع الصباح الجديد على هذه الالتفاتة كما  وأوجه كل التحيّات إلى جمهوري الذي يتابعني عبر مواقع التواصل الإجتماعي,و قول لهم انتظروني في هذا المسلسل الذي أرجوا أن  ينال اعجابهم وأتمنى أيضا أن أحضى بفرص أخرى من طرف مخرجين سواء من الجزائر أو العالم العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *