15:00:16
تشهد أسواق ومحلات العاصمة منذ أشهر ارتفاعا جنونيا لأسعار الخضر والفواكه، ليزيد الغلاء من حدته يوما بعد يوم، الأمر الذي استنكره المواطنون،حيث تفاجوؤا بزيادات غير مسبوقة للمواد واسعة الاستهلاك و التي مست الخضر والفواكه واللحوم بشتى أنواعها ،مرجعين ذلك إلى التجار الضاربين عرض الحائط تعليمات السلطات الوصية ، مستغلّين غياب الرقابة لاستنزاف جيوب المواطنين
فالمتوجه للأسواق ،سيلفت أنظاره حتما الارتفاع الجنوني للأسعار التي بلغت مستويات قياسية ،حيث سجلت إقبالا محتشما للزبائن أمام غلاء الأسعار التي تجاوزت قدرات المواطن البسيط، بعدما وجد صعوبة في اقتناء مستلزمات مائدته اليومية
سعر البطاطا ما بين 75 و 80 دينارا
وفي جولة استطلاعية”للصباح الجديد” قادتنا للسوق اليومي لبيع الخضر والفواكه والموجود بحي كيتاني ببلدية باب الوادي بالجزائر العاصمة،وذلك من أجل الوقوف على أسعار مختلف المنتوجات المعروضة في السوق إلا أننا أصبنا بالذهول وذلك بسبب الارتفاع الفاحش للعديد من السلع فبمجرد دخولنا السوق شد انتباهنا طاولة خصصها صاحبها لبيع البطاطا التي كان يعرضها بـ80 دينارا للكيلوغرام الواحد والجدير بالذكر أنه لم يكن الوحيد الذي يبيعها بذاك السعر فقد كان سعرها موحدا في كل طاولات السوق وهو ما دفع بالعديد من المواطنين إلى تغيير عاداتهم الشرائية حيال هذا المنتوج فبعدما كان المواطنون يقتنون كميات كبيرة لا تقل عن 5 كيلوغرام أصبحوا يقتنون 2 كيلوغرام فقط وذلك لإعداد وجبة واحدة آملين أن تنخفض أسعارها قليلا في الأيام المقبلة ، خرجنا من باب الواد مواصلين جولتنا التي قادتنا هذه المرة إلى سوق ميسونيي، والأمر لم يختلف كثيرا حيث بلغ سعر البصل 80 دج في حين ارتفع سعر اللفت إلى 160 دج، بينما بلغ سعر الكيلوغرام من الطماطم 120 دج والجزر 100 دج أما سعر الكيلوغرام الواحد من اللوبيا الخضراء فتراوح بين 200 و250 دج، مقابل 230 دج للكيلوغرام الواحد من الكوسا و150 دج للكيلوغرام من السلاطة.
أسعار الفواكه حدث ولا حرج
بعد أن استطلعنا أسعار الخضر انتابنا الفضول من أجل أسعار الفواكه بما أن الخضر غالية الثمن، إلا أننا فوجئنا بالأسعار المرتفعة والبعيدة عن متناول المواطن البسيط فقد بلغ سعر البرتقال من النوعية الجيدة 250 دينار للكيلوغرام الواحد أما المندرين بـ300 دينار البرتقال العادي النوعية فقد بلغ سعره 100 دينار للكيلوغرام الواحد أما أسعار باقي الفواكه فحدث ولا حرج إذ بلغ سعر الموز 400 دينار والتفاح بـ450 دينار للكيلوغرام والفراولة بـ700 دينار وهو الأمر الذي جعل الكثير من المواطنين يستبدلون الفواكه بالعصائر التي يقتنونها بأسعار أقل.
من جهتهم، أرجع التجار سبب هذا الغلاء إلى أسواق الجملة الممونة للأسواق مؤكدين على أن غلاء الأسعار ليس بالأمر الجديد على العائلات، فقد تعوّدت هذه الأخيرة ومنذ زمن بعيد على ارتفاع الأسعار و أرجع تجار الخضر والفواكه بسوق القبة ، أن الزيادة في الأسعار مردها إلى تراجع العرض مقابل ارتفاع الطلب، حيث أكد أحدهم بقوله إن تدفق الخضر والفواكه على السوق تراجع بين 50 و60 بالمائة خاصة بالنسبة للبطاطا، التي تعد أكثر الخضر طلبا واستهلاكا، مضيفا أن الثلوج التي تساقطت على ولايات الشمال والهضاب العليا والمتيجة في الأيام الأخيرة عرقلت عمليات تموين السوق بالسلع اللازمة، ما أدى إلى حدوث خلل بين العرض والطلب وبالتالي ارتفعت الأسعار
الجلبانة بـ200 دينار في عز موسمها
ولكن المؤسف أن ارتفاع الأسعار لم يمس فقط البطاطا بل مختلف الخضر التي كانت موجودة في سوق كيتاني بباب الوادي فمن خلال جولتنا وجدنا أن الكثير من السلع غالية الثمن فقد بلغ سعر البزلاء بـ200 دينار للكيلوغرام والفول بـ150 دينار للكيلوغرام في حين بلغ سعر القرنون 14 دينارا علما أنها خضر موسمية خاصة بفصل الشتاء الطماطم 180 دينار البسباس بـ80 دينار الكرنب بـ120 دينار الفلفل الحلو بـ160 دينار للكيلوغرام السلطة الخضراء بـ100 دينار الجزر8بـ110 دينار
أسعار الحبوب الجافة تلتهب …
ومن جهتها، شهدت أسعار الحبوب الجافة والبقوليات عموما ارتفاعا خياليا في الفترة الأخيرة، وعلى اعتبار أن هذه المادة الاستهلاكية من أساسيات المائدة الجزائرية، خصوصا في فصل الشتاء، فإن الإقبال عليها يكون كبيرا نظرا للقيمة الغذائية التي تحتويها.
ومن خلال جولة قادتنا إلى بعض محلات بيع المواد الغذائية العامة، وقفنا على واقع الارتفاع الذي مس على الأخص الحمص، الذي كان سعره يتراوح بين 120دج و140دج، ليقفز الآن إلى مستوى 200 دج ، في حين بلغت أسعار العدس والفاصولياء بأنواعها حدود 160 دج، أما البازلاء المجففة، فإن سعرها هي الأخرى قفز إلى 180 دج، فيما كانت أرخص أنواع الحبوب، حيث لم يكن يفوق سعرها 60 دج أما الأرز الابيض فوصل سعره الى 80 دينارا و الارز المفور 90 دج اما الفول اليابس فوصل الى 250 دينارا.
هذا فيما يخص الحبوب العادية، أما المعلبة، فقد وصلت أسعارها حتى 200 دج بالنسبة للحمص مثلا، وهو الإشكال الذي وضع المواطنين، لا سيما أصحاب الدخل المتوسط والمحدود، أمام اختيارات صعبة للغاية، ودفعت البعض منهم للتفكير في الاستغناء عنها، لأنها أصبحت تهدد ميزانيتهم المتواضعة، في ظل هذه الارتفاعات، التي أصبحت موضة جارية بين كل فترة وفترة، ومست لحد الآن مختلف أنواع السلع في السوق.
المواطنون يصرخون …لا لزيادات الأسعار ارحمونا
عبر أغلب المواطنين الذين تحدثنا إليهم عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من الارتفاع الفاحش الذي تعرفه مختلف المنتجات،وفي هذا الصدد،حدثنا محمد قائلا:”المواطن البسيط ذو الدخل المحدود الذي لا يتجاوز الحد الادنى لاجره المليوني سنتيم لا يستطيع العيش في ظل هذا الغلاء ، وهي نفس الفكرة التي ذهبت اليها نادية وهي ام لثمانية اطفال قائلة مصوا دمنا في انتظار 2018 وما سيعرفه من زيادات على جميع المستويات الغاز والكهرباء والماء وغيرها.