دعا ناشطون في المجتمع المدني،وأخصائيون أرطفونيون الأسبوع الماضي بولاية بومرداس،السلطات المعنية بضرورة التكفل بفئة التوحد من خلال توفير المقاعد البيداغوجية اللازمة وضمان الكفالة النفسية والأرطفونية في مراكز مخصصة لهم.
تغطية : سارة العيبي
وعلى هامش يوم تضامني مع أطفال التوحد،احتضنه مركب الفراشة السياحي،ببلدية زموري بتاريخ 19 جانفي من الشهر الجاري،عرضت الأخصائية ازرارق روزا تجربة عيادتها الأمل في مرافقة فئة التوحد بإدماجهم في المجتمع من خلال القيام بخرجات إلى الأماكن العمومية حيث لمست المتحدثة ذاتها نتائج مبهرة توصلت من خلالها أنه يمكن إخراج الطفل التوحدي من عزلته بهكذا برامج،قائلة أن الجزء الأكبر في البرنامج لضمان نجاح رحلة المرافقة هو الإدماج في المجتمع بحيث لا يقتصر العلاج على العيادة،داعية في الوقت ذاته السلطات المحلية لتوفير فضاءات الترفيه لهذه الفئة.
من جهة أخرى،قالت الأخصائية الأرطفونية،عمراني سهيلة،أن أكبر مشكل هو عدم تخصيص أقسام خاصة في المدارس لهذه الفئة وقلة المراكز المتخصصة للتكفل بهذه الفئة.
وفي السياق ذاته،عرضت المختصة الأرطفونية لوزاعي هاجر الأخطاء التي يقع فيها المتخصصون عند تشخيص التوحد عند الطفل،منها إعطاء أدوية دون استشارة طبيب الأعصاب،برمجة حمية غذائية دون استشارة أخصائي التغذية،إلى جانب تشخيص التوحد من طرف مختص واحد عوض فريق كامل متكون من أرطفوني طبيب نفسي و طبيب أعصاب.
كما قالت المتحدثة ذاتها،أن أكبر خطأ يقع فيه المكلف بمتابعة الطفل التوحدي هو تشخيص الحالة بملاحظة الأعراض فقط وهذا خطأ
أما المختصة التربوية لأطفال التوحد بعيادة الأمل الأرطفونية آمال حمداش،فنبهت الحاضرين إلى نظرة المجتمع لأطفال التوحد ومدى تقبلهم ففي مداخلة لها،خلال اليوم التضامني،قالت أن فهم تصرفات الطفل التوحدي يساعده بدوره في تطور والتقدم في العلاج،منوهة إلى أن جزء من المجتمع يحطم هذه الفئة بعدم تقبله لها وعدم فهم التصرفات التي يقوم بها الأطفال التوحديين،وهو ما يتسبب في عرقلة برنامج العلاج وعدم استجابة الطفل له،داعية في الأخير المختصين إلى المساهمة في تثقيف المجتمع .
السلطات تتعهد بالمرافقة
وفي سياق إيجاد حلول ميدانية لفئة الأطفال المصابين باضطراب التوحد قالت الأخصائية الارطفونية أزرارق روزا لا يجب أن تقتصر الملتقيات والندوات و الأيام التحسيسية على البحث في أسباب التوحد و أعراضه لأننا تجاوزناه بل يجب البحث في حلول للتكفل بهذه الفئة.
وفي هذا الإطار،تعهد ممثل وسيط الجمهورية شلوق رفيق بتذليل كافة العقبات التي تواجه هذه الفئة وبالدرجة الأولى توفير المدارس والمقاعد البيداغوجية الضرورية،قائلا،أن الشيء الجميل في هذا اليوم التضامني هو تضافر الجهود لهذا لتوفير المدارس لهذه الفئة وكذلك المقاعد البيداغوجية اللازمة كما لا يفوتني أننا أن شاء الله سنحاول ما استطعنا من أجل تذليل كافة العقبات لهذه الفئة المنسية.
