نادية تستنجد ما تبقى من إنسانية في الأطباء لانقاذ فلذة كبدها و أقرانه
تروي نادية ، معاناتها في المستشفيات طيلة 20 شهر ،وهو عمر ابنها إسلام الذي لم يستقر في بيت والديه مثل أقرانه، منذ ولادته، فبين إجحاف “بعض ” الأطباء و غياب الإنسانية في مركزها “وهو المستشفى” لم تجد نادية منبرا لتناشد به السلطات المعنية لإنقاذ ابنها وأقرانه، من مرض سكن جسدهم البريء سوى صفحات الاقتصادي.
و بوجه بريء بشوش ،دخل إسلام مقر الاقتصادي، و هو يرى أمه التي لم ينهكها مرض ابنها ،والذي تعتبره هدية من الله ، بقدر ما أنهكتها مراكز العلاج التي يتنقل بينها اسلام و سوء المعاملة التي يتعرض كل المرضى خاصة الأطفال.
فبين رحمة غائبة ،وبراءة تتألم رفضت نادية التزام الصمت ،رغب منها في تحسين أوضاع المستشفيات ،رغم أن الأمل متضائل في حالة ابنها .
بدأت معاناة نادية في الشهر السادس من حملها حين كشفت طبيبة النساء عن وضع الجنين في رحمها و أنه يعاني من عدة تشوهات في الرحم و أن الطفل لن يعيش و لن ينجو في كل الحالات :في الرحم أو حين الولادة ،أو بعد الإنجاب، يعني الأطباء من قرروا و حكموا على ما يوجد في رحمي و كانت الصدمة الكبيرة التي جعلتني أعيش ما تبقى لي من فترة الحمل في انهيار كبيرـ تقول نادية، الحمد لله كان زوجي عظيم و العظمة لله جعلني أتحمل الصدمة و جعلني أقف على كاحلي و كان الفضل الكبير لوالدتي و شقيقتاي و أهلي في تخطي ظروفي الصعبة في فترة حملي الأخيرة و بعدها جاءت ،فترة الإنجاب التي كانت أول مراحل العذاب و التي كانت مراحل مؤلمة و فضيعة حيث لا يوجد من يساعدك في إنجاب طفلك رغم إدراكك أنه سيكون طفل ضائع أو طفل معاق و كانت الصدمة الثانية أني عانيت مدة ثلاثة أيام في مصلحة الولادة بمستشفى مصطفى باشا الذي يخلو من كل وسائل النظافة وانعدام الرحمة في قلوب الأطباء إلا من رحم ربي، كانت ثلاثة أيام جحيم ترين فيها الأطباء يصرخون على من ستخرج منها روح الى الحياة و يقومون بضربها و هناك من لا نلاحظ حتى وجودها في غرفة ما قبل العمليات في غرفة الاستعداد للإنجاب.
غرفة ضيقة ، تستعد فيها أكثر من 20 امرأة حامل للولادة، حيث لا يوجد أسرة أو كراسي مريحة للجلوس،إذ تعاني المرأة الحامل في الجزائر و يعاني الجنين و الطفل في بلادي ،بعدها مررت بعدة مراحل في الإنجاب و التي كانت جحيما فضيعا قد يمر به الإنسان. فرغم أن وضع جنين هي أعظم الأشياء التي جعل الله المرأة متشرفة بها إلا أن عند بعض النساء في الجزائر هي أكبر ضرر تتعرض اليه،تضيف نادي، جاء اليوم الموعود و الذي كان فيه انجابي لطفلي عن طريق عملية قيصرية بعد مرور ثلاثة أيام من العذاب في قاعة الإنجاب المتعفنة و التي لا يمكن لبشري أن يتصور الوضع فيها .
جاء ابني بعد عذاب طويل في 12/01/2018 و الذي كان مصاب بمرض السبينا بيفيدا ،ولد ابني بمصلحة الولادة بمستشفى مصطفى باشا و الذي كان يعاني من تشوه يسمى بالسبينا بيفيدا و هو نوع من الأمراض التي لا يوجد له علاج ليس في الجزائر فقط بل في العالم ككل لكن خاصة أن حالة ابني السبينا بيفيدا هي من الدرجة الثالثة أي أعلى درجة في المرض ،بعد ولادة ابني بقيت ثمانية أيام في مصلحة الأمومة و الطفل بمستشفى مصطفى باشا للعلاج الأولي للنجاة و بعدها بدأ مشوار ابني مع مستشفى الأعصاب بساحة الشهداء مستشفى أيت ايدير أين حضي ابني بالعلاج الصحي و العمليات على نزع و إصلاح السلسلة و الشق الصدري و القيام بعملية زرع أنبوب من الدماغ الى الكيس البولي لإنقاص الماء الموجود في رأس ابني و الحمد لله نجحت كلتا العمليتين ،حيث قام بالعمليات في سن مبكرة كان لديه شهرين فقط و الحمد لله لليوم لم يعاني من أي خلل دماغي أو اضطراب عصبي و لهذا السبب لم أرد أن افقد ابني لأنه يحضى بكل قواه العقلية إلا أنه يعاني من الشلل في قدميه أي الشلل النصفي مما سبب له عدة أمراض أخرى في المسالك البولية
و الكليتين مما جعله يدخل للمستشفى للعلاج لأكثر من مرة ،حيث اصبح عدد الأمراض هذه السنة تسعة ، مما جعل الأطباء يجرون له عمليات أخرى للتخفيف من الالتهابات البولية التي يعاني منها و التي سببت له تعب كبير في الآونة الأخيرة.
لتختتم نادية،هذه قصة ابني للان و المحزن فيها أن الكثير من الأخطاء الطبية حدثت مع ابني للأسف ليس لان الطبيب وحده لا يعرف ربما السبب أيضا لان الطبيب نفسه صعب عليه مرض ابني خاصة مع نقص المعدات الطبية ، لتكتمل معاناة الأم و ابنها مع مستشفيات الجزائر.