اعداد:زياد زيد الذحلة
يعرّف السلوك الإنساني بأنه كل نشاطٍ يقوم به الإنسان بشكلٍ ظاهرٍ، مثل السلوكيات الفسيولوجيّة من حركةٍ أو حديثٍ، أو غير ظاهرٍ مثل التفكير والتذكر، لإشباع حاجاته ورغباته، وقد يكون هذا السلوك إرادياً يتحكّم به الإنسان مثل الحركة، أو قد يكون لا إرادياً مثل التنفس، بحيث لا يمكن للإنسان توقيفه أو التحكّم به، كما أنّ هذا السلوك الإنساني يتصف بأنه غير ثابتٍ في كثيرٍ من الحالات، حيث إنه يتأثر بالعوامل والبيئة المحيطة.
ينقسم السلوك الإنساني إلى:
1-سلوكٍ استجابيّ، وهو الذي يحدثُ عند حدوثِ المؤثِّر، مثل نزول دموع العين عند تقشير البصلة، أو سحب اليد بسرعة عند ملامستها لشيءٍ ساخنٍ، وهو أقرب إلى السلوك اللاإراديّ.
2-سلوكٌ إجرائيّ، وهو الذي يحدث بفعل العوامل المحيطة، مثل العوامل الاقتصاديّة والاجتماعية.
تعتبرُ علاقة الفرد بغيره من الأفراد داخلَ المجتمع الواحد سلوكاً اجتماعياً، ويؤثّر سلوك كل فردٍ بالآخر داخل المجتمع الواحد، وعند وقوع المؤثرات على مجموعةٍ من الأفراد فإنهم قد يسلكون سلوكياتٍ متشابهةً ما لم يكن هناك سلوكيات فرديّة تعارِضُ هذه المؤثرات أو العوامل، ولكن ما هي العوامل التي قد تؤثّر في سلوك الإنسان.
العوامل المؤثرة في السلوك الإنساني
تتعدد العوامل التي قد تؤثر في سلوك الإنسان، وتجعله يسلكُ منحنىً معيّناً، ومن هذه العوامل:
1⃣-الجنس: فالذكر والأنثى مختلفان بسلوكياتهم، فنرى الذكر أكثرَ جرأةً وخشونةً، بينما المرأة أكثر هدوءاً ونعومةً وليناً.
2⃣-العمر: فالشباب هم الأكثر جرأةً وإقداماً وتهوّراً في بعض الحالات، بينما يتّسمُ كبار السن بالرزانة والهدوء، ويتّسم الأطفال بالخوف غالباً وعدم المخاطرة.
3⃣-العوامل الاجتماعية: وهي الظروف الاجتماعية المحيطة بالشخص، مثل العادات والتقاليد، والسلوكيات الثقافيّة المقبولة في المجتمع الذي يعيش به، فكل مجتمع له سماتٌ واضحةٌ تجبِرُ الإنسانَ الذي يعيش به أنْ يأخذَها باعتبارِه، كما أنّ الحالة الاجتماعية للشخص نفسه سواء كان متزوجاً أو أعزبَ، أو لديه أولادٌ أم لا، كلّها تؤثِّر في سلوكه.
4⃣-العوامل الدينية: فالإيمان بالله تعالى والانصياع لأوامره يجعل الإنسان يسلك سلوكَ المطمئن والواثق بعيداً عن الخوف والحزن، كما أنه يعتقد بوجود الحساب والثواب والعقاب، مما يجعل سلوكه يأخذ منحنى المراقبة والابتعاد عن الأخطاء، على عكس الذي لا يؤمن بالله تعالى، فإنه يسلك منحنى المتخبّط الذي لا يعلمُ طريقَه، فيشعر بالخوف، وفقدان الرغبة بالحياة، والاضطراب.
5⃣-العوامل الاقتصادية: الوضع الماديّ للشخص نفسه وللمجتمع الذي يحيط به يؤثر في سلوكه الشرائي وطبيعة حياته، فيجعله يقبِلُ مثلاً على أنماطٍ من الحياة تتناسبُ مع هذه المؤثّرات .