أكد الناقد والكاتب مخولف عامر أن الكاتب محمد الصالح حرزالله كان من أوائل الذين جربوا و نجحوا في كتابة القصة القصيرة ،منوها الى التراجع الذي تشهده القصة القصيرة في الوقت الحالي لصالح الرواية التي تيخذها العديد جسرا للشهرة.
و في الصدد ذاته، أكد الأكاديمي مخلوف عامر في حوار له مع جريدة النصر أن التهافت على الرواية تسبب في الرداءة ، و في تراجع القصة القصيرة ،بحيث أن الخفوت الّذي يشهده فن القصة هو من بريق الرّواية.
كما جاء في نص الحوار، أكد مخلوف عامر أن «محمد الصالح حرز الله» -في حدود معرفتي- كان من أوائل مَنْ جرَّبوا كتابة القصة القصيرة جداً، وقد نجح إلى حد بعيد في أن يتميَّز بلغته وطريقته في الحكْي، كما في مجموعاته: «الابن الّذي يجمع شتات الذاكرة» و»النهار يرتسم في الجرح» و»التحديق من خارج الرقعة». كما يمكنني أنْ أذكر «عبد الكريم ينِّينة» و»السعيد موفقي» ممَّن قُدِّر لي أنْ أطلع على أعمالهم المُميَّزة.
فأما وقد أصبحت الرّواية جسراً للعبور إلى شاطئ الشهرة، ولم تعد في أغلب التجارب سوى فيض من الثرثرة، فإني لا أطمئن إلى أنّ القراء يجلسون طويلاً لقراءتها، وأشك في أن يكون الروائيون أنفسهم يقرؤون بعضهم. خاصة ونحن نشهد اليوم التسارع اللامسبوق في وسائل الاتصال. واكتفاء القارئ بنص قصير كاكتفائه بأكل سريع، قد يؤشِّر هذا إلى العودة إلى هذه الفنون القصيرة، تماماً كما يكتفي القارئ أحياناً برسم كاريكاتوري يعبِّر في لمحة من البصر وبما هو أجمل، عمَّا لا يغنمه من خطب مطوَّلة أو نصوص مشوَّشَة ومشوَّهَة.
من جهة أخرى ،قال مخلوف إنّ العزوف عن الممارسة النقدية وعن بقية الفنون الأدبية، لا يمكن أن يدل إلاّ على ضحالة في الفكر وفقر في المعرفة الأدبية. وقد شهدنا في فترة سابقة كثيرين من أولئك الذين لا يتوفَّرون على أدنى حد من معرفة التراث الشّعري وقواعده قد هربوا إلى شِعر التفعيلة وقصيدة النثر. كما نشهد اليوم حالة من الرداءة سهَّلتها عمليةُ النشر، فطَفَتْ على السطح فقاقيع «روائيين» لا تلبث أن تنطفئ بمرور الأيّام.
الحوار على الرابط :https://www.annasronline.com/index.php/2014-08-09-10-34-08/2014-08-25-12-21-09/87807-2018-01-15-22-34-06