الزواج عبادة وطاعة وقربة لرب العالمين أيضا في رمضان
بل أنَّ الزواج أفضل من نوافل العبادة
كنا نقرأ عند مشايخنا ومن كتب العلماء بأن المحافظة على الكليات هي من مقاصد الشريعة ، التي جاءت لحفظ أعراض الناس ، وأحاط سدا منيعا وحرم الاعتداء عليها إلا بالزواج الذي شرعه الله تبارك وتعالى وجعله سنة الأنبياء والمرسلين ‘يقول نبينا صلى الله عليه وسلم (”الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني” )
ولم يحدد له زمان ولم يقيد له مكان ،(ما عدا في مدة الإحرام للحج -) لأن الزواج فطرة الله التي فطر الناس عليها”
ونحن في رمضان عادتنا وأشباه العلماء يمنعون الزواج في رمضان ،فهل هذا المنع جائز شرعا ؟ فكل مظاهر الحياة توقفت في رمضان .
نعتقد بأن شهر رمضان (من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه) ،حسبما ورد في حديث…
فما هو المانع في أن نجعل رمضان شهر لإنشاء أسر وتكوين الشباب لذلك ؟ ونخرج من رمضان بمشروع اجتماعي يقضي على العنوسة ؛ويحصن الشباب ؛ ونقضي على فكرة عند كثيرا من النَّاس وهي أن الشاب عندما يُفكر بالزواج , يُقبل عليه من باب العادة لا العبادة ، فالعائلة كلها تفكر هذا التفكير، وتفرغ الزواج من الثواب والطاعة لله رب العالمين.
فالزواج عبادة وقُربة لله عز وجل ؛ بل أن من أهل العلم من اعتبر أنَّ الزواج أفضل من نوافل العبادة والفرق بين الأمرين العادة والعبادة حتى لا نقول أفضل من التراويح .
أنَّ من أقبل على الزواج بنية العبادة وطاعةً لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه سيستشعر أنه في عبادة وهذا يحتاج إلى صبر واحتساب أجر فما يحصل في قارب الحياة الزوجية من تعبٍ وهمٍّ و جلبِ رزق ونفقةٍ و تحمل مسؤولية إلخ يحتسب أجره عند الله تعالى ، وبهذا تستقر الحياة بمودةٍ ورحمةٍ , وقرار ٍ واستقرار وان تخلل الحياة الزوجية شيءٌ من المشاكل فإنَّه سرعان ما سيزول . بتوفيق من الله تعالى بحُسن نيته وصدقه في زواجه .
فتحويل الزواج من عادة الى عبادة يجعل الزواج يعلمك التوحيد .. قال تعالى {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات: 49,50] .. فتتذكر أنَّ الله واحد، وأنت فقير تحتاج إلى زوجة وولد.
امتثال أمر الله جل وعلا لقوله {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} النور: 32.
إستجابة لنداء الفطرة .. فمن تركه إلى غيره فقد خالف الفطرة، ومن خالف الفطرة فهو على شفا هلكة، { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ…} [الروم: 30] .. ونعوذ بالله من الرهبنة.
لتقرّ عين النبي صلى الله عليه وسلم .. فالزواج قوة للأمة، وتجديد لشبابها، لأنه وسيلة لتكثير الأمة وعمار الأرض، ولذلك رغب النبي صلى الله عليه وسلم في التزوج من المرأة الولود فقال عليه الصلاة والسلام: “تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة” أبو داود والنسائي وأحمد
تباهي الرسول صلى الله عليه وسلم بنا يوم القيامة حيث قال: تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة
تحقيق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .. قال صلى الله عليه وسلم “النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني” الأسرة المسلمة الصالحة هي قلب المجتمع الصالح .
الأسرة المسلمة الصالحة هي نواة ولبنة المجتمع المترابط المنشود فتكوين أسره كلها مودة ورحمة وإيمان واستقرار تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم الصلا ة وتؤتي الزكاة وتطيعوا الله ورسوله تكون اسرة يفخر بها الرسول عليه الصلاة والسلام ويفرح بها رب العالمين أهذا الأجر والثواب يتساوى أو يفوق النوافل ؟ الأكيد أنه يفوق النوافل كلها وبه أي بالزواج يزداد المؤمن أجرا ومغفرة ورضوان من الله
فمن تزوج في رمضان كان له أجر عظيم ببشرى حديث النبي صلى الله عليه وسله ؛ بقوله تتضاعف فيه الأعمال فمن تزوج في رمضان سن سنة حسنة تخفيفا وتيسيرا على الشباب
فمن تزوج في رمضان ساهم في القضاء على العزوبة والعنوسة فمن تزوج في رمضان فتح بيتا للطهارة والنقاوة يضاف إلى بيوت المسلمين فمن تزوج في رمضان وصام وصلى التراويح وقام الليل مع زوجته كتبت له مغفرة من الله
ما لكم كيف تحكمون ؟
فمن تزوج في رمضان يساعد نفسه وزوجته على تحقيق العفاف ..ففي الزواج وقاية للدين من غائلة الشهوة، ليغض المسلم بصره ويحفظ فرجه لقوله صلى الله عليه وسلم “.. فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ..” [متفق عليه] .. وقال صلى الله عليه وسلم “ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف” [رواه الترمذي وابن حبان
فمن تزوج في رمضان يأمل أن يكسب خير متاع الدنيا .. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة” [رواه مسلم
فمن تزوج في رمضان فهو يحاول الإصلاح والتغيير في المجتمع و ترك بصمة في الحياة عن طريق إنجازات هاته الاسرة والإسهام معا في حدوث نهضة لبلدنا
الترابط بين المسلمين .. فبالزواج يتم التعارف والتلاقي بين الأسر والعائلات، فتنتشر المحبة والألفة بين المسلمين، قال تعالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13
تحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي والعاطفي
فبعد هذا هل بقي لن أن نسأل هل الزواج في رمضان جائز أم لا ؟
بقلم الأستاذ/باحث وإمام بمسجد القدس حيدرة