بقلم / د. عبد الجليل مرتاض
ظاهرة التشابه بين اللغات ظاهرة لا ينكرها إلا قاصر في الموضوع… وهذا ما أبديته في أكثر من مقالة وكتاب .. لكن التشابه بين اللغات شيء والجزم بتوطين لغة أصلا لسائر اللغات شيء آخر..ِ..نعم المقارنة بين لغتين أو أكثر ممكنه جدا بعيدا عن أي تعسف .. لكن القول بلغة أم ولغة فرع قول يحتاج إلى جهود بحث وتنقيب على المستوى العالمي كله بكل تجرد من العاطفة والدين والهوية والعرق والأنا…وهذا في اعتقادي لن يحدث قريبا ولا حتى بعيدا لأن الحقيقة عاده ما تزعج القوي المتقدم أمام ضعيف متخلف مثل العرب … وكل مقارنة لسانية عالمية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ألوفا من اللغات التي يدل وجود اختلافه على آية من آيات وجود الله “ومن آياته حلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم”. واللغة مثل متكلمها لها الحق في الحياة كحق صاحبها في تعاطيها والتواصل بها إن مشكل اللغة العربية ليس في ثرائها أو فقرها في قدمها أو حداثتها في صعوبتها أو سهولتها ومرونتها بل في استعمالها ولاشيء في لغة غير الاستعمال لأن حياتها وازدهارها وبقاءها في استعمالها وموتها وانحطاطها واندثارها في غياب توظيفها في جميع الأصعدة والمستويات يتقدمها جميعا الجانب التربوي التعليمي ثم التطبيقي في المحيط والمصنع والإدارة والدبلوماسية والبحث العلمي بكل أشكاله واختصاصاته …وساعتئذ يمكن أن نفتخر بلغتنا العربية أمام اللغات العالمية