أشاد سفير جمهورية أوكرانيا بالجزائر الدكتور مكسيم صبح، بموقف الجزائر الثابت وتمسكها بالقوانين الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة المتمثلة في احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك في إشارة إلى البيان المشترك الذي صدر عن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خلال زيارة قادته للصين.

وقال السفير الأوكراني، في ندوة صحفية نظمها اليوم الإثنين، بمقر سفارته بالجزائر العاصمة والتي تعد الثانية له منذ بدء الصراع في بلاده: ” لقد إطلعنا على البيان المشترك ونرى أنه صريح وعاقل، جدّي وملتزم، نقدر موقف الجزائر والصين ونُشيد ونرحب بما صدر عنهما، مضيفا أن البيان يهدف لوضع حلاٍ للقضية الأوكرانية، ووقف الحرب الروسية.

وبخصوص دعوة متطوعيين للقتال في أوكرانيا ضد روسيا، قال السفير أن هناك فيلق دولي كان قد تم تشكيله بعد العدوان يضم متطوعيين من دول كثيرة أتوا بمحض إرادتهم لمواجهة العدوان الروسي، وبناءاً على الخطوة التي قامت بها موسكو من خلال دعوة المرتزقة من الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص السوريين، بعدما عجزت عسكريا وهو أمرٌ مخالف للقوانين الدولية، مضيفا أن السلطات العليا في أوكرانيا قامت باتخاذ تعليمات سياسية متمثلة في مرسوم رئاسي مفاده فتح الأبواب أمام كل من يريد أن يقف بجانب أوكرانيا لوقف الغزو الروسي.

وبخصوص رفع العقوبات المتنوعة المفروضة على روسيا، قال ذات المتحدث إنها مرتبطة بوقف الأعمال العدوانية ضد بلاده، وسترفع فور انسحاب القوات الروسية الأراضية الأوكرانية.

أما في ما يخص إمكانية لقاء الرئيسين زيلنسكي وبوتين أشار الدبلوماسي الأوكراني أن ذلك مرتبط بعدم إستباقية الشروط الغير طبيعية التي تريد موسكو فرضها على كييف من بينها القبول تبعية جزيرة القرم لروسيا، والإعتراف بما يسمى بجمهورتي لوهانسك ودونيتسك، والتوقيع على وثيقة الاستسلام، وهو أمرٌ مخالف للقوانين الدولية بوصفه تعدياً على سيادة الدول، ولا يمكن تصوره لدى الأوكرانيين، مبدياً في نفس الوقت استعداد بلاده مناقشة بعض الأمور السياسية مع الجانب الروسي كالوقف الفوري للإطلاق النار، وسحب القوات الروسية، وفتح ممرات إنسانية.

وفي رده على استفهامات الصحفيين بخصوص مقارنة العدوان على بلاده ونظيره في غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، قال السفير مكسيم صبح، أن مسألة بلاده ليست سياسية بقدر ما هي مسألة وجود نكون أو لا نكون، مضيفا أنه لا يجب أن نعتمد على لغة العواطف خلال مقارنة العدوان الروسي على بلاده وما يحدث في غزة بل وجب التركيز على الجانب القانوني، مشيرًا أن صوت كييف كان دائما متناسقا مع صوت الاتحاد الأوروبي الذي كان يدين الهجمات التي تتعرض لها غزة، مؤكدًا أن أوكرانيا تدعم الحق وتقف مع الشرعية الدولية.

الطاهر سهايلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *