أكد موسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية أنه لابد من الاستجابة لمطالب الحراك وإشراك الشعب في عملية الحوار منوها بأهمية إيجاد شخص يلقى القبول لقيادة فترة انتقالية لبناء دولة الشعب يسيرها دستور الشعب .

– بداية كيف تقيم الحراك منذ بداياته في فيفري 2019 ؟

أظن أن الحراك احتضن مطالب الشعب وهو انتصار في حد ذاته فمنذ الاستقلال، الجزائر تعيش في أفقية بتعاقب هذه الأنظمة وهذه الحكومات التي كانت تغيّب سلطة الشعب والنظام الديمقراطي الشعبي الذي ولد من بيان أول نوفمبر فالحراك هو حق مشروع وانتصار ديمقراطي

وهل حقق كل مطالبه حسب رأيك ؟

بالنسبة للمطالب فإننا ننتظر استجابة فورية وأن لا يقلل من هذه المطالب أو يستهان بها فالأمر لا يحتمل التأجيل ولا يمكن أن تدوم العملية أكثر من هذا لتصبح مشكل عويص فغياب سلطة فعلية هو مشكل في حد ذاته ، فعلى من يريد الخير للجزائر و الجزائريين المساعدة في الاستجابة لهذه المطالب لنبني جزائر الغد فالجزائر قدمت الشهداء لكن من توفى حقها بالشخصيات التي جاءت بعدهم، فعليهم أن يحركهم الضمير واستجابتهم  للعدالة والمساواة

قد رفض الحراك منذ بدايته كل أسماء الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية سواء معاضة أو موالاة؟

في الواقع رفض الحراك لأسماء الأحزاب الموجودة للحوار و المفاوضات هو أمر منطقي ، فالحوار لا يمكن أن يكون إلا مع من يتميز بالنزاهة وهو أمر مشروع مادامت تعرض وثيقة الحوار للاستفتاء الشعبي أو عن طريق ندوة بمشاركة كل الأطياف لتنتهي بمنطلقات لكن هذا لا يعني أن لجنة الحوار هي من تحدد مصير الأمة

إذن كيف يمكن أن تساهم لجنة الحوار في حل الأزمة ؟

كما قلت لا يمكن لهذه اللجنة أن تحدد  مصير أمة وهذا ما وقعت فيه الجزائر غداة الاستقلال عندما  خرج أحمد بن بلة بدستور لم يلبث أن يتغير ، فلابد إذن أن يخرج الحوار باقتراحات نهائية و أن يشارك بها شمولية الشعب الجزائري و أن تكون فكرة مغايرة لما كانت عليه وهي ما أوصلتنا إلى لا استقرار دستوري تغير  مع تغير الرؤساء

ماهو المطلوب لتفادي ما وقعت به الجزائر سابقا ؟

لابد من إشراك الشعب وليس الانفراد باقتراحات النخبة كما مر بالجزائر في الماضي وهذا إحدى التراكمات التي جعلتنا اليوم نعيش هذا الوضع ، فالمشكل الذي كنا نقع فيه هي اختيار أقلية للتخطيط خارج أراء الشعب التي لم تكن تأخذ بعين الاعتبار رأي المواطن البسيط أو عامة الشعب فأؤكد على إشراك كافة أطياف الشعب الجزائري قبل أن تكون حصيلة نهائية

هل حان الوقت لإيجاد شخصية  تمثل الحراك وتلقى الإجماع ؟

الإشكالية التي تطرح في هذا الموضوع هي من يختار هذا الممثل للشعب ؟ لذا فمن رأيي هي أن تختار مجموعة للحوار وهي التي تختار ممثل يتحدث باسم الشعب لأنه لا يمكن للسلطة الحاكمة أن تختار ممثل للشعب وذلك بندوة وطنية شاملة تنسجم فيها مجموعة وتبدأ الحوار ، لكن لا يمكن أن نجعل أسماء كابن صالح أو غيره  تعيين هذا الممثل وهذا العائق الذي نتخبط فيه حاليا فلابد أن نوّلد ثقافة بناء دولة حقيقة لا دولة جماعة معينة وهذا لن يكون إلا بإشراك الشعب كفيصل .

هناك عديد الدعوات لإقامة انتخابات رئاسية معجلة فما هو رأيك إزاء هذه الدعوات ؟

في الواقع لا يجب أن نقول رئيس بل انتخاب هيئة أو رئيس يتلقى شخصه الإجماع  للذهاب إلى مرحلة انتقالية ويحقق نوع من الرضا لدى الأغلبية السياسية و الجمعوية يعين شخص لمدة معينة ريثما نعيد ترتيب الأمور من دستور ، فلا أمانع إقامة انتخابات لكن لفترة انتقالية يزكى من طرف الشعب ، فالمشكل أننا نعيش فترة انتقالية برئيس عينه الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة نفسه ولم يعينه الشعب

في حالة إقامة انتخابات رئاسية هل سيترشح موسى تواتي ؟

لا ، لا يمكنني الترشح لمرحلة دائمة أو أبدية كما تعودنا عليها إلا في حالة انتخابات لمرحلة انتقالية من أجل تهدئة  الوضع وإرجاع الثقة للمواطن الجزائري في دولته ومؤسساته ، فهي مسؤولية إخراج الجزائر من الأزمة وإعادة السلطة  للشعب ببرنامج هادف ودستور شعبي وليس للأنظمة كما تعودنا في فترة لا تتجاوز سنتين    .

     إذن أول ما يجب أن يعاد النظر فيه بعد المرحلة الانتقالية هو الدستور ؟

طبعا فكما قلت لابد من دستور جزائري شعبي لا يخدم الأنظمة فحسب بحوار شامل وواقعي بعيد عن المراوغات فالمشكل منذ البداية هو الدساتير التي تخدم أراء الأقلية ولا تأخذ رأي المواطن البسيط وعامة الشعب في كل المجالات لبناء دولة شعب و أن يكون الرئيس خادم للشعب و أخذ رأيه على محمل الجد و عدم احتقاره

هل ترى أن الحوار هو الحل و الطريق الأوحد للخروج من الأزمة ؟

يجب  أن نتخلى عن فكرة وجود إجماع كلي حول شخصية معينة تقود الحوار فحتى الرسول عليه الصلاة والسلام وهناك من عارضه وحتى الصحابة فعليه يمكن أن يكون إجماع جزئي أو بأغلبية فقط  فالآراء تختلف

إذن سبب فشل لجنة الحوار ليس أزمة غياب شخصية قيادية تحقق إجماع بل اختلاف رؤى ؟

من سابع المستحيلات أن نجد لشخصية إجماع كلي مع آلاف الآراء و المعتقدات و المصالح و الأفكار فالإجماع الكلي غير موجود و الإجماع الجزئي يخضع لرأي الجماعة وإلا ستصبح قضية ملك و أتباع

بالعودة للحديث عن الحراك ما هي الرهانات المفروضة عليه حاليا ؟

الحراك في كل الأحوال على حق و صواب فهو يطالب بحقه المشروع وسلطته             و مشروعيته ، فلابد أن يستجاب له في أي نظام ديمقراطي فحتى الأنظمة الملكية في العالم تحكم من صوت الشعب فالملك هو المفوض لا ينفرد بالقرار فلابد أن يجعل الحراك مطالبه حقيقة لبناء دولة مستقلة فعليا و الدليل على ذلك أننا نتخبط مع فرنسا

الحراك متواصل، فماذا تقول للمتظاهرين؟

طبعا هم على حق وفي الطريق الصحيح و نحن من لم نكن في مستوى التطلعات ولم نكن نملك القدرة والشجاعة على الوصول إلى ما أرادوه في كل المحطات التي مرت بها الجزائر والشكر جزيل الشكر لهذا الشعب

حاورته هاجر بسام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *