كنت كتبت مقالا حول إنشاء مدينة جديدة للأموات واعتبرت ذلك ضرورة اجتماعية وحاجة ماسة لتخفيف من معانات الموطنين وقلت يجب دراسة استباقية
لملف المقابروإنشاء مدينة جديدة للأموات .
وبعد جائحة كورونا والخوف الكبير من أثارها المدمرة لسرعة انتشارها،وانتقالها من الأحياء للأحياء أو من الأموات للأحياء، وعن احتمالالتعرض للإصابة بالفيروس وانتقال العدوى،ومن الوقاية النظر ودراسة مرض كورونا من كل الجوانب وقد نغفل على جانب كدفن موتى مرض كورونا ،فمن خلال تتبعي للموضوع بأن هؤلاء الموتىلهم عناية خاصة في موتهم ،وفي تغسيلهم، وفي تكفينهم، وفي الصلاة عليهم(يستلزم مقابر خاصة لدفنهم ) لما قد يسببونه للمحيط والبئة من انتشار الفيروس .
وهذا ليس تخويفا ولا تيئيسا وإنما استعداد ودراسة لما قد يقع لا قدر الله أقول هذا الكلام وهذا الاقتراح لأهل الاختصاص للنظر ؟وكنت اقترحت إنشاء مدينة جديدة للاموات تقع بعيدة عن التجمعات السكانية وإنشاؤها لا يتطلب الكثير، فقط الجهود المخلصة والدراسة الشرعية
والقانونية للموضوع ونكون بذلك قد قدمنا خدمة جليلة لمجتمعنا وحافظنا على الأراضي الفلاحية وإكراما لموتانا
كل الأمم والشعوب تطورت في شتى الميادين الحياتية وتوسعت في كل المجلات لتوفيرالرفاهية والراحة للبشر. في النقل وفي الأكل وخاصة في السكن
والاقامات المريحة وتوسعت توسعا رهيبا في البناء والعمران ناطحات السحاب وحتى تحت الأرض.
إلا أن هناك مجال مسكوت عنه… لماذا؟ إنه متعلق بالأموات متعلق بالمقدسات بالقبور ، فمنذ دفن قابيل لأخيه هابيل وبعد ما علمه الغراب كيف،يواري سوأة أخيه يبقى الدفن الطريقة والكيفية متشابهة رغم مرور الرسالات والحضارات إلى يوم الناس هذا.
وفي بلادنا الجزائر الأمر أكثر تعقيدا مثله مثل البناءات الفوضوية والقصديرية التي كانت تشوه النسق العام للمدينة وخاصة في المدن الكبرى،وتعطي صورة مشوهة للمسلمين في حياتهم وحتى بعد مماتهم وبفكرة بسيطة،أن الجزائر تحتاج إلى 40 مليون قبر خلال مدة 100 سنة القادمة وعليه منالضروري دراسة علمية دينية مستقبلية لملف المقابر.
وإشراك أهل الاختصاص في ذلك للإجابة على التساؤلات المطروحة حاليا. وفكالخناق على مقابرنا والاعتناء بموتانا.
مدينة جديدة للأموات على الأقل في عاصمة الجزائر
*هل إنشاء مدينة للأموات هو مطلب شرعي أو مطلب اجتماعي في الهضاب العليا
وإحياء أرض ميتة بأشجارها ومردود الزيارة إليها؟
* نقل رفات الأموات بإنشاء مؤسسة نقل ودفن الأموات؟ وهل هذا جائز؟
*استغلال المساحات الشاسعة والأوعية العقارية لفك الخناق على العاصمة على
رأي: الحي أولى من الميت …
*أو إعادة دفن الأموات على طريقة اللحود: بمعنى قبر واحد يستوعب 12 ميتا.
*أو عدم بناء القبور على مر الزمان يندثر القبر… كبعض البلدان الإسلامية التي تتحذ طريقة اللحود في دفن موتاها ، وفي مقابرنا لا يجد الإنسان مكانا لدفن أحد أفراد عائلته وأصبح الحصول على قبر في المدن الكبرى أمرا
ليس باليسير حيث يتطلب اتصالات ومشقة وبحثا طويلا وقد يكون الحل الأخير فتح قبر قديم لدفن ميت جديد وهذا ما يجعل أزمة السكن في الجزائر تمتد منالأحياء إلى الأموات مما جعل سماسرة المقابر يستغلون حاجة المواطنينوجهلهم ويبتزونهم ماليا ويدفنون موتاهم بالرشاوي هذه الظاهرة خطيرةوالمحرمة شرعا
لقد انتقلت الأزمة الخانقة في المدن الكبرى من الأحياء إلى الأموات ومؤسسة تسيير الجنائز عاجزة عن تلبية الطلبات الكثيرة وتوفير قبور جديدة وأن هناك أزمة حقيقية في المقابر لحرص المواطنين على الدفن في بعضالمقابر الممتلئة كالقطار قاريدي بن عمر وليس كالأحياء الذين لا يريدونالإقامة والسكن جوار أقاربهم فالأحياء يريدون دفن موتاهم رفقة أقاربهم
وهل يجوز تحويل بعض الأراضي الفلاحية التابعة للدولة إلى مقابر؟
حسبما علمنا بأنه تتم حاليا دراسة 12مشروع مقبرة جديدة على أي أساس تدرس؟وبأي شروط تنشأ المقابر؟ إذ أنه من الناحية الشرعية المقبرة وقف لله تعالى هل يجوز للسلطة أن توقف مقبرة للموتى؟ إذا علمنا أن الأرض للأمة كلها وهل للسلطة النيابة لتخصيص قطعة أرض صالحة للفلاحة و تخصصها للأموات؟ وما هي شروط الجواز؟
يمكن أن تكون بدلها أرضا مهجورة غير صالحة للفلاحة أو لمشاريع أخرى؟ يوجد في العاصمة 140 مقبرة في العاصمة لوحدها تتربع على مساحة كبيرة ونظرا إلى
شساعتها والتحكم ومراقبتها كفضاء يجب حمايته من كل الأعمال المرتكبة والمنتهكة لحرمة المقابر.
وأن ملف المقابر يستوجب المعالجة خاصة أن المقابر تشهد ضغطا متفاقما مما يستدعي إيجاد البدائل والحلول وخاصة في المدن الكبرى ومراجعة وتحيين
القانون الحالي لتنظيم وتشييد المقابر وأن هناك ضغط كبير حاليا علىالمقابر ولم تعد قادرة على استيعاب الموتى إلا في حالة فتح قبر قديمكمقبرة سيدي عبد الرحمن.
ومعالجة إشكالية المواطنين الذين يريدون دفن موتاهم في مقبرة معينة كمقبرة سيدي عبد الرحمن أو مقبرة سيدي يحيى بالعاصمة.
ومن هنا أصبح من الضروري دراسة إستباقية لمشروع إنشاء مدينة جديدة للأمواتتقع بعيدة عن التجمعات السكانية وإنشاؤها لا يتطلب الكثير فقط الجهود
المخلصة والدراسة الشرعية والقانونية للموضوع ونكون بذلك قد قدمنا خدمةجليلة لمجتمعنا وحافظنا على الأراضي الفلاحية وأكرمنا موتانا ….؟
. بقلم: الشيخ قسول جلول
باحث وإمام بمسجد القدس حيدرة