بقلم : حسان زهار
منذ مؤامرة تسريب أسئلة الباكالويا في دورة 1992، التي أطاحت بالوزير علي بن محمد، كان واضحا أن اللعبة كبيرة وخطرة، وأن المدرسة ستكون في أعقاب الانقلاب العسكري على إرادة الشعب، على رأس الأهداف التي يجب تدميرها كليا، قبل المسجد والأسرة التي جاء دورهما فيما بعد.
لقد كان علي بن محمد، الذي استقال بسبب مؤامرة تسريب الأسئلة من اللوبي المعادي لتطلعات الشعب، والذي سيطر على البلاد وقتها، بعد الانقلاب، آخر الوزراء المحترمين في هذا القطاع الحساس، ورغم أن بن بوزيد كان كارثة بكل المواصفات، إلا أن زمن نورية بن غبريط، تجاوز كل الحدود، وقد تبين أنها جاءت لاستكمال مشروع التدمير الشامل للمدرسة، بعد أن تم اختيارها بعناية لهذه المهمة، ولذلك فرغم التسريبات الكثيرة التي حصلت في الباكالوريا، ورغم الكوارث المستمرة في القطاع، موجات الاضرابات التي يقوم بها الأساتذة، تبقى بن غبريط في مكانها، لا تتزحزح، لأن القضية لا تتعلق بدور مهني، بقدر ما يتعلق بأداء مهمة تسندها في ذلك جهات نافذة.
إذن ما يحدث في قطاع التربية، لا ينبغي النظر إليه منفصلا عن الحالة الكلية للبلاد، ووضعية الخراب الشامل الذي انحدرت إليه، وما لم ينتبه الجزائريون لحجم المؤامرة التي تحاك ضدهم، وظلوا يتابعون الوضع فقط كمراقبين لا كفاعلين لهم كلمة الفصل فيما يجري في بلادهم، فإن الأمور ستسوء أكثر فأكثر، وربما حينها لن نكون مهددين في هويتنا وحدها، بل وفي وجودنا في حد ذاته.