اعترفت الناشطة على حساب تيك توك والانستغرام “حياة عميش” في حوار لها مع موقع الصباح الجديد بأنها تستغل منصات التواصل الاجتماعي لكي تصل لحلمها الذي إكتشفته مؤخرا وهو الصحافة،كما أكدت بأن إهتماماتها ليست ربح الاموال و لا الشهرة و إنما مشاركة المعلومات المفيدة مع اكبر عدد ممكن من الناس ؛ وباعتبار أنها خريجة المدرسة العليا للضمان الاجتماعي تسعى حياة لنقل معارفها للفئة المستهدفة.
حاورتها منال بن ثليجان
متى و كيف قررت الولوج لمواقع التواصل الاجتماعي؟
أتذكر جيدا ان البداية كانت سنة 2018، إذ تزامن قرار ولوجي لمواقع التواصل الاجتماعي مع قرار الولوج لعالم الإعلام الذي أحبه كثيرا و لكن عدم تخرجي من كلية علوم الاعلام و الاتصال صعب علي الحصول على فرص العمل في هذا المجال ولحسن الحظ وجدت ان هذه المواقع سبيلي الاول لإثبات قدراتي في التقديم والتصوير التعامل مع الكاميرا،معالجة و نقل المعلومة و غيرها مما يميز العمل الصحفي.
اذ أنني حاولت أن أستغل المواقع لصالحي فمن جهة مكنتني من ممارسة ما أحب و من جهة أخرى انا افيد الناس فما أجمل هذا.
و سنة2020 /2021 كانت سنة خير علي أين وصل صوتي للٱلاف من الناس.
في البايو الخاص بحسابك على تيك توك كتبتي one dream is journalisme ماذا يوجد خلف هذه العبارة؟ وبما أن الصحافة شغفك فلماذا لم تدرسيها في الجامعة؟
سؤال وجيه، أولا تلك العبارة واقعية فهي تصرح بأن حلمي الصحافة ثم إنني ظلمت نفسي عندما لم أكتشف هذا الميول الاعلامي حتى فات الأوان فبعد سنتين من دراسة الإعلام الٱلي في الجامعة، والذي إخترته فقط لملائمته مع توجهي الذي كان رياضي في الثانوية.
لكن لم أستسلم للواقع و جعلت الصحافة حلما و ليس للأحلام حدود!.
بما أنك خريجة المدرسة العليا للضمان الاجتماعي،اين العلاقة بين تخصصك و مواقع التواصل الاجتماعي؟
الضمان الاجتماعي ميدان إكتشفته مؤخرا عندما التحقت بالمدرسة العليا و أحببته جدا لأنه من الميادين التي تحمل كم هائل من المعلومات وتجمع العديد من التخصصات كالإقتصاد،القانون،الإتصال،إدارة الاعمال وغيرها..وبما أن الجميع في زمننا يستعملون الصوشال ميديا،إغتنمتها لتوعيتهم حول: واجباتهم وحقوقهم ناحية وزارة الضمان الاجتماعي،التأمينات و كذا التعويضات في حالة تعرضهم لمخاطر اثناء العمل وغيرها .
اذا المحتوى الذي أقدمه من بين المحتويات النادرة خاصة على منصة تيك توك أين يكثر نشاطي،و أعتقد بأنني المبادرة الجزائرية الوحيدة التي تسعى جاهدة لتقريب المواطن من وزارة الضمان الاجتماعي و لذلك ادعوا من هذا المنبر المختصين في هذا المجال لتقديم محتوى مشابه من اجل تنوير عقول الناس.
هناك فيديوهات لك على” تيك توك ” تقارب مليون مشاهدة،هل هذا بمحض الصدفة أم مخطط له؟
صراحة،صدفة فلم أتوقع حدوث ذلك أبدا لأن الارقام عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا تهمني بقدر ما يهمني توصيل الفكرة،فما أسعدني عندما ارى تجاوب الناس مع الفيديوات،أما إستفادتهم من المعلومة فتعني لي الكثير.إلا أنني أيضا أعتبرها مسؤولية كبيرة موجودة على عاتقي.
فيديوهاتك موجهة لأي فئة من الناس؟
غالبا للطلبة،لأنهم الأكثر إهتماما و هذا بناء على إحتياجهم لتعلم كل الامور الادارية وكل ما يخص الوثائق و التعامل مع الإدارات. إلى جانب فئة العاملين و العاطلين عن العمل كي يتحفزوا و يطوروا أنفسهم فمثلا دائما ما أطلعهم على اماكن يتربصون فيها عن بعد.
هل برأيك الطالب الجزائري ورغم مستواه التعليمي يتجاهل حقيقة الفيديوات ذات الفائدة العلمية؟
لن أعمم،ولكن للأسف هناك شريحة كبيرة منهم تتابع فقط بالمحتوى الفكاهي و الساخر على حساب المحتويات المفيدة التي يبحثون عنها فقط عند الحاجة الماسة للمعلومة.
هل ترين أنك كمحتوى هادف تستحقين أرقاما اكبر؟
لا،فحسب رأيي أسعد عندما أرى فيديو حاز على مئة مشاهدة
والجميع نالوا ولو معلومة جديدة افضل من ٱلاف المشاهدات و الجميع يسخر مني في التعليقات.
فمغادرتي لمواقع التواصل الاجتماعي ارحم من تقديم محتوى تافه.
كيف تتعاملين مع الانتقادات؟
دائما ما آخذ البناءة منها بعين الاعتبار و أستفيد منها أما السلبية فأتجاهلها كليا ولا تترك في نفسي اي أثر لأنها لا تمثل سوى كاتبيها و لذلك أعتمد خاصية اللامبالاة فالطريقة الامثل للرد على اصحاب النفوس المريضة هي الصمت و السير قدما.
هل تتقاضين مدخول مالي من موقع تيك توك؟
لا أتقاضى ولا دينار ولا أملك اي نية في ذلك مستقبلا لأن هدفي الرئيسي نشر المعلومات لا غير.
حياة بكل هذه المؤهلات و لكن عاطلة عن العمل.لماذا؟
لست عاطلة عن العمل بمفهومه الحقيقي.فرغم إمكانيتي من التوظف في منصب ما إلا انني فضلت العمل مع والدي في شركته وانتظار توظيف المدرسة العليا للضمان الاجتماعي.
من خلال تجربتك الشخصية،هل تؤمنين بفكرة”مكاش خدمة و كلشي بالمعارف”؟
لا أؤمن بالوسطية بتاتا.فما أؤمن به هو ضرورة خلق فرص العمل يعني اذا كنت تملك المؤهلات وتعرف كيف تقدم نفسك و متمكن من العديد من المهارات و المواهب،أي شركة سترحب بك كجزء منها.و لكن أغلب الطلبة في الجزائر يكتفون بما درسوا في الجامعة إذا درسوا حقا! فمن المعروف أن مراجعتهم تقتصر على ليلة الرعد ! و اقصد بذلك ليلة الامتحان.وفوق ذلك ينشر طاقته السلبية على غيره مدعيا ان مناصب العمل قليلة في حين ان العمل يتطلب الجانب التطبيقي اكثر من النظري.و ملخص كلامي أنه من اللازم على الإنسان ان يتعب على نفسه حتى يصل لمبتغاه لأن العمل ليس لعبة بل يحتاج لخبرة!
أنت انسانة معبرة و كثيرا ما تشارك مشاعرها مع متابعيها فهل ترى حياة نفسها في مجال الكتابة؟
سأمنحك سرا، قبل سنوات من الآن وفي مرحلة التعليم الابتدائي تحديدا تحصلت على عدة جوائز على الشعر الذي كنت أكتبه باللغة الفرنسية ثم أصبحت اكتب باللغة العربية إلا أنني لم اشارك بها في أي من المسابقات و مؤخرا قمت بفتح صفحة على فايسبوك لم أخبر احدا بأنها ملكي،أكتب فيها كتاباتي بأريحية و كلي سعادة بإعجاب الناس بها فقد تحصلت على 500 إعجاب رغم تفاعلي المنخفض فيها.و منه أنا احاول دائما أن احقق احلامي الصغيرة بأبسط
بأبسط الطرق لأعبر عن شخصيتي و خواطري.
هل يكتب قلمك الفرح أم الحزن أكثر؟
يكتب الحزن اكثر شيء لأنني انسانة لا تحب إظهار حزنها امام الملئ فأكتفي بمشاركته مع الورقة،و كذلك لأنني اعترف بفضل الحزن و الشدائد علينا فلولاهما ما تعلمنا الدروس وما أصبحنا أقوى ابدا.
ماهو اكثر موقف أحسست فيه بالضعف؟
في فترة سابقة كادت ظروف مررت بها أن تسرقني من مواقع التواصل الاجتماعي. فقد استسلمت لها من شدة الضغط و لكن بعدها تذكرت بأنني على وشك التخلي على حلمي فشعرت بضعف مؤلم و لأنني لم اتحمله عدت مجددا.
ماهي اجمل ذكرى مرت عليك؟
اجمل الذكريات العالقة في ذهني تعود لأيام الإقامة بالمدرسة العليا للضمان الاجتماعي عندما كنت و صديقتي نتأمل غروب الشمس من نافذة غرفتنا ؛ ندردش أحيانا،و نصمت أحيانا اخرى تاركين المجال للموسيقى بأن تتكلم نيابة عنا.
سبق و أن ذكرتي في إحدى الفيديوهات ان جزء كبير من المعلومات التي تقدمينها من إجتهادك الشخصي و لم تدرسيها في الجامعة.فماهي المحفزات التي تدفعك لمثل هكذا اجتهاد؟
مايحفزني هو الفضول لإيجاد المعلومة ثم حبي لمشاركتها مع الغير خاصة و أن البخل في العلم غير منطقي و لطالما اوصاني اساتذتي بأهمية البحث عن العلم و تقديمه.
ماهي الطرق التي تفضلينها في الحصول على المعلومات؟
استخدم الانترنت بشدة كموقع غوغل او يوتيوب، إلى جانب الاساتذة الكرام الذين لا يقصروا معنا أبدا إضافة الى المصادر الرسمية على غرار وزارة الضمان الاجتماعي.
من هو داعمك في مشوارك ؟
والدتي هي مشجعة كبيرة و داعمة جيدة بغض النظر عن تخوفها في البداية من هذه المواقع الرقمية.
ماهي نصيحتك لكل طالب شاب فقد الامل؟
انصحهم بالمطالعة على قدر المستطاع حول تخصصهم الجامعي او بعيدا عنه،ايضا ادعوهم ان يتعلقوا بأحلامهم و لا يتخلون عن هواياتهم بل يسعون لتحسين انفسهم قدر الإمكان ،لكي تدخل السعادة لقلوبهم.
دون أن انسى انه من الجيد ان يتحدون سويا في طلب العلم ونشره و استغلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل جيد.
ماهي كلمتك الاخيرة ؟
سررت كثيرا بهذا الحوار و اراه أحد الفرص الجميلة في هذه الحياة.و اتمنى أخيرا ان يتحكم الجميع في استخداماتهم للتكنولوجيا و الله يقدرنا على نشر الرسالة الصحيحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *