انتشرت في السنوات الأخيرة الفتاوى عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ؛التي تسير من دول مختلف اذ أصبحت لا حدود للفتوى ؛ومرجعا للجزائريين؛ وللحفاظ على المرجعية الدينية وضعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف؛ منصة رقمية للإجابة على فتاوي المواطنين وانشغالاتهم ؛في إطار تحقيق الأمن الديني وتحقيق الوسطية والاعتدال.
في زيارة قادت موقع الصباح الجديد ؛لمكتب الفتوى بوزارة الشؤون الدينية؛تابعنا مدى اقبال المواطنين على الاستفسار و تلقي الفتاوي من مشايخ ودكاترة؛ عبر الاتصال بالهاتف أو الموقع الإلكتروني.
وفي هذا الصدد ؛ قال رئيس مكتب الإرشاد والتوجيه الديني ؛ جلول قسول أن الصراع الفكري و غزو مواقع التواصل الاجتماعي نتج عنه اختلاط في الأفكار وتذبذ في المرجعية الدينية مما دفع بوزارة الشؤون الدينية لإنشاء مكتب للفتوى على مستوى الوزارة ؛ لحماية الوطن من الأفكار الدخيلة ونشر الفتاوى المختلطة و الفكر التطرفي.
و يقع مكتب الفتوى في مقر وزارة الشؤون الدينية؛ حيث يتلقى انشغالات المواطنين عبر المواقع الإلكترونية أو أرقام الهواتف ؛ او حتى المجيء شخصيا إلى المكتب.
الطلاق ؛الخلع والميراث…اهم المسائل معالجة
وحسب رئيس مكتب التوجيه والإرشاد الديني فإن مكتب الفتوى يتلقى يوميا عدة رسائل واتصالات تتركز معظمها حول حالات الطلاق والميراث ؛ وفي مثل هذه الحالات يمكن للمفتي اووالامام التنقل شخصيا من أجل إصلاح ذات البين .
و بخصوص باقي الولايات ؛ فإن وزارة الشؤون الدينية أنشأت في كل ولاية مجلسا علميا تابعا لها على رأسه يعين مفتيا يعود إليه الناس من أجل التوجيه و الإرشاد ؛ أضيفت له دعامة أخرى وهي الإمام المفتي الذي يجيب على انشغالات الناس في مجلس رئيسي في كل ولاية (مثلا العاصمة المجلس يقع بمسجد الارقم ) في إطار الدفاع القوي ضد الأفكار الشاردة.
كل هذه المكاتب تجيب على أسئلة المواطنين كتابة لاقناع المواطن أن الإجابة الفقهية لها دعامة يمكن استخدامها على كافة الاصعدة .
وزارة العدل وعلاقتها بالمساجد …
وخلال حضورنا بمكتب الفتوى ؛التقينا بالسيدة ب.م التي كانت تتصل بمكتب الفتوى لتلقي أجوبة حول طريقة قضاء عدة الطلاق؛ حيث جاءت هذه المرة من أجل المطالبة بحقوقها و لوازمها التي تركتها في البيت الزوجية بعد طلاقها ؛ اذ قالت إنها لجأت لمكتب الفتوى من أجل الإصلاح بينها وبين زوجها لكن زوجها أصر على الطلاق حيث تركت كل لوازمها ومستلزماتها والتي قال الزوج انها ملك له ؛ليخبرها المفتي أن المحكمة تحتوي على مكتب القسم يمكن اللجوء إليه في هذه الحالة من أجل إحضار الزوج إلى المسجد من أجل أداء القسم بان هذه اللوازم ملك له؛ ليخبرنا المفتي أن العلاقة بين المسجد كمؤسسة و باقي القطاعات علاقة وثيقة تؤكد على توحد المرجعية الدينية للدولة الجزائرية المبنية على الوسطية والاعتدال.
رمضان شهر الفتاوى …أسئلة حول الصيام والقضاء و زكاة الفطر
يعتبر شهر رمضان أكثر فترة يتلقى فيها مكتب الفتوى الأسئلة؛حسب توضيحات رئيس مكتب الإرشاد والتوجيه، جلول قسول ؛ خاصة تلك التي تتعلق بالصيام كصيام المسافر و القضاء كقضاء المريض أو النفساء؛ و لعل أكبر أشكال هو ذلك الذي يتعلق بطريقة إخراج زكاة الفطر نقدا أم طعاما .
كما تعتبر النساء أكثر فئة اتصالا ؛ اللاتي يطحرن أسئلة حول صحة صومهن أو طريقة اخراج زكاة الذهب؛ أداء العمرة لتعذر وجود محرم وغيرها ؛كما يتصلن من أجل حقهن في الميراث لتعطل قسمته أو استلاء أحد أفراد العائلة عليه .
أزيد من خمسة الاف اتصال وفتوى في سنة 2024 …للمغتربين حظ في ذلك ..
وحسب الاحصائيات التي قدمها رئيس مكتب التوجيه والإرشاد الديني جلول قسول ؛فقد بلغ عدد المتصلين من طالبي الفتاوى 5642 من بينهم مغتربين بمعدل متصلين إلى ثلاث متصل من خارج الوطن؛ اذ يرى جلول قسول أن المغتربين في حاجة ماسة الى طرح انشغالاتهم واسئلتهم الدينية ونصحهم وإرشادهم وفقا لمرجعية البلد الذي ينتمون إليه ؛ والفتوى الاليكترونية والتواصل المباشر يحقق لهم ذلك
حيث يتواصل المهاجرون والجالية الجزائرية بالخارج في بشكل متصل مستمر؛كما تصلنا رسائل من افريقيا الوسطى ومن جنوب أفريقيا وامريكا والدول الآسيوية؛ ويكثر تواصلهم معنا في المناسبات الدينية كرمضان والاعياد.
دكاترة في العلوم الإسلامية للإجابة على أسئلة طالبي الفتوى
ويجيب على الاتصالات والرسائل الإلكترونية؛دكاترة في العلوم الإسلامية اذ خصصت لهم وزارة الشؤون الدينية مداومة وفقا للبرنامج المسطر ؛ على غرار امام مسجد الارقم بالعاصمة يحيا صاري والدكتور كمال بن بوزيد وغيرهم مما يدل على أن قضايا المواطن الجزائري التي تتعلق بأمر دينه ودنياه بين أيادي آمنة لتبقى الأرقام أسفل في خدمة كل من يشغل باله وحياته اشكال أو انشغال يرتبط بعقيدة المسلم الجزائري.