بقلم :محمد جربوعة
سنوات من الظلم والإبادة ، في العراق ، وسوريا ، واليمن ، ولبنان .. إيران تشتعل .. والشعب الإيراني يخرج إلى الشارع لإسقاط ( ملالي القمع) ..لعنة الدم البريء في سوريا والعراق .. لعنة لعن الصحابة ..لعنة الوقوع في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته الطاهرة المبرأة .. وطيلة سنوات كنا نقول سينهار هذا الصنم الأسود ، وستنتهي إمبراطورية الغربان .. وستنتصر دمشق وحلب وبغداد وصنعاء وكان المرجفون يحدثوننا عن الإمبراطورية العظيمة التي تنشئ لها أوكارا سرية في كل بلدان العالم ..
اليوم ، يبدو وكلاء إيران مصدومين ، في لبنان وفي العراق وفي اليمن وفي الشام ، وفي بلدان المغرب العربي .. لأنهم يدركون أن ثورة الشعب الإيراني المفقّر تعني سقوط الملالي ، وسقوط الملالي يعني نهاية الدعم لأوكار الإرهاب الطائفي ..
هذه هي إيران التي جعلت طائفة نسبتها 8 بالمائة في سوريا ، تهين الشعب السوري كله ، وطائفة نسبتها 5 بالمائة في اليمن ، تدمّر يمن الحكمة والإيمان وتشرّد أهله ، وطائفة نسبتها 25 بالمائة في لبنان ، تختطف لبنان كله .. وطائفة في العراق تحوّل العراق العظيم إلى بلد لا معنى له ، يحكمه الحكيم والصدر وهادي العامري بالرعب تحت التوجيه العام لقاسم سليماني ..
هذه هي إيران التي كشفت أحداثها اليوم ، أنّ شعبها نفسه محكوم بالقمع والتكميم .. وأنه رافض لسياسة الملالي التي ترسل المليارات لحزب الله لقتل أطفال سوريا ، بينما الشعب الإيراني لا يجد الخبز ..
حتى قمّ ، عاصمة المجوس ، تهتز اليوم ، بكل ما لها من رمزية ..
إن عاقبة الطغيان إلى زوال .. وحين تسقط طهران ، سيسقط كل الذين صنعوا نفوذهم بها ، بدباباتها، بصواريخها، بأموالها ..
ربما تهدأ هذه العاصفة ، لكنها ستكون رسالة لكل الذين يراهنون على الظالمين .. على أعداء الجمال ، طاعني الشرف النبوي ..
لقد قضيتُ أكثر من عشرين سنة ، أكتب ضدّ طاعون الفرس .. مصطفا مع عمر وعائشة ، ومع عواصمي العربية الجميلة ، التي أحرق القارسيّ الحاقد وجوهها بماء النار ، ومع أطفال سوريا واليمن والعراق .. كانت القصيدة ملتزمة صفّ المستضعفين .. بينما كان ّأعداؤها يسخرون منها ، وقد اختاروا صفّ الدبابة الظالمة وبراميل المتفجرات ..
واليوم ، تعلن القصيدة مرة أخرى ، أنها بخير .. بينما الملالي ليسوا بخير ..
القصيدة هذا المساء ، صافية ، عنيفة ، مبتسمة ، وفية .. بينما الملالي في مهبّ الريح ثقتي أنّ دولة الملالي إلى غبار .. إن لم يكن اليوم ، فغدا .. لذلك أعيد نشر قصيدتي للاستعداد للاحتفال بنهاية الطاعون من المنطقة ..
…………………….
(فرَمانُ)(1) استعدادٍ لاحتفالاتِ النصرِ في المدن السُنّيّة
محمد جربوعة
الجميلاتُ كصنعاءَ جميلاتٌ
ولو بين الدمارْ
الجميلاتُ طويلات الإزارْ
الجميلاتُ اللواتي كدمشق الشامِ
أو بغدادَ لا يشعرنَ إن مرّ التتارْ
أطفئي المصباح نامي
فغدا يَفْرِجها المولى
وبعد العسر يسرانِ
وبعد المدّ يأتي الجزْرُ ..
