بقلم : إمحمد بوعزارة

أتابع من حين لآخر بعض التحليلات في عالم السياسة من خبراء متعددي الاختصاصات و اصحاب التحليلات الاستشرافية ..
هم يتحدثون في السياسة.. يتحدثون في الاقتصاد..يتحدثون في المسائل الأمنية والثقافية والاجتماعية و في كثير من العلوم بما فيها العلوم الدقيقة فتتوهم انهم خبراء و موسوعيون في شتى التخصصات ..
عندما شرعت عام 1976 في تقديم برنامجي السياسي :من (قضايا الساعة) و الذي أصبح يحمل لاحقا عنوان :(قضية و تحليل ) على امواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية كنت اضع في حسابي أن معالجة أية قضية تقتضي مني الرجوع أحيانا إلى عشرات الوثائق و المراجع رغم قلتها في تلك الفترة، و الاستعانة بأكثر من خبير رغم ندرة الخبراء..
و مع ذلك لم اعتبر نفسي لا محللا و لا خبيرا في السياسة و لا في اي مجال آخر رغم أن ذلك البرنامج استمر لمدة عشرة اعوام ، و كان بعض الوزراء يسجلونه ليعودوا له كمرجع عند الضرورة كما ذكر لي ذلك عدد منهم..
ما اكثر محللي و خبراء اليوم ممن باتوا يتهافتون على القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي ويقدمون انفسهم خبراء في علم السياسة و استشراف ما لا يستشرف!! ..
و ما اكثر الذين باتوا يعطوننا دروسا في كل العلوم .!!
ملاحظة:
انا اعني من يطلقون على انفسهم بالخبراء و الذين يتحدثون في جميع المجالات بعيدا عن التخصص..حتى صرنا نجد المخبر يطلق على نفسه بالخبير الاستراتيجي و الخبير الامني و الاقتصادي و السياسي و في الدستور و مختلف القوانين العام منها و الخاص و ربما هو لا يفرق بين قانون و قانون من القانون العادي و القانون العضوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *