المحافظة على الأرواح واجب ديني  في زمن جائحة كورونا وهو من الكليات الخمس ، والمحافظة  على  العقول من المخدرات واجب ديني ايضا ،وهو من الكليات الخمس لاتقوم الحياة إلا بها ،إذا كان وباء جائحة كورونا مصنف عند جميع الدول ، بأن وباء عالمي ، فخطره كبير وضرره على الأمة بالغ الأثر،ارصدت له الدول ترسانة من الإجراءات الوقائية والإحترازية في ظل هذا الاهتمام بهذا المرض بعض النفوس الضعيفة والمريضة وجدت الوقت خصب لنشر السموم (المخدرات) وساعد على ذلك الحجر الصحي وتجمع الشباب في الغابات والجبال واصطح المنازل والفراغ فإن المخدرات لا تقل أهمية عن وباء جائحة كورونا .
نسمع ونشاهد كل يوم  الإطاحة بعصابة مروجي المخدرات  والقضاء على مجموعة دعم وإسناد هذا عمل عظيم والقائمين عليه لهم أجر المجاهدين ،لان خطر المخدرات هي الأسلحة الحديثة التي يستعملها الأعداء  لضرب العقول والقضاء على التفكير ، وبعدها يسهل على المجرمين التوغل في أوساط شبابنا . ويقع إختراق لفكرنا ..ويصبح أمننا الفكر  في خطر!! وأمننا الإجتماعي في خطر وأمننا الإقتصادي  في  خطر .
وعليه على جميع المؤسسات والمنظمات والفاعلين، أن يدركوا خطر المخدرات ،وجعلها من الأولويات التي يجب محاربتها  كمحاربتنا لوباء جائحة. كورونا فإذا كانت اهتمامنا وتجنيدنا الكبير لجائزة كورونا لأنها خطر على الأرواح فإن المخدرات خطر. على العقول
فعلى الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها ودور الأئمة في التوعية والوقاية ، ودور الجهات الأمنية في الردع واترهيب ولكن مع ذلك يبقي غير كاف ، فالعمل الوقائي من خلال الوازع  الديني ،والتوعية المستمر ومشاركة المجتمع في الكشف عن مصادرها وترويجها
وتفعيل الوازع الديني لقد ميز الله الإنسان عن سائر مخلوقاته بالعقل؛ لذا جاءت الشرائعُ
السماويةِ بالمحافظة على هذا العقل، وحمايته من كل داء وبليَّةٍ تؤثِّرُفيه أو تُعطِّل فوائدَه؛ حفاظاً على كرامةِ الإنسان، فالعقل هو مناطالتكليف، فقد رَفَعَ الله القلم عن فاقدِه، وأمر بالوِلاَيَةِ والوصايةِ عليه.
أن العقل هو الأساس الذي تُبنَى عليه شؤون الحياة ، ففاقده غير مكلفبالأحكام الشرعية، ولا يُحسن التصرف في نفسٍ ولا مال، ولا يُؤمَنُ على عِرض، ولا يوجد في البشرية من يرضى أن يوصف بالجنون مهما كان عقلُهُ وعلىأيَّةِ مِلّةٍ كان؛ فكيف بمن يتسبَّبُ بنفسه، ويبذُلُ مالَهُ لفُقْدَانِ عقله.بل إن العَبَثَ بالعقل وإفسادَهُ يعدُّ من أفظع الجرائم، وهو في الدين من الكبائر، ومن أعظم الوسائل التي تُفسِدُ العقلَ تعاطي المسكرات أو المخدرات؛ لذا جاءت نصوصُ الشرعِ بتحريم كلِّ مُسكِرٍ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾ وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍحَرَامٌ)) وفي رواية مسلم:)) وسماها الرسول صلى الله عليه وسلم أمَّ الخبائث، فمن تعاطى المسكرات
أو المخدرات فقد أدخل على نفسه النقص في دينه وماله وعقله، وربما انسلخمن ذلك كلِّه!!.
لقد  سمعنا وقرأنا عن مدمنين أضاعوا أموالهم ثم باعوا ممتلكاتهم، وختموهاببيع أعراضهم وكراماتهم.بل إنه خطر على أموالِ العائلة ، ولا يأمنه أقربُ الناس إليه على أعراضهم، فكم من الأعراضِ انتُهكت من المدمنين
الدراسات الاستراتيجية تقول  إن  أعداْء الجزائر يحرصون على إفسادِها،وعلى إفساد عقول شبابها وضربِها في أعزِّ ما تملك ، وذلك بإفساد شبابها، ونخرِ أجسامهم وعقولهم، لأن المخدراتُ من الأسلحةِ الفتاكةِ ،هذا من أكبر الأخطارِ المحدقةِ بالمجتمع ، لأنها تقضي فيه على الدين والأخلاق ويسُودُهُ القلقُ والتَّوتُرُ، ويُخيِّمُ عليه الشقاقُ والتمزق.كما هو مشاهد في أماكن يتردد فيها  الشباب ولونظرنا إلى العنف بشتى أنواعه لعرفنا أن سبب ذلك المخدرات   والمخدرات سبب انتشارِ الجرائمِ وتفشِّيها في المجتمع، وأنَّ تهريبَ المخدراتِ والمسكراتِ وترويجها وتعاطيها من أهم الأسباب الرئيسة في ظهوره تلك الجرائم؛ ، والمروِّجُ للمخدرات لا يتوقف عن ابتكارِ الطُّرُقِ والوسائلِ للوصولِ إلى فريسته، والمُدمِنُ ليس لديه شعورٌ بالمسؤولية، نتيجةَ تعاطيه تلك السموم، لذا فإنه ُيقدِمُ على طلب المال وتحصيلِهِ من أيِّ مصدر وبأي وسيلة، حتى لو استدعى ذلك أن يرتكبَ الجرائمَ بشتى صورها، فالمخدراتُ تُحرِّكُ النَّزَعاتِ العُدوَانيَّةِ والإجراميةِ في كل من يتعامل معها. فالعلاج يكمن في غرس الوازع الديني وتقوية الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر وبكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في نفوس الناس أساسُ الصلاح والوقاية من كل فسادٍ ، فيجب على كل مسلم أياً كان عملُهُ
وعِلمُه، وفي أي مكانٍ وُجِد، أن يغرِسَ الإيمانَ في نفوسِ من حولَهُ من الأفرادِ والأُسَرِ والمجتمعات، لتخليصهم من اقتراف المنكرات، وقيامهم بطاعة الله تعالى، والاستقامةِ على شرعه ومنهجه القويم، فهذا بإذن الله تعالى يحفظ المسلمَ من الشرورِ والضياع، ويكفَلُ له السعادة في الدنيا والآخرة لقد كانت بلاد نا قبل عقود قريبة من السنوات لا تعرفُ المخدرات، فالغزو الفكري وانفتاح مجتمعنا على العالم ، واستعمال المخدرات كسلاح  لبعض الدول ، كجيراننا هداهم الله ، وازدات الخطورة وأصبحت الأوضاع الراهنية على محيط حدودنا وما تشهده من صراعات ، كم أن الجريمة المنظمة أصبحت عابرة  للبلدان وللقارات …كل هذه العوامل دخلت المخدراتُ إلى بلادنا بالأطنان ،سمعت أو قرأتم بأن  هناك عملية حجز للمخدرات في مناطق مختلفة من الوطن بكميات متفاوتة  ومن أهم أسباب الوقوع في هذا الوباء أيضاً:الرفقة السيِّئة، فإذا صَحِبَ الشاب رفقةً سيِّئةً تتعاطى المخدرات،أغروه بها، وأوهموه كَذِباً بأنها تَجلِبُ السعادة، وتُقوِّي الذاكرة، وغير ذلك من الأكاذيب، مما يجعلُهُ فريسة سهلة ولعبة سهلة في أيدي المجرمين
بقلم الأستاذ /قسول جلول 
باحث وأمام مسجد القدس حيدرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *