لأن المرض غير معروف بعد لدى الكثير من الناس، فإن المرضى المصابين بهذا المرض يعانون الكثير قبل أن يتم تشخيصهم. وتجد العائلة والمدرسون والزملاء صعوبة في فهم ما يحدث للمريض، وحتى المريض نفسه يجد صعوبة في فهم ما يحدث له، ويصوّر الناس الشخص المصاب بالنوم القهري في صورة الشخص الكسول والخامل مما ينعكس سلبًا على نفسية المريض ويقلل من ثقته بنفسه ويخلق له مشكلات كثيرة في المدرسة والعمل. والمرض يصيب في العادة الشباب وأحيانًا الأطفال والكبار.

أعراض المرض؟

هناك أربعة أعراض رئيسية:

زيادة النعاس أثناء النهار:ويتكون من نوبات من النعاس لا يمكن مقاومتها تحدث أثناء النهار، ويمكن أن تحدث في أي وقت ومن دون سابق إنذار، وقد تحدث هذه النوبات في أوقات وأوضاع غير مناسبة، فقد تحدث أثناء قيادة السيارة أو بعض الأعمال التي تحتاج إلى التركيز مما قد ينتج عنه عواقب وخيمة، وقد يستمر النوم من لحظات إلى أكثر من ساعة ويشعر بعدها المريض بالنشاط، وهذا العرض هو أكثر الأعراض شيوعًا ويصيب جميع المرضى. وهذا العرض يظهر في كل المرضى.

الشلل المفاجئ أثناء اليقظة:وهذا العرض هو العرض المميز للنوم القهري، وخلاله يحدث شلل أو ضعف في عضلات الجسم كلها أو بعضها، كأن يكون هناك ضعف في عضلات مفصل الركبتين أو عضلات العنق التي تحمل الرأس أو عضلات الفك السفلي أو عضلات الذراعين أو عضلات التحدث مما يجعل الكلام غير واضح، وفي بعض الحالات يكون هناك شلل كامل في الجسم وقد يسقط المريض على الأرض ويظهر وكأنه مغمى عليه، ولكنه في واقع الأمر في كامل وعيه،وعادة ما يكون هذا الضعف للحظات قليلة ولكنه في بعض الحالات قد يستمر لدقائق، وعادة ما تبدأ نوبات الشلل أو الضعف في المواقف العاطفية المفاجئة كالانفعال والغضب أو السرور والضحك.

شلل النوم:وهو عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه عند بداية النوم أو عند الاستيقاظ، وتستغرق أعراض شلل النوم من ثوانٍ إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء، لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج.

الهلوسة التي تسبق النوم:وهي أحلام تشبه الحقيقة تحدث عند بداية النوم ويصعب أحيانًا تفريقها عن الواقع، وتوصف بالهلوسة، وتكون في بعض الحالات مخيفة، وما يميز هذه الأحلام أنها تحدث عند بداية النوم، في حين أن الأشخاص الطبيعيين يبدءون الأحلام بعد ساعة إلى ساعة ونصف من بدء النوم.

وهناك أعراض أخرى قد يعانيها المصابون بهذا المرض:

النوم المتقطع خلال الليل:على الرغم من زيادة النعاس خلال النهار فإن المرضى قد يعانون من النوم المتقطع خلال الليل لأسباب غير معروفة.

الحركات الذاتية اللاإرادية:حيث إن نوبة النوم قد تحدث خلال قيام المريض ببعض الأعمال الروتينية فيستمر المريض في عمل ما كان يقوم به قبل النوبة دون وعي منه ولا يتذكر أنه فعل ذلك عند استيقاظه، وهذه الظاهرة قد تكون خطيرة إذا كان المريض يقوم ببعض الأعمال التي تحتاج إلى التركيز كالقيادة مثلا. ولم يكن هذا العرض بارزًا لدى المرضى السعوديين.

ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟

من الثابت علميًا أن النوم يتكون من عدة مراحل، أحد هذه المراحل يدعى حركة العين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وتبدأ هذه المرحلة في الحالات الطبيعية بعد نحو ساعة ونصف من بداية النوم، وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛ تدعى هذه الآلية ارتخاء العضلات، وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين، فحتى لو حلمت بأنك تقوم بمجهود عضلي كبير، فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاءك في سريرك، وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية ارتخاء العضلات لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتًا. والمرضى المصابون بالنوم القهري يدخلون مرحلة الأحلام مباشرة عند نومهم، وحيث إن الشخص لا يكون قد استغرق في النوم بعد فإنه يشعر بأن الحلم أكثر حيوية وربما لا يستطيع تفريقه عن الواقع، وحيث إن المرضى المصابين بهذا المرض لديهم زيادة كبيرة في نسبة مرحلة الأحلام فإن هذه المرحلة من النوم أو جزءًا منها قد تحدث للمريض وهو مستيقظ، وهذا ما يفسر زيادة النعاس خلال النهار والشلل المفاجئ أثناء اليقظة.

هل يؤثر هذا المرض في التحصيل العلمي للطلاب؟

هذا المرض لا يؤثر بصورة مباشرة في الذكاء أو القدرات العقلية، ولكنه قد يؤثر بصورة غير مباشرة في التحصيل العلمي نتيجة للنوم الزائد ونقص ثقة المريض بنفسه، لذلك يجب التعرف على المرضى بأسرع وقت وبدء علاجهم، كما أنه يجب شرح الحالة للمدرسين في المدرسة أو للزملاء في العمل حتى يتم تفهم المرض ومساعدة المرضى، وجميع المرضى الذين قابلتهم عانوا من هذه المشكلة كثيرًا بسبب وصف المجتمع لهم بالكسل والخمول وعدم تفهم الآخرين لحالتهم بسبب غياب التشخيص الدقيق للحالة ومن ثم التوعية اللازمة للأهل والمدرسة.

كيف يتم تشخيص المرض؟

بعد التقييم السريري وأخذ التاريخ المرضي يطلب من المريض إجراء دراسة للنوم خلال الليل؛ حيث يتم مراقبة العديد من وظائف الجسم العضوية خلال النوم لاستبعاد أي أسباب أخرى لزيادة النعاس، وفي نهار اليوم التالي للدراسة الليلية يجرى اختبار آخر يدعى اختبار احتمالات النوم خلال النهار (MSLT)، لإجراء هذا الاختبار فإن على المريض البقاء في مركز النوم معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم. وخلال هذا الاختبار يعطى المريض عدة فرص للنوم (4 إلى 5 غفوات قصيرة) ويقاس خلالها المدة التي يستغرقها المريض للنوم وللوصول إلى مرحلة الأحلام.

كيف يتم علاج المرض؟

على الرغم من أنه لا يوجد علاج يشفي من هذا المرض إلا أنه يمكن السيطرة على أكثر الأعراض في أغلب الحالات.

زيادة النعاس: وينقسم العلاج إلى علاج بالعقاقير الطبية والعلاج السلوكي.

العلاج بالعقاقير:هناك الكثير من الأدوية المنبهة التي تستخدم في هذه الحالة أهمها مشتقات الفيتامين، وحديثًا تم استخدام عقار جديد يدعى مودافينيل، والمريض الذي يستخدم أيًا من هذه الأدوية يحتاج إلى متابعة دقيقة من طبيب مختص.

العلاج السلوكي:  ويتكون أساسًا من الانتظام الكامل في مواعيد النوم والاستيقاظ وفي نظام الحياة بصورة عامة، وهذا أمر أساسي في العلاج.

الغفوات الاستراتيجية: وتعني أخذ غفوات قصيرة (10 إلى 15 دقيقة) عند الشعور بالنعاس الشديد إذا سمحت الظروف.

شلل النوم والشلل المفاجئ أثناء اليقظة والهلوسة التي تسبق النوم:ويستخدم لعلاجها مضادات الاكتئاب، وسبب استخدام هذه الأدوية أنها تقلل من مرحلة الأحلام مما ينتج عنه تخفيف الأعراض السابقة،وللحالات المقاومة، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حديثًا على عقار جديد يدعى زيرم وهو يستخدم في حالات شلل النوم التي لا تستجيب للعلاج الأولي، ولدينا حاليًا ثلاثة مرضى على هذا العلاج وأظهروا استجابة ممتازة ولم تظهر لديهم أعراض جانبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *