ونحن أحوج في هذه الأيام العصيبة…والتي كثرت فيها حرائق الغابات للتعاون وإحياء السنة الاجتماعية ما يعرف بالتويـــــــــــزة
فلقد لعبت التويزة دورا رائعا في أوساط أمتنا وهي ميزة إجتماعية تهدف الي تخفيف الأعباء علي الشخص الواحد وتشجعه علي الإندماج او المجموعة وتشارك الجماعة في تخفيف الألم وفي إطفاء الحرائق ،تعد التويزة من المظاهر الاجتماعية المستحبة التي ترسخت في المجتمع االجزائري و بقيت كممارسة اجتماعية تضامنية تعاونية تكافلية رغم التطورات السوسيولوجية الحاصلة لتبقى بذلك موروثا ثقافيا يثبت روح التآزر أفراد المجتمع الواحد .
والتويزة علامة من علامات التضامن الاجتماعي المتوارث عبر الأجيال حيث يتخذ منها الجزائريون على غرار العديد من بلدان العالم وسيلة للقيام بأشغال تعود بالنفع على الفرد و المجتمع و تبرز التويزة كظاهرة تحمل دلالات اجتماعية عميقة من أعمال تضامنية يستلزم مشاركة الجميع لإطفاء الحرائق او من بداية كل موسم حرث أو حصاد أو درس و حتى عند جمع المحاصيل و جني الثمار و كل عمل يحتاج إلى الجهد الجماعي و كذلك في التحضير لمختلف المناسبات و الأشغال و المبادرات المحلية التي تتطلب التعاون و التضامن كحملات النظافة والتطهير والتشجير ولكن للأسف بدأت تتراجع تدريجا في هذا الزمان الذي طغت فيه المادة والفردية على الأخلاق عند كثير من الناس ولتفعيل هذه السنة الحميدة في المجتمع
مدلول الكلمة في المنظور الديني وثوابها عند الله
التويزة :التعاون بين الناس أمرضروري لا يمكن الاستغناء عنه، وهي فطرة وجبلة جبلها الله عليها الخلق صغارهم وكبارهم، ذكورهم وإناثهم، أغنياءهم وفقراءهم، فلا يمكن الاستغناء عن الآخر، أو يواجه متاعبالنصوص في كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم تحدث على تعاون الخير وأنواع البر قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فيأمر الله عباده بالتعاون على البر على أنواع الخيرات والأعمال الصالحة، وينهاهم عن المنكرات بالتعاون على التقوى، وينهاهم عن التعاون على الآثم والمحارم وانتهاكها، ويقول الله جلَّ وعلا: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَوَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، فهذه الولاية بين المؤمنين تقتضي التناصر والتعاون على كل خير وعمل صالح قال تعالى: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، فبعضهم يوصي بعضاً بالحق، ويعينه عليه بأقواله وأفعاله يتواصون بالحق فيما بينهم، دعاة إلى الخير والأعمال الصالحة، ويقول صلى الله عليه وسلم: “الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، ومن أنواع التعاون: التعاون على نظافة الطرق وسلامتها من الآفات، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَعَلاهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ”، وقال: “وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ
ومن التعاون المطلوب: تعاون الجامعات ورجال العلم والفكر في حل المشاكل المعاصرة حلًا سليما يهدف الي توجيه الناس الي الفضائل والمثل والمبادئ
بقلم الأستاذ/قسول جلول
إمام مسجد القدس حيدرة