بقلم: قويدر نجيب يحياوي
المتتبع للعملية التربوية و التعلمية في الجزائر منذ اخر عقدين من الزمن تقريبا يجدنا نسابق كل الدول في العالم الثالث نحو الانحدار و التراجع و التخلف و رغم ان مرحلة السبعينيات و الثمانينات و بداية التسعينيات من القرن المنصرم كانت ملمحا للتطور على مستوى المنطقة الا ان الانتكاسات و اللعنات سادت العملية التعليمية برمتها بعد ذلك و اصبحت المؤسسات التعليمية مناطق مغلقة معزولة عن المجتمع و عن التطور الحقيقي في العالم بسبب التبعية المقيتة للفرانكوفونية من طرف بعض الاطراف . في اصلاحات المنظومة التربوية او ما يعرف بإصلاحات بن زاغو.
كانت المدرسة قبل ذالك شعلة من النشاط سوء اكان نشاطا رياضيا او ثقافيا او اجتماعيا او تربويا و كان المجتمع ينظر للمدرسة بعين الفخر و للمعلم بعين الاجلال.
اليوم سقطت ورقة التوت و تحولت مدارسنا بفضل سياسات وزارة التربية الوطنية الى سجن مجزء معزول اشبه ما يكون بسجن كبير مفتوح على الفضاء.
و الاساتذة والمشرفين التربويين يمارسون دور الحراسة و فرض النظام و التلاميذ يمارسون دور السجين الذي لم يرتكب ذنبا الا انه جاء ليتعلم و نجد الآلاف منهم يحاولون الهرب منذ اليوم الاول للعام الدراسي و اخرين يستيقظون بعد رحلة طويلة للأم و الأب محاولين إقناعهم بالذهاب الى المدرسة و في المدرسة تبدأ العملية التعليمية في أقسام مكتظة و سبورات غير صالحة وفي بعض الاحيان في شالهات مثل ماهو معمول به هذا السنة للقضاء على الإكتظاظ و تبدأ معها رحلة المعاناة للتلاميذ و الاساتذ