لا تكرموه بعد أن وري التراب، دعوه يستريح، و لا تنغصوا عليه رقدته الأخيرة. محمد بن عياد الرجل الذي ملأ مناطق الساورة و شغل شبابها، خاصة في فترة السبعينات و ما بعدها ما بعدها، فترة الزمن الجميل للرياضة … يرحل هذا الهرم في صمت، بعد أن رحل عن مدينته و في القلب غصة الهجران و التنكر من قبل الأهل و الخلان … يرحل و لا أحد يذكر صولاته جولاته في ميادين كرة القدم، بقامته الفارعة و عينيه الصادمتين …لا أحد يذكر رئاسته للفاف في فترة التسعينات و علاقته الطيبة مع شخصيات وطنية و رياضية، و سعيه الدؤوب لفعل الخير و لم الشمل … هاهو يعود إلى مدينته مسجّى بعد أن خانه قلبه في لحظة صفاء، يعود ليدفن في مدينة القنادسة مهد التصوف و الروحانيات، غير بعيد عن ضريح سيدي امحمد بن أبي زيان … نم قرير العين يا ابن بشار الوفي، يا عنوان فتوة الشباب الطموح، و رمز التحدي، نم و لنعترف جميعنا، أننا كنا مقصرين، بل و متجاهلين بصمتك التي أدركناها اليوم بعد أن غيبك الموت …
بقلم: عبد القادر بن سالم