انتشر في المدة الأخيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي : الشذوذ الفكري لفئات ونوادي  مختلفة ـ نادي المطلقين ـ نادي المحررين ـ نادي المثليين ـ نادي الطفولة وهي مجموعة من الظواهر الاجتماعية الغريبة والمثيرة للدهشة،وكلها تهدف إلى هدم وتحطيم الأسرة ـ وهي  الخلية الأولى التي  يبنى عليها المجتمع ـ ومن هذه الظواهر منها  ظاهرة الاحتفال بالطلاق، إذ تعتبر هذه الظاهرة جديدة، حيث أنها لم تكن موجودة في السابق، ولكن في ضل التغيرات الاجتماعية التي تحدث في الحياة ظهرت هذه الظاهرة كتعبير عن الفرح بسبب الحصول على الطلاق والحرية …هل  هذه العمل يعتبر حرية علما أن المجتمع والدين الإسلامي  يدعو إلى  التعاون  وتماسك  الأسرة واعتبر الطلاق  خلاف الأصل،    حيث يسعى المطلقون وشبكات دعمهم إلى إعادة تشكيل الوعي  والقيم والمفاهيم  الهدامة وإعادة تشكيلها من جديد  وإنهاء مؤسسة الزواج بالفرح كأنها دعوة  للتطليق ، وقولهم بدلاً من شيء يدعو للحزن أو العار، تدرك الإجراءات الاحتفالية في أعقاب الطلاق أن نهاية الزواج لا تختلف عن بداية الزواج، حيث تمثل علامة فارقة مهمة، وغالبًا ما تنتهي بفترة صعبة في الحياة، فإذا تم الاحتفال ببداية شيء جيد فلماذا لا يتم الاحتفال أيضًا بنهاية شيء سيء؟ هذا كمثال عن هذه النوادي هذا أثار الانحراف الفكري الخطير في جميع المجالات اجتماعياً واقتصادياً

وسياسياً وثقافياً :فمن آثاره السيئة على الأمن الاجتماعي : إثارة الفتن.التضليل والإغراء  والقائمة طويلة تحت  غطاء الحرية.

وبالنظر لخطورة المواضيع وخطرها على القيم المجتمعية وعلى الأسرة الجزائرية يجب

الوقوف عندها والتحذير من مخاطرها منذ أنْ خلقَ اللهُ تعالى البشر كانت الحريّةُ هي الحلمُ والهاجسُ الذي يبذلون الغالي والنّفيس للحصول عليها، لان الإنسان بفطرته لا يرضخ بشكلٍ

مطلقٍ لأيّ شخصٍ؛ لذلك يظهَرُ وكأنّه يرفض القوانينَ والأنظمةَ المتعسِّفة التي تحدُّ من حريّته وتقيَدها، وقد نظّم الإسلامُ هذه الحريّة وحدّدها، ولكن البعض قد يفهم الحرية

بشكلٍ خاطىءٍ  ممّا يؤدّي إلى حُدوثِ الكثيرِ من المشكلات وإلحاقِ الضرر بالآخرين.

انتشرت بعض المفاهيم لحريّة بشكلٍ خاطىءٍ  بين فئات المجتمع وخاصةً فئة المراهقين والشّباب؛ حيث يحسبون ذلك تحرّراً من القيود ومحاربةً للعادات والتقاليد.وأنشأوا مواقع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجمع كل من يحمل فكرهم وقناعتهم ويتعاونون فيما بينهم تحت قيادات موجهة قصد الإضرار بالمجتمع :فمثلا نادي المطلقين الذين جعلوا الطلاق  مناسبة فرح وهي من العادات الغريبة التي غزت بعض المجتمعات المسلمة حيث تقوم

المرأة  بعمل حفل بمناسبة الطلاق، وفي نظرهن- مظهر من مظاهر التعويض عن

الحزن والأسى والألم التي عاشته المرأة طيلة عمرها مع زوجها،الطلاق في أصله مثار حزن لا مثار فرح وسرور، فهو هدم أسرة، مهما كان بين الزوجين من اختلاف،ولهذا، فإن الإسلام وضع كثيرًا من الموانع لإيقاع الطلاق ، واستعمل فيه منهج الوقاية قبل أن يكون علاجًا، ففي الحديث الذي أخرجه مسلم بسنده عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي لها آخر”، والحديث وإن كان موجهًا للزوج، فهو أيضًا موجه للزوجة بدلالة المخالفة فإن كرهت الزوجة من زوجها خلقًا، رضيت منه آخر، وذلك راجع لطبيعة اختلاف الجنسين، كما قال تعالى: وَلَيْسَ

الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى فلابد أن يدرك الزوجان أن طبيعتهما مختلفة، فلا ينتظر الزوج أن تعامله الزوجة بعقله، ولا تنتظر الزوجة أن يعاملها الزوج بعقلها، بل هما مختلفان للتقارب والتجانس والتكامل. ومع هذا فإن وقع الطلاق فهو ليس مقام  للفرح  فإن هذا مما لا يعرف منذ بداية الإسلام، بل لم يعرف في سلف ولا خلف، وهو والحمد لله من غرائبه، وليس من عاداته وتقاليده، فالطلاق مما يؤسف له في الجملة، وهو في الشريعة ليس مقام فرح،

بل هو مقام صبر على قدر الله تعالى من تفريق أسرة، وتشتيت أولاد، وقد ورد في الحديث عند أبي داود في سننه: أبغض الحلال إلى الله الطلاق فهل يحتفل بشيء يبغضه الله تعالى؟

فهو مفهوم الحرية الخاطئ الحرية الصحيحة هي قُدرة الفَرد على اتّخاذِ القَرارات التي تخصّه بشكلٍ مناسِبٍ، ويكون اتّخاذ القرار دون تدخّلٍ من الآخرين بشكل معنويَ، أو

ماديّ ودون إجبارٍ من أحد أو اتّباع أي شخصٍ، وقد تكون هذه الحريّة حرية التفكير، أو حرية التصرّف والسلوك، أو حرية التحدّث، وتحتاج الحرية الصحيحة إلى أن يَحترم الشّخصُ نفسه ويحترم الآخرين والمجتمع والدّين والعادات والتقاليد والقوانين والأنظمة

الحريّة الخاطئة هي أن يُنفّذ الإنسانُ ما يريدُه  دون النّظر إلى المحيطين أو مراعاتهم أو مراعاة العادات والتقاليد في المجتمع أو الدين، فيمارس الشخص ما يحلو له دون الرّجوع إلى أيّ مبدأ أو دين، وقد يعود هذا الفهم الخاطىء ومن ثم يدخل صاحبها في المحظور والمنهي عنه والله يقول (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون )

 

 

 

على المجتمع أن يعلم الأبناءِ الأخلاقَ الفاضلةَ واحترام حُرّيات الآخرين ونشر الوازع الدينيّ  و التوعية بمفهوم الحريّة السليمة وتوضيح حدود هذه الحرية بالنسبة للأفراد وبالنسبة للمجتمع ككل، ونهيهم عن السلوكيات الخاطئة؛ وتعليم إحترام حريّات الآخرين ورَغَباتِهم ولا يُحاول تجاوز حدودِه.

وتطبيق القوانين والأنظمة، وفرض العقوبات الصّارمة على من يُحاول اختراقَها أو يتعدّى حدودَه ويعتدي على حريّات الآخرين ومن يتعد  حدود الله  فقد  ظلم نفسه

لقد تجمدت المشاعر خلف أصوار عوالمنا الافتراضية، وبدأت تتوافد أفكار ومفاهيم كما ذكرنا تنذر بخطر جسيم

نترك ذلك التساؤل للفقهاء وعلماء الاجتماع لمعالجة  مثل هذه الظواهر ولنحذر من الجيل القادم سيظهر بألسنة إليكترونية أبكم أصم نسأل الله اللطف والعافية.

على المؤمن  أن يفرغ الوقت للوازع الديني والتمسك بالدين  أكثر من أي وقت مضى  ويُعد له الجهد ويشحذ له الذهن بالتركيز بالصوت والألسن بعيدا عن لغة وسائل التواصل الاجتماعي من قص ولصق  كلام يخرج من القلب ويعبر عنه اللسان وتسمعه الملائكة  ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد   فنحصر حاجاتنا ونكرر الدعوات في الليل والنهار  بالصوت  فالدعاء وصلاة  والذكر بصوت وقلب مخموم .

بقلم الأستاذ/ قسول جلول

باحث وإمام مسجد القدس حيدرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *