بين شغفها بالتأليف ،والبيئة التي تعيش فيها ،حاولت الشابة الطموحة وردة عترو أن تكون مثالا للمرأة الجزائرية الناجحة في كل المجالات، فرغم غربتها عن الوطن، وغربة الوطن عنها (امريكا) الا أنها استطاعت بطموحها تأسيس شركة خاصة بالتغذية الصحية ترجمتها في كتاب للاطفال و بثلاث لغات تحت عنوان ” انا مستعد للأكل ” الذي ستبرمج له جولات للبيع بالإهداء في الجزائر.
اولا كيف يمكن أن تعرف وردة عتوان نفسها للقراء ؟
وردة الانسانة الطموحة و لا حدود لطموحها، شاعرة، كاتبة ، مؤلفة كتب اطفال، و صاحبة شركة كيدشن بشيكاغو الامريكية.
انت صاحبة مؤسسة ناشئة في الولايات المتحدة الأمريكية كيف حققت هذا المشروع ؟
كانت لدي الرغبة في انشاء مشروع خاص بي منذ ان كنت في الجزائر و حين قدمت الى أمريكا اتجهت الى مجال الطفولة و بالتالي جائتني فكرة انشاء شركة في التغذية الصحية للأطفال بعد ان اتخذت الاجراءات الكاملة للحصول على رخصة ولائية في مجال التغذية و تكوين خاص للدخول في عالم الاعمال تحت ضوابط و قوانين ولاية ايلينوي في التغذية لأن كل ولاية تختلف عن الأخرى في كل المجالات.
تدربت و تحصلت على شهادات معتمدة في التغذية و كمدربة في المجال بدأت التسويق لشركتي من خلال جولات في المدارس و روضات الاطفال و حملة تحسيسية لتوعية الاسر و تحفيزهم على اقتناء الغذاء الصحي.
يقال أن الولايات المتحدة الأمريكية هي البيئة الملائمة للشركات الناشئة و لنجاحها هل هذا صحيح ؟
صحيح ،من حيث تسهيل خطوات انشاء الشركات فكل ولاية تضع قوانينها الخاصة لدعم الطاقات الجادة في انشاء مشاريع لطبيعة امريكا الاقتصادية الرأسمالية المشجعة لولوج عالم الأعمال في مجالات مختلفة اغلبها العقارات و التسويق و تغيب نوعا ما الشركات الحرفية او المتعلقة بعالم حساس كالطفولة و بالرغم من ذلك هناك منافسة شديدة بين شركات التغذية و خاصة ان اهمها مدعومة من مستثمرين و مشاهير و بالتالي تسويقهم يكون اسرع و اسهل عن المبتدئين.
كيف تقييم الصحة الغذائية في الجزائر ؟
الصحة الغذائية في الجزائر لا يمكنني تقييمها لأنني مقيمة في امريكا ما يقارب اربع سنوات و المعايير و النِسب تتغير بشكل مستمر عاما بعد عام.
ماالذي يمكن أن تقوليه عن طبيعة الأغذية في الجزائر؟ وخاصة الصناعة الغذائية ؟
على حسب ما اذكره ان طبيعة الأغذية في الجزائر ممتازة خاصة بالنسبة للمنتوجات المحلية لطبيعة الجزائر جغرافيا و مناخها مناسب جدا لتنوع المنتوجات الغذائية و ايضا اسلوب حياة الجزائريين البسيط و المعتمد على المأكولات المصنوعة في البيت فهذا شيء نعتبره في امريكا من الاساليب الصحيحة للتغذية و القيمة نظرا لكثرة المنتوجات المصنعة و سهولة اقتنائها بأسعار في متناول الجميع امّا المنتوجات العضوية و الطبيعية فهي باهضة الثمن و غير محفزة للاقتناء لجميع افراد و مستويات المجتمع الأمريكي و محصورة في بعض المتاجر اهمها “هول فوود” و ايضا ينتظر المعتمدين على اسلوب الحياة الصحي في امريكا لأسواق المزارعين و خروجهم في احياء معينه بمنتوجاتهم الطبيعية “فارمرز ماركت” و مشاركتهم في تجمعات داخل مزارع او احياء معينة و يكونون مدعومين ولائيا لتشجيع قطاع الزراعة و التغذية و التجارة المرتبطين ببعض. اتمنى ان تأخذ الجزائر هذه الأمثلة و تطبقها على ارض الواقع.
مؤخرا أثير النقاش حاد في الجزائر عن المكملات الغذائية مثل تلك الخاصة بأمراض الكولون و تعجيل الحمل وغيرها ؟كيف يمكن الحكم على هذه المكملات ؟ و هل الترويج له يدخل في إطار صحي ام تجاري ؟
المكملات الغذائية المرخّصة طبيا تدخل ضمن قائمة المنتجات في عالم التغذية لاستبدال عنصر غذائي عضوي بمكمل غذائي على حسب الحمية التي يتبعونها او التشخيص الطبي مثلا للأطفال ذوي فقر الدم يأخذون قطرات او لبّان للمضغ من عنصر الحديد و مجموعة من المعادن الاخرى ولكن ليس بغرض العلاج وإنما لاستكمال نسبة معينة من عنصر غذائي يفقدها الجسم و لا يمكن للطفل استهلاكها على شكل خضر او فاكهة او حبوب جافة بسبب رفضه لطعم الأكلة او لحساسية يعاني منها و الأفضل انه يأكل المنتوج كثمار طبيعي مثل السبانخ و العدس و غيره ،مثال آخر بالنسبة للنباتيين يكملون حميتهم بعنصر البروتين و فيتامين ب12 و كذلك الرياضيين المهتمين في بناء عضلات و الذين يقومون بتمارين رياضية شديدة يكملون غذائهم بطاقات بروتينية و عناصر اخرى. يعني لو عرف كل مستهلك ما ينقصه من عنصر غذائي و لا يمكنه الحصول على الغذاء الطبيعي لأسباب صحية او حساسية او اسلوب حياة يلجأ للمكملات الغذائية المرخصة طبيا و هذا جد طبيعي و عادي و معظم الأمريكيين يأخذون مكملات غذائية و خاصة فيتامين د نظرا لنقص تعرضهم للشمس ولا يمكنني مقارنة ذلك بالجزائر لان الجزائريين اسلوب حياتهم محب للطبيعة في كل الوانها.
أما الترويج له ذو حدين ان كان بغرض صحي و لإستهلاك سليم للشخص الصحيح فهذا ممتاز و ان كان مجرد تسويق منتوج في المجتمع الخطأ فهذا يشكل خطر على التوعية الصحية.
نقطة أخرى ،يعاني معظم إن لم نقل كل الجزائريين من مشكلة القولون هل هذا يعود فعلا إلى العادات الصحية الغذائية الخاطئة ام لأسباب بسيكوسوسيولوجية ؟
كل الأمراض العضوية متعلقة بالتغذية و علاجها في التغذية السليمة و اظن ان كل شخص بالغ يحسن استعمال الهاتف و الكمبيوتر يمكنه ان يحسن استعماله للغذاء الصحي و التثقف في هذا المجال واجب على كل شخص مدرك للصحة و التوعية في هذا المجال متوفرة نظرا لأهميتها و لمرضى القولون و ضغط الدم و السكري و غيرهم من الأمراض المتعلقة بالتغذية اتباع الحميات التي ينصح بها الأطباء. و نعم كل بيئة لديها عادات تغذية خاصة بها و يؤثر على صحة افرادها و طبعا متعلقة بعلم النفس و علم المجتمع و غيرها من المجالات.
في الاخير ، ماهي اهم النجاحات التي حققتها وردة و ما هو طموحها وهل يمكن لك نقل تجربة في هذا المجال الى الجزائر ؟
قمت مؤخرا بإصدار كتاب للأطفال “أنا مستعد للأكل” و هو كتاب اصدر بلغات مختلفة اهمها الإنجليزية و العربية و الفرنسية يحفز الأطفال على التغذية السليمة و يعلمهم مدى اهمية العناصر الغذائية لتركيب الغذاء و دوره الفعال لسلامة اجسامنا و نفسيتنا الكتاب متوفر عبر موقع امازون و كذلك سأطلق مجلة باللغة الإنجليزية تخص الطفل و الأسرة عموما تسلط الضوء على اسلوب حياة الاطفال و توعية الاسر لحياة عائلية صحية و ملهمة. و بالنسبة للجزائر سأحظر لجولة بيع بالإهداء عبر ارجاء ولايات الوطن الحبيب.