محمد لباشرية
حنين ودفء وكلمات .. هي مساحات من الحب الجميل ألقتها إلى مسمعي أغنية عبادي الجوهر (المزهرية)، وأنا في طريقي عائد إلى البيت، وكأن إذاعة أبوظبي أهدتها إليّ .. فوشوشت بها في قرارة نفسي، وكانت جراحاتها من جراحاتي.
«لا أنت وردة .. ولا قلبي مزهرية من خزف
صدفه وحده جمعتنا .. شوفي وشلون الصدف
التقينا في مدينة .. وفرقتنا ألف مينا
اغفري للريح .. والموج .. والسفينة
كانت الرحلة حزينة .. للأسف»
أكاد أتوسد حزني أنا ووطني العربي الكبير في هذه الكلمات الجميلة الحزينة التي خطها الأمير بدر بن عبد المحسن، ولحنها أخطبوط العود عبادي الجوهر .. والجميل الجميل والحزين الحزين في الوقت نفسه هو اختصارها للحزن العربي الآن وقد تربص بنا الأعداء من كل جانب، ولم يبق إلا الريح والموج والسفن، بعد الله جل وعلا، نشكو لها الهموم في هذا الوطن الجريح. استعمار وإرهاب وطائفية مقيتة تستهدف عروبتنا ووحدتنا.
وتبقى الأغنية ترن في أذني وأنا أقود السيارة بجهد وإحباط وأردد معها:
«آه .. يا تعب المسافر
في أراضي الجرح وفي بحر المحاجر
ما لهذا الحزن آخر .. أو لهذا الجرح آخر
يا شمسي الأخيرة .. في اللحظة الأخيرة
أنا .. لي كلمة أخيرة
اغفري لي ابتسامي .. قبل جرحي
حاولي تنسي كلامي .. قبل صمتي
ولو زعلتِ .. يا أعز الناس أنتِ»
وكأنني في هذه الأغنية أخاطب نفسي وأمتي العربية الأصيلة، أخاطب كرمها وجودها، وأقول لها:
«يا تعب المسافر .. ما لهذا الحزن آخر»
عروبتنا تغتال بين أيدينا .. فلنحمل وردة الأمل ولنتوحد وننشد كل شعرنا العربي الذي غرس فينا النخوة والحب .. كل هذه الأحاسيس انتابتني وربتت على كتفي، وكان سببها أغنية عربية أصيلة من إذاعة أصيلة في مدينة سامقة في عروبتها.