نظمت سفارة سفارة الأرجنتين بالجزائر بالتنسيق مع سينماتيك الجزائر، مساء أمس، عرض ومناقشة الفيلم الوثائقي “من السودان الى الأرجنتين” رحلة فريدة لمنقب الآثار إبراهام روزنفاسر، وذلك بحضور مخرجه ريكاردو بريفي والسفير الأرجنتيني لدى الجزائر ماريانو سيمون باردوس، وعديد السفراء المعتمدين بالجزائر، وصحافيين، ومهتمين بالشأن الثقافي.
الطاهر سهايلية
حيثيات الفيلم تنطلق من قصة بناء السد العالي في أسوان خلال الستينيات باعتباره تقدمًا حديثًا في ذلك الوقت، بينما اعتبره آخرون أنذاك، مستقبل بيئي غير مؤكد بسبب تآكل السواحل والمخاوف الصحية، متخوفين من خسارة المعابد المصرية القديمة التي لا تقدر بثمن، والمقابر والمواقع التاريخية الأخرى التي أذهلت الزوار لآلاف السنين.
لكن من بين أولئك الذين أدركوا قيمة الكنوز، هو المستكشف أبراهام روسينفاسر، عالم المصريات الذي ينحدر من مجتمع يهودي صغير في الأرجنتين.
يستكشف هذا الفيلم الوثائقي الكدح والمثابرة ومهارات بناء الإجماع الدولي، لابن مهاجرين يهود من أوكرانيا.
المخرج ريكاردو بريفي الذي كان حاضراً بقاعة السينما، وهو يرد على أسئلة الحاضرين، قال إن الفيلم يسعى للحفاظ على التاريخ النوبي، مضيفاً أنه “مع كل الأشياء السيئة التي تحدث، إنها قصة رجل رائع”… إنها قصة ملهمة تشترك الأرجنتين والسودان في حقيقة أننا مستعمرتان سابقتان… من هذه الفوضى، نحصل على أشخاص غير عاديين يجذبون الجميع إلى الأمام”.
يغوص فيلم بريفي، الذي تم تقديمه باللغة الإسبانية والمترجم بالفرنسية – حسب مخرجه – في المساعدة للحفاظ على المعالم والمواقع الأثرية. حيث قال بريفي “أعتقد أن العالم استيقظ على التأثير الهائل الذي ستحدثه البحيرة على تاريخ البشرية”، مشيراً إلى اختفاء مواقع أثرية عن الأنظار تحت عمق 500 قدم من الماء.
يشار إلى أن عرض الفيلم في نوفمبر 2022 يصادف الذكرى المئوية لاكتشاف عالم الآثار هوارد كارتر لمقبرة الملك توت عنخ آمون، مما يلفت انتباه العالم مرة أخرى إلى الأهمية الثقافية والروحية والتاريخية لكل من الإنجازات البشرية والتجارب الشخصية – وقيمتها العالمية الدائمة.