فضيحة من العيار الثقيل ….التمس لأخيك سبعين عذرا ؟,,,,ولكن هؤلاء التمس لأخيك سبعين إدانة …؟.
عناوين كبيرة وعريضة تقرأها في الصفحات الأولى للجرائد وتسمعها في القنوات، سريعة الظهور كثيرة الاهتمام ترفع نسبة المشاهدة والقراءة عند المتعطشين لسماع مثل هذه العناوين لايترددون في نشرها بل يتلذذون بسماعها ، ويتغذون بأكل لحومها ،وهذه الفضائح تفرحهم يتلذذون بألام الناس ويحزنون لأفراحهم ,,,
تربك العدالة ، تصدم المجتمع ، تنشر اليأس والقنوط ، تنزع الثقة ، تزرع الشك
حتى ولو كان صاحبها متهم فالتعاطي معها بهذا الأسلوب يترك أثره ويؤسس لفكرة خطرها وأثرها أكثر مما تتركه أثر المخدرات؟
كمال البوشي نموذجا ….لماذا اختفت منها كلمة المآمرة على الجزائر …لماذا اختفت كلمة ضرب شباب الجزائر …لماذا لايقولون هذا صراع إقتصادي أو هذا صراع سياسي وووولماذا لا يقولون هذه جريمة عابرة للقارات وأن الطرف الجزائري ضحية الخ
فالتحقيق لا زال في بدايته والعدالة لم تصدر بعد أحكامها ….فهؤلاء حكموا وأصدروا أحكاما.شرعية وقانونية بأن اللحم حرام والمساجد التي بناها لابد من هدمها حكموا قبل حكم العدالة وافتوا قبل مجلس الفتوى اتقوا الله عباد الله
ماذا يقول هؤلاء لو يجدون أن القضية ملفقة لعدم كفاية الأدلة طبعا سيتهمون العدالة …؟
فبمجرد نشر الخبر أن يُقال فلانٌ يفعل كذا أو فلانة فُعلَ بها كذا لمجرد الفضيحة فهو حرام،
(من يريد أن يستره الله يوم القيامة عليه ألا يفضح أحداَََ )
عن ابي هريره-رضي الله عنه-: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “لا يستر عبد عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة” .
قديما كنا نقرأعن إثبات انتهاك الأعراض ، وحفاظا عليها لأنها من الكليات التي حفظها الاسلام حتى نظن أن إثباتها من المستحيلات ولذا شرع الإسلام حد القذف من أجل الستر؛ حتى لا تصبح الأعراض عرضة للقيل والقال، ولأجل الستر جعل الإسلام ف شهود لإثبات جريمة الزنا صونًا للأعراض، والحرمات، ومن اجل الستر نهى الإسلام عن التجسس على الآخرين
فإذا كان الإسلام شدد في إثبات جريمة اعراض الناس …فإن التكنولجيات الحديثة فضحت وكشفت كل ما ستره الإسلام
لكن الآن وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيات الحديثة فضحت الناس وهدمت العلاقات الاجتماعية …
فأصبح رجل واحد يمكن تسجيل فعل منهي عنه صوتا وصورة بدقة متناهية ….هل هي كافية في أدلة الإثبات ؟
وما حكم ترويجها والإشهار بها عبر وسائل التواصل من المنظور الإسلامي ….؟كما هو واقع في حياة الناس
نسأل أهل القانون وأهل العلم والمختصون في إسقاط الأدلة الشرعية وقياسها
على الوقائع الحالية ؟ هل تبنى عليها الأحكام ؟
إلى هؤلاء الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، اعلموا أن لكم عذاب اليم في الدنيا والآخرة.
فظاهرة الفضح والفحش أصبحت تهدد المجتمع في مثل هذه القضايا وغيرها
وأصبح كل الجزائريين الأصل فيهم الإدانة حتى تثبت البراءة لماذا ؟
فالفضح وعدم الستر يسري في عروق الناس مجرى الدم
فالمجلات تنشر ، والإذاعات تتكلم والفيديوهات تصور فهذه الأعمال بعيدة كل البعد عن الستر والعفة والحياء والحشمة.في الإسلام
فخلق الستر هو خلق قرآني ، ليتنا نتحلى به جميعاً، الستر؟ فهو إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم، وعدم فضحهم. لذا فالله عز وجل ستير يحب الستر، ويستر عباده في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدنو أحدكم من ربه فيقول أعملت كذا وكذا؟ فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا يقول نعم فيقرره ثم يقول إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيغفر الله له الذنوب» البخاري
“لا تكن عونا للشيطان على أخيك، أو أختك. قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: رأيت فلانا يزنى بفلانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هلا سترته بثوبك

فالفضائح شملت حتى أسرار الزوجية على المباشر وفي القنوات
يجب ستر أسرار الزوجية: فالمسلم يستر ما يدور بينه وبين أهله فلا يتحدث به أمرنا الإسلام بذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها» (رواه مسلم وأبو داود
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه» (رواه
البخاري
نقول لهؤلاء الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، اعلموا أن لكم عذاب اليم في الدنيا والآخرة
بإشاعتكم الفتنة بين الناس والطعن في أعراض الناس وبصور بعيدة كل البعد عن الستر والعفة والحياء والحشمة
وقنوات كل كلامها وبرامجها فضح الناس هذا قال، وهذا فعل، …..والهدف من ذلك نشر العداوة والبغضاء بين الناس واستفزازهم وتخويفهم وحتى تهديدهم ….؟
فالله عز وجل من أسمائه الحسنى أنه ستار، وقد يظهر الله محاسنك، ويستر عن الناس عيوبك، والمؤمن الصادق له من هذا الاسم نصيب، المؤمن الصادق ليس فضاحاً، بل يستر على الناس عيوبهم وأخطاءهم.
وقد وجهنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا الأمر في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن ابي هريره-رضي الله عنه-: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “لا يستر عبد عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة” .
والستر هو إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم، وهذا ليس معناه الرضا والقبول مما يُفعل من الفواحش والآثام إنمّا معناه عدم الفضيحة ونشر الخبر بين الناس ليكون هناك فرصة لهذا العاص أن يرجع إلى الله ويتوب، وكذلك لعدم نشر الفاحشة وأمور السوء في المجتمع.
وتحكي لنا السيرة الشريفة ما وقع من أحد الصحابة الكرام وهو ماعز بن مالك الأسلمي، أحدُ الأصحاب الأخيار، زين له الشيطان الوقوع في الزنا، فتاب توبة نصوحا واحترق قلبه، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقيم عليه الحد، وهنا قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ارجع أربع مرات ليستر على نفسه، ولكنه ألح في الاعتراف فأقيم عليه الحد، واستغفر له النبي ودعا له.
أقرب للرجوع والتوبة والخلاص من هذه الفواحش، وهذا حُكم الستر مطلوب في حق الغير وفي حق النفس، فلا يجوز شرعاً لإنسانٍ سَترَ نفسَه بفعل الحرام أن يُشاع خبره ويُفضح بين الناس إلا لضرورة شرعية كالتحذير ونحوه. أما لمجرد
نشر الخبر أن يُقال فلانٌ يفعل كذا أو فلانة فُعلَ بها كذا لمجرد الفضيحة فهو حرام، وحتى في حق نفسه الإنسان ليس له أن يتكلم عن نفسه ويفشى ما فعله من محرمات ولو مضى عليها الوقت والزمن.
وقد حدث في عهد أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أن تقدم رجلًا رجل للزواج من امرأة، وكان لها سيرة مع رجل آخر، إلا أنها تابت إلى الله وحسن حالها، فما كان من أبوها إلا أن حكى مضيها للخاطب مما هو مستور، فلما علم سيدنا عمر أرسل إلى الأب وعاتبه، وقال له: “لقد كشفتَ سِتراً سَتَرهُ الله لأنّ عُدتَ إلى هذا لأفعلنَّ بكَ شىء يكونُ عبرةً للناس”.
وقد شرع الإسلام حد القذف من أجل الستر؛ حتى لا تصبح الأعراض عرضة للقيل والقال، ولأجل الستر جعل الإسلام ف شهود لإثبات جريمة الزنا صونًا للأعراض، والحرمات، ومن اجل الستر نهى الإسلام عن التجسس على الآخرين.
إن من يطلب أن يستره الله يوم القيامة عليه ألا يفضح أحد، ولا يفرح أبدًا بفضيحة احد ولا يسعى إلى ذلك بأي طريقة، فباب التوبة مفتوح ولا نتدري لعل الله يتوب عليه فيبقى على من فضحه إثم نشر فضيحته.
وكذا على المؤمن أن يستر نفسه ولا يجاهر بالذنب، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله، هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.
بقلم الأستاذ/ قسول جلول
إمام مسجد القدس حيدرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *