بقلم: كمال زايت
انفجرت عجلة سيارتي وانا في طريق العودة من تونس الى الجزائر في منطقة تسمى البسباس بين عنابة والطارف، والحمد لله لم أصب لا انا ولا أسرتي بمكروه. رغم أني كنت أسير بسرعة في حدود 100 او 120 كلم. المهم لما أوقفت السيارة أدركت أنني في ورطة، لان السيارة ليس بها عجلة خامسة. اضطررت للسير بها كيلومترين او ثلاث عائدا الى قلب بلدية صغيرة تدعى البسباس. بالطبع إطار السيارة تهشم، وقلت انني في احسن الأحوال سأضطر إلى حمل السيارة حتى العاصمة فوق شاحنة بكل ما يتضمنه ذلك من مشقة وتكلفة ووقت، لان العجلة من النوع النادر . لكن الله كريم والجزائريون كرماء، التف بي أناس لا أعرفهم عرضوا المساعدة بكرم وشهامة، ناصر فتح محله لتصليح العجلات من أجلي، وبما أن العجلة نادرة فلم يجد في مخزونه ما يمكن به إنقاذي من الورطة، وبدأ الجميع في اتصالات حثيثة مع معارفهم ومن حسن الحظ عثرنا على عجلة في عنابة، وفعلا ذهبنا أنا والرائع رشيد، وهو دركي متقاعد، إلى هناك وتركت أسرتي والسيارة جاثمة أمام محل تصليح العجلات، الذي راح صاحبه يحرس السيارة وأسرتي كما جاء لهم بأكل وشرب، ولما عدنا أخيرا بالعجلة الجديدة وتم تركيبها، رفض ناصر ان يتقاضى أي فلس مقسما بأغلظ الإيمان أنه لم يفعل شيئا، وكذلك رشيد الذي رافقني بسيارته حتى عنابة من أجل جلب العجلة.
كرم ناس البسباس جعلني أنسى صدمة ما جرى والتأخر الذي تسببت فيه العجلة. الجزائر مازالت بخير مادام فيها أناس كالذين التقيت بهم في البسباس، والذين سأظل مدينا لهم.