ثم المدّ… ثمّ الانحسارْ
وافتحي الشُبّاكَ ليلا وأطلّي
ورجاءً
لا تملّي الانتظارْ
فالجميلاتُ كصنعاء وأنتِ
( الله يحميكنّ يا نبضات قلبي)
لا تملّ الانتظارْ
والخرافيُّ من النسوانِ يبقى
عادةً، سبعينَ عاما
ينسجُ الصوفَ لجنديّ سيأتي
بعد يوم الانتصارْ
مُدُني السنّيّةُ الحنّاءِ
في الأصل تربّتْ
بأحاديث (البخاريِّ)
وآيات القصارْ
أنت عندي بين غيد الأرض بالدنيا
ومليون فتاةٍ من سوانا لا تساوي
عند سُنيٍّ كحالي منكِ ، صوتا من سوارْ
أنت عندي درّةٌ
جوف محارْ
أنت عندي رغم كلّ الحزنِ
والدمعِ بعينيكِ
وخدشٍ ظاهر في أيمن الوجهِ
وشَعر أشعثٍ
شمسُ نهارْ
وغدا في نصرنا يكفيكِ يومٌ
بين حناء وعطر وحريرٍ
كي تعودي مثلما كنتِ
حديث الناسِ في الحيّ
وأحلى من تهادتْ نحو نهرٍ بجِرارْ
واسمعيني
ريثما نصنع هذا النصر أوصيكِ
إذا نمتِ فنامي في حجاب ونقابٍ
ربما ليلا يجيء القصفُ
لا أرضى بأن يُلمحَ ظفرٌ منكِ
بعد الانفجارْ
اخفضي عينيكِ وامشي
أفلا تدرين أنّي عربيٌّ وأغارْ ؟
دخل الأغرابُ من فُرس ورومٍ
و( يهودٍ عرب) للحيّ…
إن صادفتِ منهم غازيا
غضي..وسيري.. واستديري
واغرزي في ظهرهِ
إن لم يكنْ في جيبكِ الخنجرُ
دبّوس خمارْ
مدنُ السنّةِ
بغدادُ
وصنعاءُ
وعرسالُ
ومن تُدعى دمشقَ الشامِ
أحلى ما سبى العشّاقَ في الدنيا
وأغلى ما بشوقٍ باسَ صَبٌّ من جدارْ
وإذا استثنيتُ مرويَّ ( ثلاثٌ …لا تُشدّ..)..(2)
الأمر يغدو منطقيّا
ليس يدعو لاعتذارْ
لا تغاري
مدن السنة أيضا عندنا عيناكِ
عيناكِ التي نصفٌ حنانٌ قاتلٌ
والنصف نارْ
صدّقيني ..
سوف ألقاكِ قريبا
ربما في ساحة (المرجة) في الشامِ
أو ( التغيير) في صنعاءَ
أو ألقاكِ في بغدادَ ..طبعا ..في الرشيدْ
قسما ليسَ صباحُ النصر عنا ببعيدْ
ومن الآن استعدّي للقائي
عند باب المعبر البريّ
أو عند المطارْ
واحلمي كيفَ تشدّينَ عن الشبّاكِ
ما فيه تبقّى من ستارْ
واصنعي بالغزلِ بابا
ليتامى بيتهم من دون بابٍ
سيكونون لنا أروعَ جارْ
وانسجي لي جوربا
فالبرد في الشام شديدُ
وبصنعاء شديدٌ
وببغداد شديدٌ
حينما (كانونُ) يأتي
بعد أعوامٍ من التدمير والقصفِ
ولا خبز ولا ماء ولا جذوة نارْ
سوف نبنيها ..
ومن أجسادنا نجمع قبضات من الطينِ ونبنيها
فترْك المدن السنيّة الحناء في الأنقاض عارْ
سوف نبنيها
لأنّ الحبّ سنيٌّ
لأنّ الورد سنيٌّ
لأنّ اللهَ يحمي مدن السُنّة بالحبّ
……
وهذا باختصارْ
هامش:
1- اخترت كلمة ( فرمان) الفارسية ، ليفهم الفارسيّ أنّ عودتنا قريبة..
2- المقصود هنا حديث ( لا تشدّ الرجال إلا لثلاث) .. وفيها فضل مكة والمدينة والأقصى ..