خلال افتتاح منتدى رجال الأعمال الجزائريين والأتراك بفندق الشيراتون في ظل غياب لافت وغير مفهوم لرئيس منتدى رجال الأعمال الجزائريين السيد علي حداد ؟!! ألقى الرئيس التركي السيد طيب رجب أردوغان كلمة عرض فيها أهم المنجزات التي حققتها تركيا خلال السنوات القليلة الماضية، ومما جاء فيها:

1. تحقيق تركيا نسبة نمو اقتصادي تقدر ب 5.5 ٪ رغم الأزمة الاقتصادية العالمية والطموح إلى تحقيق نسبة 7.5 ٪ خلال السنة المقبلة !!
2. إنشاء بنى تحتية هائلة منها: شق أكثر من 24 ألف كيلومتر من الطرقات المزدوجة (مشروع القرن عندنا 1200 كلم بتكلفة فاقت 18 مليار دولار ؟!!)، تشييد ثلاث مطارات عملاقة في اسطنبول وحدها، واحد منها يعد أكبر مطار في العالم بطاقة استيعاب تقدر ب 150 مليون مسافر سنويا، إنجاز أنفاق عملاقة، …
3. إنشاء مدن طبية بأكملها متعددة الاختصاصات وتحول انقرة إلى قطب صحي عالمي.
4. إنشاء أكثر من 110 جامعة وفتحها أمام طلبة العالم ورفع ميزانيات البحث العلمي وتشجيعه.
5. تحقيق ما يشبه الإكتفاء في المجال الزراعي والسير على نفس الخطى في مجال الصناعة الحربية.
6. تحول تركيا إلى البلد الأول في العالم من حيث حجم المساعدات التي تقدمها إلى فقراء العالم وضحايا الحروب والدول ذات الموارد الضعيفة (مقابل قفة رمضان عندنا بقيمة 5000 دج للعائلة بأكملها؟!!).
7. تبوأ تركيا مراتب متقدمة على المستوى الأوروبي والعالمي تتراوح ما بين المرتبة الأولى والسابعة في مختلف الصناعات مثل الحديد والصلب، النسيج، الزجاج، مواد البناء، الإنتاج الزراعي والصناعة الغذائية، …

الحصيلة السالفة الذكر التي تقدم بها السيد أردوغان برأس مرفوع جعلت مسؤولينا ينظرون إلى بعضهم بدهشة واستغراب تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت، وكان بعضهم يعض شاربه (الموستاش)، وبعضهم الآخر يتابع الكلمة بعيون مفتوحة، فاغرا فاه كالتلميذ البليد الذي لم يستطع استيعاب الدرس؟!!

لقد كانوا في حالة من الدهشة والتعجب كأن على رؤوسهم الطير، وهم الذين لا يتوانون عن استدعاء الشر والخوف والجوع من حين لآخر ، ويسارعون إلى رفع الأسعار ويدعوننا إلى التقشف في المأكل والمشرب والملبس والسفر عند كل هزة يتعرض لها النفط في الأسواق العالمية لدرجة أصبح تناول الياؤورت وحليب الأكياس (المفقود حاليا) من قبل أطفالنا نوع من الإسراف والتبذير يجب الكف عنه وهذا حسب تصريحات رسمية للمسؤول الأول على رأس الجهاز التنفيذي؟!!!

لقد فضحت كلمة السيد أردوغان مسؤولينا وعرتهم أمام شعبهم وكشفت عجزهم الفاضح في التسيير سواء في الرخاء أو الشدة وكانت بحق درسا بليغا في فنون التسيير الراشد حتى في ظل الأزمات والانقلابات.

فهل يعتبر هؤلاء الفاشلين ويستفيدون من التجربة بعقل مفتوح بعيدا عن الخلفيات الإيديولوجية والثقافية العمياء؟!! وهل يأخذون الدرس من بلد شقيق وصديق نملك الأفضلية عنه في كثير من المعطيات الجغرافية والاقتصادية.

سعيد قادري

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *