اختتمت أمس أشغال المنتدى البرلماني العالمي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والذي انعقد في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان: “التعاون متعدد الأطراف: النتائج والتحديات والطريق الواجب اتباعه”، وذلك بعد يومين من النقاش والتحاور وتبادل المعلومات والخبرات بين البرلمانيين من مختلف دول العالم، ومسؤولي وخبراء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حول عديد المسائل التي تختص بها هاتين المؤسستين، لاسيما منها الفلاحة والأمن الغذائي، وخلق مناصب الشغل للشباب، وكذا سبل تطوير عمل البنك والصندوق الدوليين، بما يخدم مصالح الشعوب وأهداف التنمية المستدامة.
وقد أثرى ممثلا مجلس الأمة النقاش الذي انتظم في إطار جلسات عمل متخصصة، وتطرقا إلى العلاقة الوطيدة بين التنمية والسلم والأمن وتسوية النزاعات في منطقتي إفريقيا والشرق الأوسط.
السيد أحمد صالح لطيفي، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني، أكد في مداخلاته ضرورة إرساء نظام حوكمة عالمية قائم على مسار متعدد الأطراف لصناعة القرار، ويتسم بالفعالية والشمول والتمثيل والشفافية من أجل مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية،.. كما استعرض المواقف التي يرافع من أجل تجسيدها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من كافة المنابر الدولية والإقليمية، وعلى رأسها مقاربة الجزائر ثلاثية الأبعاد، الجامعة بين الأمن والتنمية والبعد الإنساني، وكذا، أولوية الحوار وطرق التسوية السلمية والسياسية للنزاعات، ومواصلة جهود بناء السلم من خلال احترام الشرعية الدولية وإنهاء الاستعمار ومنح حق الشعوب في تقرير المصير،.. وفي هذا السياق، أكد السيد أحمد صالح لطيفي أن الحديث عن التنمية الدولية في ظل غياب تام للسلم في دول ومناطق بأكملها على غرار فلسطين وبالخصوص قطاع غزة، ولبنان وسوريا هو حديث أعرج، وأن المساعدات المالية المقدمة من طرف البنك الدولي لإعادة الإعمار تشكل عارا جديدا لضآلتها التي لا تناسب حجم الإبادة والدمار اللذان ألحقهما الاحتلال الإسرائيلي بغزة ومنطقة الشرق الأوسط كافة..
من جهته، أكد السيد عزوز ناصري، عضو مجلس الأمة، أن السلم مسألة جوهرية، وإحلاله في إفريقيا يعد خطوة عملاقة من أجل تجسيد التنمية المستدامة،.. متسائلا عن مسؤوليات المؤسسات الدولية لاسيما منها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة في ضمان استتباب السلم والأمن الدوليين، بالنظر إلى الانتهاكات الجسيمة الممارسة ضد الشرعية الدولية، والجرأة التي أدت إلى تمزيق ميثاق المنظمة الأممية أمام أنظار العالم، مؤكدا أن المؤسسات الدولية إن لم يتم تنفيذ ما أصدرته من لوائح وقرارات فقد أخفقت في مهامها وفقدت كل مصداقية.. كما تساءل عن جدوى الحديث عن إعادة الإعمار في الوقت الذي تواصل فيه آلة القتل والدمار جرائمها في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة..
السيد عزوز ناصري استعرض في مداخلاته النموذج الجديد للنمو الاقتصادي، والذي تتبناه الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في إطار الدولة الاجتماعية، الغاية منه التموقع في مصاف الدول الصاعدة وتنويع الاقتصاد الوطني بحلول عام 2035،.. كما تطرق إلى تجربة الجزائر الناجحة في تكريس التنمية دون اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، مشيرا إلى حكمة هذا الخيار الذي يهدف إلى ضمان استقلالية القرار وحرية المواقف، ومؤكدا أن الاتحاد الإفريقي لديه ميكانيزمات عمل وشراكة تتيح للدول الإفريقية تقاسم تجاربها في إطار التنمية المستدامة، ودعا إلى تشجيع هذا التوجه من أجل استفادة الجميع من التجارب التنموية الناجحة في العالم.