إليك سيادة الرئيس كي لا يضيع الوطن
سيادة الرئيس لا تجعلوا الرجال يبكون على ضياع وطن العظماء..
لا أريد أن أدبج رسالة مطولة ..فالوقت ليس وقت خطب و لا تحليلات و الوقت ليس وقت رسائل ..
الوطن قد يضيع سيدي الرئيس لمن لا يصغي لصوت الشعب ..لا يمكن أن يكون الإنسان العاقل و خاصة من يتبوأ مثلك موقع القاضي الأول و حامي الدستور أن يكون ضد إرادة الشعب..
لم تكن مسيرات جمعة 22 فبراير و لا مسيرات جمعة الأول من مارس 2019 مسيرات عبثية و لا مسيرات تحركها أياد أو بيادق ..كانت مسيرات تعبر عن غضب شعبي كنا نحس به قبل ذلك في آهات الوطنيين و المواطنين عموما في المقاهي و المساجد و الشوارع ..
كنا نلحظه في العيون ..كنا نعيشه مع الهاربين في قوارب الموت الفارين من وطن كم كان الشهداء و المجاهدون الأصفياء يرسمونه لنا بكل الألوان الجميلة بعد استعادة الاستقلال .
سيدي الرئيس يا من ساندته بدون حدود و كنت من أبرز مؤطري حملته في 1999 ..
سيدي الرئيس يا من كنت واحدا من الرجالات الذين خلقوا الحركة التصحيحية في 2003 لدعمه في انتخابات 2004 ضد صديق كانت تجمعني به قبة البرلمان مواقف- و قناعات و فضلت لو فاز ذلك الصديق الذي عارضته بالقلم و اللسان في عديد القنوات التلفزيونية الأجنبية و في مختلف المهرجانات الشعبية بالوطن – أن أكون واحدا ممن كان سيزج بهم في المعتقلات أقول لو فاز ذلك الصديق في تلك الانتخابات التي وجدنا بعدها أن من كان يصفك جهارا نهارا بكل الاوصاف يصبح وزيرا او سفيرا أو نائبا في البرلمان ..
سيدي الرئيس انا المواطن الذي قلت في 2009 بأن الجزائر لم تعقر لانجاب من سيخلف بوتفليقة و دفعت من اجل ذلك ثمن الإبعاد..
سيدي الرئيس انا المواطن الذي جعل خمسة آلاف مندوب في المؤتمر الأخير لحزب جبهة التحرير الوطني و كان بينهم وزراء و شخصيات من الوزن الثقيل يقفون اثنى عشر مرة تصفيقا للائحة سهرت على اعدادها الليل كله و مع ذلك وجدتني لا أحوز حتى على عضوية لجنة في الحزب الذي آمنت بافكاره و ناضلت فيه كما فعلت انت مجاهدا بالأمس ..
سيدي الرئيس انا المواطن الذي قال بعظمة لسانه عام 2015 في احدى القنوات التلفزيونية أن السياسة لم تعد سياسة في هذا الوطن بعد محمد الشريف مساعدية و عبد الحميد مهري رحمهما الله و دفعت من أجل ذلك الثمن مرة أخرى..
إنني اناشدك سيدي الرئيس أن تصغي لأصوات الآلاف من أبناء هذا الشعب كي لا يضيع الوطن و كي لا يبكي الناس البسطاء و كي لا يبكي الرجال العظماء على وطن قد يضيع لا قدر الله..
مسؤوليتك كبيرة في هذا الظرف العصيب سيدي الرئيس..التاريخ لن يرحم ..
انني أكتب اليك كمواطن و كمثقف و مناضل مسكون بهموم الوطن بعيدا عن السياسة التي هجرتها منذ فترة..
أكتب اليك لتصغي لأصوات من خرجوا في مسيرات الليلة الماضية و ما قبلها.
بقلم : امحمد بوعزارة