بقلم : إبراهيم قارعلي
عندما اتهم عبد الحميد مهري من طرف السلطة الفعلية بالخيانة الوطنية إلى جانب أحمد بن بلة والحسين آيت أحمد بسبب اجتماع المعارضة الفاعلة في العاصمة الإيطالية روما ، عقد ندوة صحفية في فندق سان جورج أو الجزائر ، وقد رد المرحوم الحكيم بالقول : إن اتهامي بالخيانة الوطنية لن يحرك شعرة من رأسي ، فضحكنا جميعا ، ذلك أن سنوات الجهاد والكفاح والنضال من الثورة إلى الاستقلال لم تترك في رأس مهري أية شعرة تتحرك !.
تذكرت هذه الحادثة بعدما أصبح الجميع يتحدث عن فكر المناضل المرحوم عبد الحميد مهري ، بل أن منهم من أصبح يتقدم الصفوف الأمامية في مختلف المنابر السياسية والإعلامية ومنهم من أصبح من رواة أحاديث نبي الحوار والمصالحة ورسول السلم ، بينما أمثال هؤلاء قد كان الكثير منهم يتخندق مع السلطة الفعلية ويناصر أطروحاته الأمنية الاستئصالية في مواجهة الأزمة السياسية التي كان يراها عبد الحميد مهري متعددة الجوانب ولابد من انتهاج الحوار في معالجتها . بل أن من هؤلاء من وقف مع الواقف ولم تكن له أي مواقف ، بل وقف ضد مهري وقبل العضوية في المجلس الانتقالي وقبلها المجلس الاستشاري الذي حل محل البرلمان بعد إلغاء المسار الانتخابي حيث قال المرحوم مهري لا لانتحال صفة النيابة !!..
هؤلاء الذين يتحولون إلى رواة لأحاديث المرحوم عبد الحميد مهري لم نكن نجدهم يتقدمون الصفوف الأمامية في ندواته الإعلامية والسياسية ، فلا تثقوا في أحاديثهم فهي أحاديث ليست صحيحة وضعيفة وكاذبة ومكذوبة وموضوعة ، فلا تصدقوهم ، فقد كذبوا ولو صدقوا !!!…