يعكف المسرح الجهوي صراط بومدين بسعيدة بالشراكة مع جمعية الفرسان للأعمال الفنية ممثلة في “مسرح العائلة” على وضع اللمسات الأخيرة للعمل المسرحي الموسوم بـ”الحوش” و الذي سيقدم عرضه العام يوم التاسع عشر من الشهر الجاري احتفاءً بعيد النصر.
الإنتاج الجديد الذي يوقعه نصاً و إخراجاً الفنان المسرحي “بوري مصطفى” يشارك فيه ثُلَّة من الفنانات و الفنانين الشباب منهم من يعتلي الخشبة لأول مرة في عمل من هذا الحجم، على غرار الممثلة “عُلا بلعربي” و “عبد الحميد بوقطوف” و “شهرة حيرش” و “نزيهة” كما تحمل بصمة الشاب الفنان “شريفي محمد أمين” في الكوريغرافيا، و لمسة الفنان الموسيقي “كمال الوطني” في إبداع الموسيقى و المؤثرات الصوتية، كما نفذ السينوغرافيا في العمل كل من الفنانين التشكيليين “فؤاد” و “مليك”.
من جهة أخرى،تدور أحداث الكوميديا الاجتماعية حول حوش قديم تقطنه مجموعة من العائلات يجمع بين بعضها صلة القرابة، لكل منها طموحات، يشتركون في استعمال المرحاض الوحيد الذي يتعطل فيستحيل استعماله و يصعب إصلاحه في ظل خشية انهيار الجدران إن أقدموا على حفر أي مكان فيه، تظهر خلال الوقائع الفتاة الحسناء “رزيقة” محور الصراع، يستهوي جمالُها شابين من أبناء العمومة في الحوش “سفيان” و “قويدر” يقرر كل منهما الترشح في الاستحقاقات المحلية من أجل التموضُع بمنصب قد يكون لهما عونا للظفر بذات الجمال و الزواج منها.
المسرحية ستُستهل باحتفالية تمثل عرس الزواج على الطريقة المحلية تحمل كثيرا من المفاجآت، و تكتنفها مواقف كوميدية يقول عنها صاحبها بوري مصطفى أنها جاءت في شكل تجربة فنية نزولا عند رغبة الجمهور الجزائري العريض من خلال الشعور بشهية جامحة لمشاهدة الأعمال الكوميدية، هذا الجمهور الذي طالما يحاول أن يرى نفسه في المسرح فلا يجد إلا تُرهات فلسفية لا تمتُّ إلى قضاياه بصلة، و نحن نحاول بهذا العمل أن نقترب أكثر من الجمهور البسيط من أجل استقطاب أكبر عدد من المشاهدين، دون الإخلال بالرسائل التي تستنهض هِمم المجتمع و تستثير التفكير.
في هذا الصدد،يذكر أن العمل جاء في إطار تكوين مجموعة من الشباب الممثلين، بينهم ثلاث فتيات سيقفن أمام الجمهور على خشبة المسرح لأول مرة، مما يعتبر امتحانا صعبا و تحديا حقيقيا.
شافية سعدي