بقلم: نور الدين السد

اللغة العربية لغة مطواع ، لها القدرة على تسمية كل ما في الوجود ، وقد فاق معجمها أثنى عشر مليون كلمة ، مصاغة وفق المعايير العلمية واللسانية المتاحة من عهود المشافهة والرواية إلى عهود التدوين والكتابة ، ومع اتساع معجم العربية وثرائه ، فإن المستعمل منه لا يتجاوز مليون كلمة في مختلف الصيغ اللغوية والبنى اللسانية وفي المنجزات العلمية والفنية الرائجة بين الناس، وإذا كان هناك بعض التقصير في مواكبة المنجز العلمي والتكنولوجي ؛ فإن هذا التقصير من أهل الاختصاص ، وما وراءهم من مؤسسات عليها بأخذ المبادرات ، وليس العجز في اللغة مع الإقرار بأن اللغات وسائل وليست غايات ، ومن يتابع المنجز في البحث العلمي في مختلف الحقول المعرفية ، وما يترجم إلى العربية وما ينشر في المجلات العلمية المتخصصة في العلوم الدقيقة والتكنولوجيات المعاصرة والعلوم الإنسانية ؛ يقر بقدرة هذه اللغة على مواكبة كل منجز إنساني ، إمكانية احتوائها علوم الذرة وعلوم الآلة وعلوم الطب والهندسة المدنية والعسكرية وأدق التفاصيل في دقائق المعلوماتية وفي شتى الميادين والمجالات ، ولا يخفى على أهل الدراية والاهتمام ، أن العربية يقينا هي لغة علم وحياة ، وهي تصنع الآن لحظتها التاريخية ، لتحقيق وثبتها النوعية، وتعد عدتها لإقلاع شامل يليق بتطلع الإنسانية إلى عالم منسجم ومتوازن علميا حضاريا في سياق عولمة لا جور فيها ولا طغيان ، عولمة يسودها تعاون وتناغم وتفاعل وحوار وتبادل لخير الإنسان، ولنا في عزم العلماء والخبراء الموجودين في معظم مخابر ومراكز البحث العلمي في أنحاء العالم من المتمثلين العربية المتقنين لاستعمالها ، الناقلين منجزهم العلمي منها وإليها خير دليل، ولنا كل اليقين أنه ستكتب لها الريادة مع اللغات العالمية التي تصنع العلم والمعرفة والحضارة وتبني الإنسان ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *