بقلم : إبراهيم قارعلي
مات عمي السعيد بوحجة ، وسارعت الحكومة والبرلمان والحزب بإرسال برقيات التعازي إلى قاعات التحرير وليس إلى بيت الفقيد ، ومشى في الجنازة الوزراء والنواب والمناضلون والصحفيون !.
مثل القاتل الذي يمشي في جنازة القتيل ، كان المنقلبون يمشون في جنازة المرحوم سعيد بوحجة ، الرئيس السابق للمجلس الشعبي الوطني ، لقد قتلوه قبل أن يموت ، فسكتت الرئاسة والحكومة وسكت الحزب عن انقلاب النواب على رئيس المجلس الشعبي الوطني في سابقة غير قانونية وغير دستورية رغم أن النواب هم الذين يشرعون القوانين ويصادقون على الدساتير ، لقد وصل الأمر أن تحول النواب إلى بلطجية وقطاع طرق لا يختلفون عن اللصوص الذين يعترضون الناس في الليل غير بعيد عن قصر زيغود يوسف في بور سعيد أو السكوار أو باب عزون . هؤلاء الذين يعزون سعيد بوحجة ويمشون في الجنازة ، هم الذين جردوه من السيارة ومن الحراسة ، بل إنهم غيروا أقفال مكتبه في الطابق الخامس ، ليختموها يا للعار بتلك السلسلة والكادنة التي طوقت باب قصر زيغود يوسف !!..
لقد رحل الفقيد قبل ذلك ، وترك القصر للعبيد والتحق بالشهيد زيغود ، فالقصر لم يعد أبدا قصر زيغود ولا حتى رابح بيطاط ، فبكل تأكيد ، للشهيد قصر آخر غير هذا القصر ، قصر ليس فيه كادنة ولا سلاسل ، رحمك الله عمي السعيد بوحجة ، فلقد أقمت عليهم الحجة حيا وميتا !!!..