من جهته،قال رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية بومرداس،يوسف طلاش،أنه كممثل عن السلطات الولائية سينقل انشغال هؤلاء الأولياء إلى السلطات المحلية والسلطات العليا في البلاد،قائلا غادرت اجتماع المجلس التنفيذي للولاية ولبيت دعوة الحضور لهذا الحفل التضامني من أجل إعطاء دعم معنوي كما أزف بشرى صغيرة أن مديرية التربية للولاية تحت تصرف مديرية النشاط الاجتماعي وضعوا أقساما وقاموا بتجهيزها للتكفل بهذه طالبا من نواب المجلس الشعبي الوطني الذين حضروا الحفل التضامني،برفع انشغال هذه الفئة وإسماع صوتهم من أجل التكفل ببناء مركز خاص لأن هذا الأخير يتطلب ميزانية كبيرة،مختتما كلامه بشكر الأولياء على صبرهم قائلا سنرافقهم بكل ما أوتينا من قوة.
و رغم أنه لم يمض سوى وقت قصير على تنصيب المجلس الشعبي لبلدية زموري إلا أن رئيسه عمر حدوش قبل دعوة عيادة الأمل للتكفل الأرطفوني بأطفال التوحد،حيث قال :لم تكن لنا فكرة عن هذا الاضطراب وعن معاناة الأولياء و لهذا فتحنا الأبواب لها من خلال توفير ملعب لممارسة بعض النشاطات كما تعرفنا على الطفلة اريج صاحبة سبع سنوات وتتكلم أربع لغات و تعتبر نابغة في الرياضيات كذلك لهذا أبواب البلدية مفتوحة لهم وسنوفر لهم كل ما يطلبونه متعمدا بتخصيص قاعة دراسة مطلع العام الدراسي القادم.
ممثلة الصحة الجوارية :
تم إدماج 24 بالمائة من أطفال التوحد في المدارس
وفي مداخلة لها،عرضت مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج منايل العدد الإجمالي للمصابين باضطراب التوحد حيث قالت ان أول وحدة للمتابعة على مستوى ولاية بومرداس هي ببرج منايل والتي تأسست في ماي 2013 تحت إشراف أخصائي أعصاب أعراب ابراهيم،هذه الوحدة التي تم استحداثها تحولت إلى المركز الوسيط لمكافحة الإدمان على مستوى يسر في جوان 2014 .
أول ما قمنا به استحداث شبكة للتكفل بأطفال التوحد متكونة من أخصائيين عياديين،ومختصين في الأرطفونيا تم خلالها تكوين أزيد من 100 متخصص في المجالين من طرف الدكتور اعراب ابراهيم.
ومنذ 2013 تابعنا 1405 حالة منها 260 حالة على مستوى العيادة متعددة الخدمات بنشود بدلس و من بين 1405 حالة هناك 24 بالمائة تم إدماجهم في المدارس منها طفلة ستجتاز البكالوريا هذه السنة.
من بين الخدمات التي توفرها العيادة،توجيه الطفل للطبيب المختص الذي يوجهه بدوره إلى العيادة بالبلدية بحيث في كل بلدية يوجد ارطفوني ومختص في الطب النفسي العيادي.
هناك كذلك أخصائيين في طب الأطفال و الأطباء النفسيين في القطاع الخاص قمنا بإدماجهم لتضيف المتحدثة ذاتها؛قمنا كذلك بتنظيم حصص في العلاج الوظيفي إضافة إلى تدريب الأمهات وتعليمهم طرق التعامل مع الطفل التوحدي حيث قمنا بتشكيل مجموعتين الأولى للامهات لتدريبهم على مرافقة أطفالهم خلال العلاج والمجموعة الثانية للأطفال المتمدرسين.
لتختتم مداخلتها،قائلة انشغالنا هو دخول الأطفال المصابين باضطراب التوحد المدراس مع مرافقتهم من طرف مختصين وإدماج هذه الفئة في المجتمع وان يعيش الطفل التوحدي حياته كطفل عادي وليس كمعاق.
من جهته ؛قال الأمين العام لشبكة حقوق الإنسان أن هذه المناسبة هي لتقريب هذه الفئة من السلطات المعنية ونقل انشغالاتهم ؛كما أن انشغال الكبير لهذه الفئة هو توفير مراكز للتكفل بأطفال التوحد .
للإشارة؛كان الحفل من تنظيم الشبكة الوطنية لحقوق الإنسان مكتب ولاية بومرداس وعيادة الأمل