تقوم كل من وزارة النقل و الأشغال العمومية إلى جانب الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بوضع الرتوشات الأخيرة لانطلاق مترو الجزائر باتجاه ساحة الشهداء في أواخر شهر جانفي الجاري، والمحاذي للمدينة الأثرية للقصبة السفلى.
و تم في هذا السياق إزالة حاجز الأشغال و فتح الساحة المغلقة طيلة خمس سنوات أمام الزوار الذين التفوا اليوم حول المدينة الأثرية التي وجدت خلال عملية الحفر في اطار اشغال توسعة خط مترو الجزائر.
و في جولة للصباح الجديد لساحة الشهداء،تبين العدد الكبير من الفضوليين الذين التفوا حول اللوائح التي تسرد تاريخ المدينة الأثرية للقصبة السفلى والتي يعود تاريخها لحوالي الفي سنة .
و في هذا الصدد، تمكن العديدمن المراتدين الى المكان من اشباع فضولهم و التعرف على جزءمن المدينة الأثرية للقصبة السفلى القديمة التي عثر عليها في 2013 في اشغال حفر نفق للمترو، حيث قالت ريمة للصباح الجديد أن مرورها بجانب المدينة الأثرية ، جلب فضولها للتعرف على أصل المدينة للاي تعتبر جزء من تاريخ المنطقة.
و في سياق اخر،قالت احدى السيدات أن والدتها التي تنحدر من القصبة لطالما سردت لها حكايات عن القصبة القديمة و عن بيت المال والمنارة ، وهاهي اليوم تشاهد ذلك بعينها ،مما جعلها تحن للزمن القديم،تقول ذات المتحدثة.
من جهة اخرى ،كان سامي يصف لأصدقائه الرموز و الاثار التي وجدت بالمدينة الأثرية ،حيث قال للصباح الجديد ،ان حبه للتاريخ والاثار هووما قاده للمكان من اجل الاطلاع عليه ، كما اخذ يحدد قنوات الصرف الصحي و السلالم التي وجدت بالمدينة الأثرية و للتي تبدو واضحة حسبه .
من جانبهم، وجد الشيوخ متنفسا لهم بالساحة الواقعة بين البحر من جهة و مسجد كتشاوة من جهة اخرى ، وتحتوي الساحة على نافورة و محطة مترو و المدينة الأثرية التي اضافت نكهة خاصة ب ” ساحة المعز”.
للإشارة،فإن المدينة الأثرية لا تعكس البتة محتوى الفيديو الذي تدوال على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في اواخر 2016.
وفي العام 2013 أطلقت أبحاث للكشف عن روائع العمارة من العصر الروماني، نهاية القرن الأول قبل الميلاد، إلى الاستعمار الفرنسي للجزائر، مرورا بالعهدين البيزنطي والعثماني.
والاكتشاف عبارة عن ساحة من الفسيفساء تعود إلى القرن الخامس، ومقبرة كبيرة من العهد البيزنطي من القرن السابع تضم عشرات القبور، ويمتد الموقع على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع.
وظهرت في الموقع أيضا أجزاء من مسجد السيدة الذي بناه العثمانيون قبل أن يهدمه الفرنسيون في بداية استعمارهم للبلد سنة 1831 لإنشاء “ساحة كبيرة، ساحة الملك، التي تحولت إلى ساحة الحكومة”، وهي اليوم تحمل اسم ساحة الشهداء.
وبهذا أصبحت محطة مترو ساحة الشهداء متحفامفتوحا امام الزوار و المسافرين كنظيراتها في اليونان وايطاليا.