بقلم د: عواطف سليمانى
السرد و الحكي فكر الشعر ، فليس غريبا أن يلبس أحدهما لبوس الاخر ، فما جمالية الصورة في كليهما إلا نظرة شاعرية وليست شعرية ، نظرة تقفز بنا من نمطية الشكل في الكتابة (رواية ، قصة) الى جمالية الحس و الذوق الفنى ، إنها طبيعة استعارية انزياحية ، أساسها التعدد الدلالى ، و المدلول واحد هو ألكلمة أما انتظامها اللساني فيشكل الدلالة الكبري للشكل الابداعي ، لذلك جاءت رواية ما بعد الحداثة رواية ناسفة لكل ما ماهو شكلي تقليدي.
– وقد أصبح الشاعر بين مد الرواية وجزر القريحة ، هل يتحول اليها بحكم الاشادة والشهرة ، بحفظ عهده لعبلة وليلى ، وحتى لا يضيع ويتوه بين الهنا و الهناك ،نجده قد توسل السرد لرؤياه الشعرية في نصه ، مثلما يسرد الاديب بأصوات شخوصه في رواياته ، و ينسج أشعاره في قالب حوارى ، مستحضرا الانثى رمز الجمال والحياة كقولنا :
* أين هي اشتقت اليها كثيرا
* قد غابت وبعدت وبعدت
– ففي قولنا هذا تلخيص رواية حب ، في بضع كلمات أساسها الاشتياق و البعد ، و هما مرتكزا قيمة الشعر العربي (زمن الوصل) ونحاول تعميم هذه الكلمات على كل الشعر ، حتى تغدو هذه الكلمات خاصية حداثية جمالية في بناء الشعر.
– هذا البناء نلخصه في لعبة الكلمات والحروف ، لعبة دلالية شطرنجية قوامها الذكاء وحسن تحريك بيادقها ، نتوسل فيها بحروف الجر وأدوات اللغة لنقرب المسافة بين الشاعر وذهن المتلقى، بعد أن كانت بعيدة بينهما ، فما الذى لخص هذه الرواية في بضع كلمتن ؟ لولا الشاعر ، هكذا نجد لغة الاستاذ محمد الصالح حرز الله ، فكل ما يكتبه يلخص دفاتر السرد في كلمات ومحطات يتلقاها قراءه بحب واستمرارية وفهم لمقاصدها ، لأنه على وعي بكل ماهو جمالي حداثي متعلق بواقع نعيشه ونحياه، من خلال هذا الواقع ربط وشائج جدلية تفاعلية بعناصر المسرود والمحكي عنده ، شخصيات وفضاءات ورؤى ، تتشكل دفعة واحدة لتعبر عن نبل المشاعر و الأحاسيس عنده ، و حاسة الشعر في السرد بنفحة يحرز لها طاقة الابداع ،و يحمد لها حسن البيان، و يصلح بها حال العوام