أعرب جلولي عبد الله،رئيس الفدرالية الوطنية لنشاطات الهواء الطلق و الترفيه وتبادل الشباب،عن تفاؤله لما شهدته الفدرالية في السنوات الأخيرة من إلتفاف الشباب حولها،وتثمين حضورهم في جل النشاطات و الدورات التي تنظمها، وأضاف جلولي عبد الله،في حوار له مع موقع الصباح الجديد،أن الفدرالية تهدف إلى تكوين جيل واعي من خلال برامج و دورات و ملتقيات و تكوينات،تنمي و تطور الشباب و تساهم في تكوين كفاءات و إطارات تحقق طموحات البلد المستقبلية.
حاورته / مريم ـ بورماد
نود سيدي لو تحدثنا عن أهداف الفدرالية؟
تهدف الفدرالية أساسا إلى ترقية الشباب و تكوينهم و تأطيرهم،وترقية الحياة الفكرية و الثقافية و التكوينية العلمية و الفنية و الإسهام في إثرائها و تنميتها وإبرازها كعنصر مميز بين الثقافات العالمية،والحرص على تفعيل الأداء الفكري والتربوي و الثقافي المنشود في إطار الأصالة و الابتكار لخدمة الوطن ومواجهة تحديات العصر. كما تعمل و بالتنسيق مع الرابطات الولائية لكافة الولايات من أجل التعريف بما تزخر به بلادنا من مؤهلات سياحية و التعريف بالموروث الثقافي والسياحي والتاريخي لكل ولاية،من خلال تنظيم تظاهرات لتفعيل مختلف هذه الأنشطة، وتفعيل مشاركة الشباب في مختلف اللقاءات و الفعاليات . وكذا وضع تصور لحملات التوعية بتطوير التعليم و التدريب عن طريق تنظيم أيام دراسية و ملتقيات لتصميمها و تنفيذها،وفتح نقاش عملي علمي موسع ومعمق ما بين الباحثين و الإطارات و المشاركين لتبادل الآراء و مختلف وجهات النظر لتبادل الخبرات. ونعمل على مد جسور التواصل بين الأجيال بإقحام الطلائع الشبانية و الطلابية في معترك الحياة الثقافية و العلمية و الفنية و الرياضية و إتاحة الفرص أمامها لإبراز و تنمية مواهبها و تفجير طاقاتها الإبداعية الكامنة. كما نسعى إلى تنشئة فاعلة و بناءة لمختلف الشرائح من أطفال و شباب عن طريق مراكز الشباب لقضاء العطل و الترفيه.
يعتبر الأولياء أو الأطفال على حد سواء المخيم الصيفي مكانا لقضاء العطلة، كيف تكون هناك تنشئة من خلال مراكز العطل، حبذا لو فسرت لنا أكثر، و ما هي إستراتجيتكم لتحقيق ذلك؟
كما سبق و ذكرت،نسعى عن طريق مراكز العطل إلى تنشئة فاعلة و بناءة لمختلف الشرائح الوافدة على المخيم،من أطفال و شباب،فمركز الشباب لقضاء العطل و الترفيه باعتباره مؤسسة اجتماعية تربوية تستقبل الأطفال و المراهقين خلال أوقات فراغهم ففيه يتم تنظيم أنشطة ترفيهية تربوية. ونحن نعمل من أجل جعل مراكز العطل و الترفيه ذات موضوع حيث تستند إلى أسس و قواعد مؤطرة من طرف مختصين كل في مجاله ليستفيد الطفل منها، فهي تهدف في مجملها إلى تنمية الإبداعات و الابتكارات لدى الأطفال و تعزيز مواهبهم،وخلق فضاء للتبادل و تزكية المعارف و الأفكار،ولإعطاء فرصة لأكبر عدد من الأطفال لاكتشاف معارف و مهارات بتقنيات جديدة و بطريقة ترفيهية من شأنها تسهيل التلقين. فمن الضروري الاهتمام بثقافة الطفل و تشجيعه،بوضع برامج تتناسب مع سنه وميوله و تغذي فكره و تنمي عقله وتنشط خياله،فنركز على سبيل المثال على المطالعة،فنحن نلاحظ للأسف عزوفا من قبل الأطفال و الشباب،فبالرغم من أهمية المطالعة إلا أن الأجيال الصاعدة لا تطالع،ففي سنوات مضت كان الكتاب خير أنيس،إلا أنه و في الآونة الأخيرة حدثت قطيعة عن الكتاب،ولهذا لابد من غرس عادة المطالعة لدى الطفل،لأنها تلبي حاجاته و ميوله و رغباته و تنمي القدرة اللغوية و مهارات التفكير لديه،وتعوده الاعتماد على الذات،ومرحلة الطفولة من أفضل المراحل العمرية للتعليم واكتساب المهارات المتنوعة،فهي تساعده على التزود بالمعلومات و المهارات.
من بين أهم الأنشطة التي قمتم بها و التي كان لها صدى في أوساط الشباب تظاهرة السياحة الأثرية وجهة مستقبلية،ما الغرض منها،ولماذا تم اختيار ولاية المدية،وما الهدف من التظاهرة؟
حقيقة شهدت التظاهرة إقبالا و ترحيبا واسعا في أوساط الشباب،وتم برمجتها في إطار السياحة الثقافية و التي تعول عليها الدولة في الآونة الأخيرة لكسب رهان الاستثمار،والغرض منها هو تمكين الشباب الجزائري من التعرف على ولايات الوطن و ماتزخر به سياحة و تراث و أصالة. وفيما يخص اختيار ولاية المدية فتم بناءا على ما تزخر به من مؤهلات سياحية هامة سواء كانت تنم عن عراقة المنطقة أو تاريخها الزاخر وعن المناطق والأماكن الخلابة و الساحرة،أما بالنسبة لأهداف التظاهرة هو السماح للمشاركين باكتشاف تاريخ المنطقة من خلال زيارة أهم المعالم الأثرية بها،وكذا خلق جو للتعارف بين المشاركين من مختلف الولايات،وإحياء المجال الثقافي في المنطقة. وفي سياق متصل،أضاف جلولي عبد الله،نهدف عن طريق الفدرالية الوطنية لنشاطات الهواء الطلق و الترفيه و تبادل الشباب إلى تكوين الشباب و تحسيسهم، وتنمية روح المواطنة لديهم،وكذا التشهير السياحي لمختلف ولايات الوطن من خلال مختلف الأنشطة و التظاهرات.
حدثنا عن الأيام الدراسية الوطنية حول برامج تكوين مؤطري مراكز العطل والترفيه للشباب التي نظمتموها مؤخرا في ولاية عين الدفلى،وما الذي تطمحون إليه من خلالها ؟
جاءت هذه الأيام الدراسية تحت رعاية والي ولاية عين الدفلى،وبإشراف مديرية الشباب و الرياضة و بالتنسيق مع الفدرالية الوطنية لنشاطات الهواء الطلق وتبادل الشباب و بالتعاون مع الرابطة الولائية لنشاطات الهواء الطلق و الترفيه ومبادلات الشباب و ديوان مؤسسات الشباب حول برامج تكوين مؤطري مراكز العطل و الترفيه للشباب،والتي تم من خلالها مناقشة المرسوم التنفيذي 2002، المتضمن تنظيم و كيفيات تتويج تكوين المدراء و المسيرين و المنشطين،وشهدت الأيام مشاركة قياسية لمختلف ولايات الوطن وكان التكوين في منتهى النجاعة والتواصل من خلال المناقشات و المداخلات البناءة . ونطمح من خلالها إلى تكييف مراكز العطل،وتحقيق رؤية عامة لـ 48 ولاية، والخروج بمقترحات تفيد أولادنا في المستقبل،ومعالجة مختلف التقنيات الجديدة، ومشاركة الشباب في وضع برامج نشاطات اجتماعية تربوية بحيث لا تقصي أي واحد منهم،وكذا تطوير النشاطات و تحيينها،وفتح مراكز العطل على طول السنة،في شتى الفصول من خريف وربيع،بالإضافة إلى الشتاء وعدم اقتصارها على فصل الصيف.
ماهي مشاريعكم المستقبلية ؟
نحن نقوم في كل مرة بوضع برامج و ننتظر الموافقة من وزارة الشباب والرياضة،ومشاريعنا عديدة و متعددة بتعدد احتياجات الشباب،ومن أهم المشاريع التي نحن بصدد التحضير لها،مشروع التنشيط في الجنوب الذي سيتم تجسيده خلال الأشهر القادمة،وهو مشروع تجوال ثقافي و ترفيهي و تضامني،نسعى من خلاله إلى تنمية التنشيط الاجتماعي و الثقافي في أوساط الشباب عن طريق قافلة تجوب الصحراء،تضم مجموعة من المنشطين و المنشطات و تقنيين مختصين ومتضامنين من مختلف الأسلاك،وكذا أطباء لتقديم يد المساعدة لمن يحتاجونها في صحرائنا الشاسعة،والهدف من هذا المشروع هو اكتشاف النشاطات الاجتماعية و الثقافية و تحسيس الأطفال و الشباب من خلال طرق بيداغوجية ونشاطات تفتح له المجال للتعبير نفسه من خلال فضاء خاص به. كما تنظم لقاءات موضوعية حول حماية البيئة،وتبادل الخبرات الوطنية والدولية في مجال الترفيه،ونسعى من خلال هذا المشروع المتنوع و الثري إلى الوصول إلى 26 ولاية نخص بالذكر ولايات الهضاب العليا الموجودة في جنوبنا الكبير ومن بين الشعارات المدرجة في المشروع نذكر منها،الجزائر تاريخ وثورة، والجزائر تاريخ و حضارة بالاضافة إلى الجزائر بلا حدود،والمشروع سيستمر ترسيخه و برامجه إلى غاية 2022.